مع إبرام صفقات ضخمة.. ما تأثير زيادة اللاعبين الأجانب على الكرة السعودية؟
مع إبرام صفقات ضخمة.. ما تأثير زيادة اللاعبين الأجانب على الكرة السعودية؟مع إبرام صفقات ضخمة.. ما تأثير زيادة اللاعبين الأجانب على الكرة السعودية؟

مع إبرام صفقات ضخمة.. ما تأثير زيادة اللاعبين الأجانب على الكرة السعودية؟

رغم قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم -قبل بداية الموسم الحالي- زيادة عدد اللاعبين الأجانب الذين يحق لأندية دوري المحترفين تسجيلهم إلى ثمانية بدلًا من ستة في الموسم الماضي، فإن مستوى المتعة وعدد الأهداف لم يشهد الكثير من التغيير كما ينذر القرار بمتاعب محتملة للمنتخبات الوطنية.

وضمن عدة تغييرات أجرتها السعودية في الأشهر القليلة الماضية، وبينها زيادة عدد أندية دوري المحترفين إلى 16 بدلًا من 14، أعلن اتحاد كرة القدم في يونيو/ حزيران زيادة اللاعبين الأجانب المسجلين في كل ناد إلى ثمانية، بواقع سبعة أساسيين ولاعب واحد بين البدلاء، ووصف القرار بأنه يهدف إلى "رفع المستوى الفني للأندية والدوري".

كما برر عادل عزت، الرئيس السابق للاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي استقال في أغسطس/ آب، القرار بالرغبة في خفض قيمة عقود اللاعبين السعوديين التي وصفها بأنها "متضخمة جدًا"، ومنح فرص أكبر للاعب السعودي للعب في الخارج سواء في أوروبا أو حتى في دول مجاورة.

ومع اتجاه الأندية للاعتماد على لاعبين أجانب للاستفادة من القرار الجديد، إضافة لزيادة عدد أندية الدوري، ارتفعت القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين إلى 325.5 مليون دولار من 209.5 مليون دولار في الموسم الماضي، وفقًا لموقع "ترانسفير ماركت"، على الإنترنت الذي يرصد قيمة صفقات الانتقال في بطولات الدوري حول العالم.

وتضمنت الصفقات الضخمة التي أبرمتها الأندية السعودية بعد قرار زيادة اللاعبين الأجانب انتقال عمر عبد الرحمن (عموري) لاعب منتخب الإمارات، وأندريه كاريو لاعب بيرو، وبافتيمبي غوميز، مهاجم غالاطا سراي السابق إلى الهلال، والمغربي الدولي نور الدين أمرابط وأحمد موسى مهاجم نيجيريا إلى النصر، والمصري عبد الله السعيد إلى الأهلي، وماثيو جورمان مدافع أستراليا إلى الشباب، والبرازيلي ماركوس غيلهيرمي إلى الوحدة.

لكن ذلك لم ينعكس بالكثير من الإيجابيات على الدوري السعودي، من حيث عدد الأهداف في المجمل أو تلك التي سجلها اللاعبون الأجانب حتى الآن.

وبمقارنة أول خمس جولات في المسابقة هذا الموسم بالفترة ذاتها في الموسم الماضي، تم تسجيل 105 أهداف في المجمل بينها 61 هدفًا سجلها لاعبون أجانب بنسبة 58%، مقابل 67 هدفًا من أصل 115 بنسبة 58.2% في ظل عدد أقل من اللاعبين الأجانب.

* فرص اللاعب السعودي

بدا اللاعبون السعوديون الأكثر تضررًا من قرار زيادة الأجانب، وتقلصت إلى حد كبير مشاركتهم في المباريات، وهو ما اتضح في مباراة كأس السوبر السعودية التي فاز بها الهلال 2-1 على الاتحاد في لندن في افتتاح الموسم.

فقد شهدت التشكيلة الأساسية للفريقين مشاركة 13 لاعبًا أجنبيًّا من أصل 22 لاعبًا، بواقع ستة في الهلال وسبعة في الاتحاد.

وأبدى معلقون وخبراء مخاوف من تراجع عدد اللاعبين القادرين على تمثيل المنتخب السعودي على المدى البعيد جرّاء زيادة الأجانب في الدوري المحلي.

وقال ماجد عبدالله، لاعب السعودية الكبير في ثمانينيات القرن الماضي، لمحطة "أبوظبي" الرياضية التلفزيونية: "سيضفي (قرار زيادة اللاعبين الأجانب) إثارة على الدوري لكنه سيقلل من فرص اللاعبين المحليين.

"في الماضي كان من غير المسموح التعاقد مع حارس مرمى (أجنبي) وبات هذا متاحًا الآن".

وأضاف: "أصبحت المنافسة بين حراس المرمى قليلة للانضمام للمنتخب. باتت مقتصرة على (عبد الله) المعيوف وياسر (المسيليم) إضافة لحارس أو حارسين آخرين. حظوظ اللاعب السعودي في الظهور طوال الموسم باتت قليلة.

"عندما تغيب كلاعب لفترة طويلة ثم تدخل في أجواء اللعب مع المنتخب فجأة فسيحدِث هذا هزة. التدريب يختلف عن خوض المباريات الودية، وكلاهما يختلف عن المباريات الرسمية".

وفي كأس العالم الأخيرة في روسيا، خسرت السعودية 5-صفر أمام الدولة المضيفة في المباراة الافتتاحية للبطولة بعد أداء متواضع من الحارس المعيوف أثار انتقادات واسعة النطاق.

وفقد المعيوف موقعه في التشكيلة الأساسية للهلال منذ انضمام الحارس العماني الدولي علي الحبسي في الموسم الماضي.

* سلبيات

قال خالد القروني، المدرب السابق للوحدة والاتحاد ومنتخب السعودية للشباب، لصحيفة "الشرق الأوسط" أخيرًا: "هذا القرار وبكل تأكيد ستكون سلبياته أكبر من الإيجابيات. سيكون هناك تقليص إجباري لحظوظ اللاعب السعودي الموهوب".

وأضاف المدرب الذي قاد السعودية لبلوغ الدور الثاني في كأس العالم تحت 20 عامًا في 2011 قبل الخسارة أمام البرازيل: "ستقل عدد المباريات التي يخوضها (اللاعب السعودي) والتي يكون لها آثار إيجابية في المعتاد على تطوير مستواه ومنحه الخبرة التي تنعكس على المنتخب الوطني".

وتابع: "هناك لاعبون سعوديون لديهم موهبة كبيرة ويحتاجون لمزيد من الخبرة والاحتكاك حتى يكون لهم بصمة في مسيرة المنتخب السعودي سواء في كأس آسيا 2019 أو ما بعدها من استحقاقات".

وقال حمدان الحمدان، الذي كان قائدًا للفتح عندما أحرز لقب الدوري السعودي في موسم 2012-2013، إن اللاعب المحلي ساهم بدور كبير في الفترة التي حقق فيها ناديه اللقب وأعقبها بالفوز بكأس السوبر المحلية.

وأكد الحمدان (33 عامًا) أن ما حققه الفتح أثبت أن اللاعب "ليس بقيمته المادية بل بقيمته الفنية وعطائه داخل الملعب".

وأضاف: "قيمة اللاعب السعودي في المستوى الفني الذي يمكن أن يقدمه وليس في العائد المالي الذي يتقاضاه. كان من المهم أن يتخذ الاتحاد السعودي قرارًا أكثر إنصافًا للاعب السعودي بدلًا من أن يرفع عدد اللاعبين الأجانب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com