فلورينتينو بيريز وعام من الإخفاقات المتتالية‎ مع ريال مدريد
فلورينتينو بيريز وعام من الإخفاقات المتتالية‎ مع ريال مدريدفلورينتينو بيريز وعام من الإخفاقات المتتالية‎ مع ريال مدريد

فلورينتينو بيريز وعام من الإخفاقات المتتالية‎ مع ريال مدريد

مدريد – في مثل هذا الوقت من العام الماضي كان رئيس النادي الملكي في إسبانيا ريال مدريد فلورينتينو بيريز، مزهوا بالفخر بعد أن حقق فريقه سلسلة انتصارات تاريخية بلغت في تلك الفترة 22 مباراة متتالية، بالإضافة إلى تتويجه بلقب مونديال الأندية والتوقعات التي تنبأت له بمستقبل باهر، بيد أنه، وبعد مرور 12 شهرا من ذلك التاريخ لم تبق أي ملامح من كل ما ذكر.

وتفاجئ بيريز قبل أيام داخل معقل فريقه بصيحة الجماهير التي تطالبه بالرحيل، في مشهد أعاد للأذهان ما جرى يوم 27 شباط/فبراير 2006، عندما اضطر بيريز إلى الاستقالة من منصبه أمام ظروف مماثلة بعد أن عجز عن مواجهة الكثير من العقبات آنذاك.

وليس من السهل شرح وتفسير ما حدث في هذه الرحلة التي بدأت من السماء حتى وصلت إلى الجحيم، فلم يكن هناك فريقا أكثر إثارة للإعجاب من ريال مدريد في يناير الماضي بفضل نتائجه المذهلة وكرته الرائعة، حيث كانت اللغة السائدة هي الأهداف والانتصارات والفنيات العالية والإشادة، حتى إن الصحافة الأسبانية كانت تتساءل: "هل هذا هو أفضل فريق في تاريخ ريال مدريد؟".

ولكن أخذ فريق المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي في التراجع ببطء وبدون توقف، حتى وصل إلى نهاية الموسم الماضي خاوي الوفاض من أي ألقاب.

وفي المقابل، ومن أجل أن تتعاظم أوجاع ريال مدريد، رسم برشلونة مشوارا مميزا بعد أن مر في يناير بأزمة كبيرة كادت أن تطيح بمديره الفني لويس إنريكي ولكنه نجح في نهاية الموسم بالفوز بـ "ثلاثية" مثيرة، حيث توج بألقاب بطولات دوري أبطال أوروبا والدوري الأسباني وكأس الملك.

وكان السؤال الذي يدور في خلد الكثيرين بعد إنجازات برشلونة هو: "هل يتحلى بيريز بالصبر على أنشيلوتي أم ينتصر لنظرته المعتادة للأمور ويقيل المدرب الإيطالي؟"، ولكن ما حدث هو الافتراض الأخير بالطبع.

وكان قرار الإطاحة بأنشيلوتي يحمل الكثير من المخاطر بالنسبة لبيريز، قاهر المدربين، وذلك لأن أنشيلوتي كان يحظى بدعم نجوم الفريق في المقام الأول وثانيا لأن الرئيس المدريدي اتخذ قرارا ضد رغبة جماهيره، حسبما كشفت استطلاعات الرأي آنذاك، وأخيرا بسبب هوية المدير الفني الجديد.

ووقع اختيار بيريز على رافايل بينتيز، المدرب الذي يختلف كليا عن أنشيلوتي، فقد أسس المدرب الأسباني سيرته الذاتية اعتمادا على كرة قدم لا تعترف إلا بالنواحي البدنية وعلاقات متوترة مع اللاعبين.

ولم يبدأ الموسم الجاري بالشكل الذي تمناه بيريز، بالإضافة إلى أن أحد مراحل مسابقة الدوري زادت من أزماته، عندما فاز برشلونة في 21 تشرين ثان/نوفمبر الماضي على ريال مدريد برباعية نظيفة على ملعب سانتياجو بيرنابيو بعد أن قدم أداء رائعا أمام منافس ألجمته الصدمة.

ولم تنتظر جماهير ريال مدريد حتى نهاية تلك المباراة وبدأت في إطلاق الصيحات: "إرحل يا فلورينتينو".

ولم تشهد الأمور تحسنا في الشهر الأخير من العام وراحت الصحافة الأسبانية برمتها تتحدث عن إقالة غير بعيدة لبينتيز، ولكن ماذا بعد؟، سيصبح بيريز بعد هذا القرار المرتقب المتسبب الرئيسي في إحباط الجماهير إذا لم يعد الفريق إلى المسار الصحيح.

ويضاف إلى كل ما سبق حلقات أخرى من الإخفاقات مثل فشل التعاقد مع الحارس الأسباني دافيد دي خيا، بسبب إحدى الوثائق التي لم تصل في موعدها والخروج من بطولة كأس الملك بسبب إشراك اللاعب الروسي الموقوف دينيس تشيرشيف.

وتمثل هذ الأحداث ألغازا يصعب تفسيرها داخل مؤسسة تبلغ ميزانيتها 600 مليون يورو، الأمر الذي أضر كثيرا بصورة النادي.

ويأمل بيريز أن يكون موقف ريال مدريد الحالي مماثل لما كان عليه موقف برشلونة في يناير الماضي، والذي كان يمر بأزمة قوية كادت أن تطيح بمديره الفني لويس انريكي ثم انتفض بعد ذلك ليقدم موسما تاريخيا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com