هل تحلّ الروبوتات الذكية مكان المعالجين النفسيين؟
يلجأ الكثيرون إلى برامج الدردشة الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز صحتهم العقلية، ويقولون إنها أكثر ملاءمة من زيارة المعالجين النفسيين.
ولسنوات، كان الأشخاص يعتمدون على المعالجين ومستشاري الصحة العقلية لمساعدتهم في التغلب على تحديات الحياة. ومع ذلك، فإن الذهاب إلى عيادة المعالج قد لا يكون متاحًا للجميع بسبب عوامل مختلفة، مثل: التكلفة المادية، والوقت، والراحة، التي يمكن أن تمنع الناس من طرق باب المعالج.
روبوتات علم النفس
يتطلب العلاج التقليدي الذهاب إلى مكان ما، والقيادة، والتعامل مع الناس. وفي بعض الأحيان، قد يكون القيام بكل هذه المهام وسواها أمرًا صعبًا بالنسبة للبعض. لكن مع الذكاء الاصطناعي، يمكن الحصول على العلاج وقتما تشاء من المنزل.
ويتوافر العديد من تطبيقات روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على ما يتم تدريسه في الشهادات الجامعية لعلم النفس.
وكل ما عليك فعله هو وصف المشكلة لأحد برامج الدردشة هذه، ويمكنها الإجابة بما يشبه التعاطف، أو تقديم اقتراحات أو طرح أسئلة للمتابعة تمامًا كما يفعل المعالج البشري، وبنسبة نجاح جيدة جدًّا بالاعتماد على إجابات مكتوبة من قبل مجموعة من المعالجين.
وتشير الأدلة إلى أن روبوتات الدردشة يمكنها تقديم عناصر العلاج السلوكي المعرفي وأدوات الصحة العقلية الأخرى بشكل جيد، بما يكفي لتقليل أعراض الاكتئاب والتوتر. وفي أحد الاستطلاعات، وجد 80% من الأشخاص الذين استخدموا ChatGPT للحصول على مشورة في مجال الصحة العقلية أنه بديل جيد للعلاج المنتظم.
وبحسب المستخدمين، كانت القدرة على حفظ المحادثات مفيدة جدًّا، بحيث يمكنهم العودة إليها وقراءة محادثة موضوع ما كلما شعروا بالحاجة إلى ذلك.
هل تحل مكان المعالج البشري؟
أظهرت الدراسات أن العلاقة بين المعالج والمريض هي واحدة من أفضل العوامل التي تنبئ بالنجاح في العلاج، ما يعني أنه من الأهمية بمكان أن يشعر المريض بإحساس بالثقة مع المعالج، وأن يشعر المعالج بأنه متفهم ومتعاطف.
وفي الوقت الذي يعتمد فيه كثير من التخصصات الطبية على المؤشرات الحيوية ونتائج الاختبارات، تعتمد رعاية الصحة العقلية على الأمور الذاتية، مثل: كيف يصف المريض أعراضه، وكيف ينظر إليها الطبيب، والتحولات الداخلية والإنجازات التي لا يمكن قياسها بسهولة بالأرقام. لذلك فإن التحدث إلى برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب العمل مع معالج بشري، قد يؤديان إلى تسهيل إدارة الأعراض وتسريع مدة العلاج.
وتشير الأبحاث الأولية إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد الأطباء في اختيار مضادات الاكتئاب المناسبة لمريض معين، أو دراسة كلامهم أو كتاباتهم بحثًا عن علامات الاضطراب العقلي.
فحص تطبيقات الصحة العقلية
وقالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA في أواخر العام الماضي إنها تقوم بفحص مجموعة من تطبيقات الصحة العقلية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وحتى الآن، لم تتم الموافقة على أي منها.
وفي الوقت الحالي، لا تبدو رعاية الصحة العقلية القائمة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي أفضل من المعالجين البشريين، لكن من المؤكد أن الذكاء الاصطناعي قد يتحسن مع مرور السنين.
وفي الختام لا بد من الإشارة إلى أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي كمرافق. فهناك ملايين المستخدمين الذين يلجؤون إلى صديقهم الافتراضي المعتمد على الذكاء الاصطناعي للتغلّب على الشعور بالوحدة.
