غوغل أمام تحدٍّ جديدٍ.. ماذا تُحضّر "OpenAI"؟
تفيد أخبار متداولة بأن "OpenAI" تعمل على منتج يشبه بحث "غوغل"، وهي خطوة يمكن أن تزيد من حدّة المنافسة في صناعة التكنولوجيا.
في العامين الماضيين، غيّرت OpenAI مفهوم استخدام الذكاء الاصطناعي، ولم يقتصر الأمر على إطلاقها "شات جي بي تي" فحسب، بل أجبرت عمالقة التكنولوجيا، مثل "غوغل" و"أبل" و"مايكروسوفت" على تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وتسريع التقدم في صناعة التكنولوجيا.
استجابة غوغل
كان لدى "غوغل" الاستجابة الأكثر أهمية لـ"ChatGPT"، ما أدى إلى ظهور"Google Bard"، المعروف الآن باسم "Gemini". في المقابل يبدو أن "OpenAI" تسعى أيضًا للقيام بخطوة أخرى، بحيث تعمل على تطوير منتج بحث ويب يشبه محرك بحث "غوغل"، مع احتمال أنه سيتم تشغيل محرك البحث الجديد جزئيًّا بواسطة "Bing".
ومع ذلك، ليس من الواضح في هذه المرحلة ما إذا كان هذا سيكون تطبيقًا مستقلاً لبحث الويب، أو ما إذا كان سيتم دمجه داخل "ChatGPT"، مع وجود احتمالية أن يكون منتج بحث الويب متاحًا من خلال نموذج "ChatGPT Plus" للمشتركين المدفوعين.
وبما أن "مايكروسوفت" هي واحدة من أكبر المستثمرين في "OpenAI"، فإنه من المرجّح تشغيل محرّك البحث على الويب المفترض بواسطة "Bing"، كخطوة إستراتيجية أخرى من قبل الشركة للترويج لمزيد من منتجات الذكاء الاصطناعي.
من سيتحكم بالسوق؟
في حين أنه سيكون من الرائع أن نرى كيف يمكن لـ"OpenAI" أن تغيّر الطريقة التي نبحث بها عن أمور معينة في المستقبل، إلا أن هذا الأمر قد لا يكون سهلًا؛ لأن "غوغل" تتحكم بالسوق عندما يتعلّق الأمر بالبحث.
إذ تتعامل "غوغل" مع حجم مذهل من استعلامات البحث يُقدّر بـ 99000 كل ثانية، و5.94 مليون كل دقيقة، و356.4 مليون كل ساعة، و8.55 مليار كل يوم، وما يُقدّر بنحو 2 تريليون عملية بحث على مستوى العالم سنويًّا.
وفي هذا الإطار، يجب التنبيه إلى أن "ChatGPT" هو التطبيق الأسرع نموًّا على الإطلاق مع نحو 180 مليون مستخدم، محققًا في شهرين ما استغرقه فيسبوك وتويتر من سنوات لتحقيقه.
وبافتراض أن جميع مستخدمي "OpenAI" أجروا ما متوسطه 4 عمليات بحث يوميًّا، فقد يصل عدد عمليات البحث اليومية إلى 720 مليون عملية بحث، وهو رقم لا يزال بعيدًا عن 8.55 مليار بحث يومي لـ"غوغل".
لذلك، إذا أرادت "OpenAI" المنافسة، فسيتعين عليها تقديم منتج مفيد مع سبب مقنع لاستخدامه. ولن يكفي مجرد إنشاء محرك بحث جديد لدخول المنافسة مع العمالقة مثل "غوغل"، التي من خلال نظام أندرويد وخدماتها الأخرى تمكّنت من أن تصبح جزءًا من حياة المستخدمين.
