الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالإصابة المبكرة بأمراض القلب والأوعية الدموية

كشفت نتائج دارسة حديثة أجراها باحثون في جامعة روتجرز الأمريكية، أنه يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي مساعدة الأطباء في الكشف المبكر عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل الرجفان الأذيني وفشل القلب.

ويحدث "فشل القلب" الذي يسمي أيضا "قصور القلب الاحتقاني" عندما لا تضخ عضلة القلب الدم كما ينبغي، لتتراكم السوائل في الرئتين؛ الأمر الذي يسبب الإصابة بضيق التنفس.

أما الرجفان الأذيني فهو عدم انتظام في نظم القلب (اضطراب النظم القلبي)، يمكن أن يؤدي إلى حدوث جلطات دموية في القلب، ويزيد احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية وفشل القلب وغيرهما من المضاعفات ذات الصلة بالقلب.

ووفق الدراسة فإن الباحثين استخدموا الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لفحص الجينات داخل الحمض النووي (DNA)، ما قاد في نهاية المطاف إلى الكشف المبكر عن الأمراض المذكورة وهو عنصر حاسم في عملية العلاج.

وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن أمراض القلب هي السبب الرئيس للوفاة للأشخاص من معظم المجموعات العرقية في الولايات المتحدة، حيث تحصد حياة شخص واحد كل 34 ثانية.

وإضافة لذلك، تقول الدراسة أن حوالي 50% من مرضى القلب والأوعية الدموية يموتون في غضون خمس سنوات بعد التشخيص؛ غالبا بسبب عوامل وراثية أو بيئية، في حين قدرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 75% من أمراض القلب والأوعية الدموية المبكرة يمكن الوقاية منها إذا تم اكتشافها مبكرا أو في الوقت المناسب.

وفي هذا الصدد، علق زيشان أحمد رئيس الفريق البحثي قائلا: "إن فهم أمراض القلب والأوعية الدموية في الوقت المناسب وعلاجها الدقيق سيفيدان في النهاية ملايين الأفراد من خلال الحد من المخاطر العالية للوفيات وتحسين جودة الحياة".

وأضاف أنه من أجل تعزيز التشخيص والعلاج المبكر لأمراض القلب والأوعية الدموية، استخدم الباحثون نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحديد الجينات التي قد تكون لها علاقة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وقام الباحثون بتحليل حالات المشاركين الأصحاء والمصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، عبر استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحديد الارتباط بين الجينات ومختلف مظاهر المرض، بما في ذلك الرجفان الأذيني وفشل القلب.

وحدد الباحثون مجموعة من الجينات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ووجدوا أن عوامل العمر والجنس والعرق ساهمت في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.