في ليلة ظلماء.. الكلاسيكو يفتقد كريستيانو رونالدو

خرجت جماهير ريال مدريد الإسباني حزينة بعد مباراة الكلاسيكو ضد برشلونة على ملعب كامب نو الذي انتهى بالتعادل دون أهداف في لقاء مؤجل من الجولة العاشرة للدوري الإسباني.

وجاء حزن جماهير ريال مدريد؛ لأن فريقها كان الأقرب لتحقيق الفوز في الكلاسيكو وقدّم مباراة كبيرة ولكنه فشل في ترجمة سيطرته ومحاولاته لهز شباك البارسا.

وضاعف أحزان الجماهير المدريدية أنه في الوقت الذي يعاني فيه الهجوم الملكي خطف كريستيانو رونالدو نجم الفريق السابق الأضواء بهدف عالمي خارق للعادة بضربة رأس بارتقاء لأكثر من مترين في لقاء فريقه الحالي يوفنتوس أمام سامبدوريا في الدوري الإيطالي.

ويبدو أن ليلة الكلاسيكو الظلماء التي انتهت بالتعادل دون أهداف كان يفتقد "البدر" كريستيانو رونالدو الذي طالما صال وجال في مثل هذه المباريات الكبيرة بقميص ريال مدريد وبرشلونة.. وهو ما ترصده شبكة "إرم نيوز" في التقرير الآتي:

خطة زيدان ينقصها رونالدو
لعب المدرب الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني لفريق ريال مدريد في لقاء برشلونة الأخير بخطته التي عانى منها من قبل في بعض مباريات موسم 2017/2018 بطريقة 4-3-1-2.

واعتمد زيدان على منح الحرية للمهاجم كريم بنزيما للتحرك خارج منطقة الجزاء وصناعة الفرص للجناح الذي يلعب دور رأس الحربة وكان يقوم بهذا الدور باقتدار كريستيانو رونالدو.

ولجأ زيدان إلى الويلزي غاريث بيل جناح الفريق ليؤدي دور رأس الحربة في بعض المحاولات والدخول في عمق دفاعات برشلونة.

ونجحت هذه الطريقة في تحقيق التوازن التكتيكي لريال مدريد أمام برشلونة بين السيطرة على الكرة في وسط الملعب مع الاختراق من أقصر الطرق بخلاف التأمين الدفاعي ولكن الفريق الأبيض لم يستغل المحاولات.

وكان واضحًا أن تفاهم بنزيما ورونالدو كان أكبر بكثير من تفاهم بنزيما وبيل وهو الأمر الذي ظهر في التحركات دون كرة وتواجد بيل في أماكن مؤثرة للتهديف مثلما كان يفعل رونالدو.

وأكد أيمن يونس مهاجم منتخب مصر الأسبق لشبكة "إرم نيوز" أن ريال مدريد كان ينقصه المهاجم المتأخر الذي يجيد استغلال الفرص موضحًا أن الأمر كان واضحًا خاصة في الشوط الأول.

وأوضح أن زيدان لعب بحذر دفاعي من خلال الإبقاء على ثلاثي الوسط دون تقدم للأمام خاصة فيدريكو فالفيردي وتوني كروس مع قدرة إيسكو على الاستحواذ والتمرير السليم وتحركات بنزيما لتي تخلخل دفاع برشلونة ولكن من يستطيع الاختراق من العمق ودخول منطقة الجزاء للتسجيل؟.

وأضاف "برشلونة حاول الحد من خطورة هذه الخطة بيقظة لثنائي قلب الدفاع وتمركز إيفان راكيتيتش في العمق لفترة ولكن ساعد البارسا عدم وجود لاعب مثل كريستيانو رونالدو يجيد استغلال أنصاف الفرص".

مشاكل هجومية
ظهرت مشاكل هجوم ريال مدريد في الموسم الحالي في العديد من المباريات بسبب القصور الواضح في مركز الجناح مع كثرة إصابات الويلزي غاريث بيل والبلجيكي إدين هازارد.

ويعيش كريم بنزيما مهاجم الفريق حالة من التألق الواضح وسجل هذا الموسم في كل البطولات 16 هدفًا بجانب استمرار قيامه بدور صانع اللعب بالمساهمة في 7 أهداف لزملائه.

ويعاني ريال مدريد في التفاوت الواضح بين بنزيما وأقرب منافسيه في هز الشباك وهو البرازيلي الواعد رودريغو الذي سجل 6 أهداف في كل البطولات، ثم المدافع سيرجيو راموس الذي أحرز 5 أهداف اعتمادًا على تقدمه في الضربات الثابتة، ثم توني كروس برصيد 3 أهداف اعتمادًا على إجادته التسديدات البعيدة والقوية.

وأصبح واضحًا وجود خلل واضح في معادلة ريال مدريد الهجومية هذا الموسم مع رحيل كريستيانو رونالدو للموسم الثاني على التوالي وهو ما يدفع ثمنه الفريق.

وبالمقارنة بين هجوم ريال مدريد هذا الموسم في الليغا وبرشلونة تجد أن الريال سجل 33 هدفًا بينما أحرز برشلونة 43 هدفًا، كما أن قوة البارسا لا تتمثل في الأرجنتيني ليونيل ميسي وحده ولكن أيضًا لويس سواريز وأنطوان غريزمان كمثلث هجومي متكامل.

صراع ميسي

وأثّر رحيل كريستيانو رونالدو -أيضًا- على المنافس برشلونة وتحديدًا نجمه الأبرز ليونيل ميسي الذي افتقد عنصر المنافسة والصراع الفردي بعد رحيل رونالدو.

وكانت الأنظار تتجه بلا شك إلى صراع ميسي ورونالدو في لقاءات الكلاسيكو وهو الأمر الذي اختفى مع رحيل الدون إلى الدوري الإيطالي.

ويعكس الأمر بوضوح أن ليونيل ميسي لم يسجل في آخر 5 مباريات للكلاسيكو بين العملاقين بعد رحيل رونالدو فآخر لقاء شهد تسجيل ميسي كان يوم الـ6 من مايو 2018 في الدوري وانتهى 2/2 وأحرز ميسي هدفًا لبرشلونة كما أحرز رونالدو لريال مدريد.

وواصل ميسي الصيام التهديفي على مدار آخر 4 لقاءات للكلاسيكو شارك بها خاصة أنه غاب عن فوز برشلونة بنتيجة 5/1 يوم الـ28 من أكتوبر 2018 بالدوري.

أين هازارد؟

يحمل النجم البلجيكي إيدين هازارد القميص رقم 7 بعد رحيل كريستيانو رونالدو كإشارة إلى خلافة اللاعب البرتغالي ولكن الأمور لا تسير في الطريق الصحيح.

وسجل هازارد هدفًا في 13 مباراة ظهر بها مع ريال مدريد بواقع 984 دقيقة وصنع 4 أهداف فقط وهي الأرقام المخيبة لريال مدريد.