الإماراتي سلطان النيادي في أطول مهمة علمية.. كيف يعيش رواد الفضاء؟

مع إطلاق شركة سبيس إكس المملوكة لإيلون ماسك طاقما مكونا من أربعة رواد، بينهم رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، في رحلة إلى محطة الفضاء الدولية، تثار تساؤلات حول كيفية المعيشة في الفضاء السحيق الخالي من الجاذبية لمدد طويلة تصل لستة أشهر.

ووفقا لروبوت المحادثة (تشات جي بي تي) المعتمد على الذكاء الاصطناعي، فإن رواد الفضاء يعيشون في محطة الفضاء الدولية بطريقة مختلفة تمامًا عن الحياة اليومية التي نعيشها على الأرض، فأيامهم مكرسة للعمل والأبحاث والحفاظ على صحتهم وسلامتهم في رحابة الفضاء.

الأكل

بالنسبة للأكل، يتم تزويد رواد الفضاء بطعام مصنوع بطرق خاصة، ويشمل الطعام الذي يتناولونه المأكولات المجففة والتي تتم إضافة الماء إليها لإعادتها إلى حالتها الطبيعية، بالإضافة إلى المأكولات المعلبة والمجمدة والتي يمكن إعادة تسخينها عن طريق الميكروويف في المحطة الفضائية.

وقد يأكل رواد الفضاء أيضا مواد غذائية في شكلها الطبيعي، مثل المكسرات والحلوى والبسكويت وغير ذلك.

ويشرب رواد الفضاء الماء بشكل أساسي أثناء وجودهم في الفضاء، وتتوفر لديهم أيضا المشروبات المنكّهة.

وتتطلب المهمات الطويلة أن تتمتع الأطعمة الفضائية بعمر افتراضي طويل بحيث تكون صالحة للأكل بعد شهور أو حتى سنوات، في درجة حرارة معينة.

وعادة ما يقوم رواد الفضاء بتناول وجبات صغيرة وعديدة على مدار اليوم، وذلك لتجنب الشعور بالجوع بسبب تأثير الفضاء الخالي من الجاذبية على الهضم.

ويتناول رواد الفضاء الطعام بواسطة أدوات خاصة مثل الأكواب والأواني المصنوعة من المعدن والبلاستيك، ولا يتم استخدام الأدوات الزجاجية أو السكاكين الحادة لتجنب حدوث حوادث.

ويمكن لرواد الفضاء اختيار الأطعمة التي يفضلونها، من بين قائمة واسعة يطلعون عليها قبل الإطلاق.

النوم

في محطة الفضاء الدولية، يتم النوم في مقصورات صغيرة تحتوي على سرير مثبت على الحائط، ويتم تثبيت الجسم على السرير بواسطة أحزمة خاصة لتجنب الطيران في الفضاء أثناء النوم.

وفي عالم انعدام الجاذبية يمكن لرواد الفضاء النوم في أي مكان، لكن ليس من الجيد أن تطفو أجسادهم بعيدا أثناء النوم، لذلك، يستخدم رواد الفضاء حجرات نوم صغيرة وأكياس نوم مربوطة.

الاعتناء بالنظافة الشخصية

تحتوي محطة الفضاء الدولية على نظام متطور للحفاظ على نظافتهم الشخصية، إذ تتوفر المناشف ومستلزمات الحمام في المحطة الفضائية الدولية. وتتم العناية بالشعر والأظافر والبشرة بنفس الطريقة التي يتم بها ذلك على الأرض.

كما يتم توفير الفرشاة ومعجون الأسنان وغسول الفم للرواد الفضائيين، وثمة أكياس للنفايات وأدوات لتنظيف الأسطح والأجهزة في المحطة الفضائية.

وتستخدم المواد المعقمة في المحطة الفضائية الدولية للتأكد من عدم انتقال الجراثيم والعدوى بين الرواد الفضائيين.

القراءة

يمكن لرواد الفضاء قراءة الكتب في المحطة الفضائية الدولية، ولكن يواجهون بعض التحديات في القراءة في الفضاء الخارجي. فمثلاً، يمكن أن يؤثر عدم وجود جاذبية على قدرة الرواد الفضائيين على الاستمرار في قراءة الكتب بشكل مريح، لذلك يستخدم العديد منهم حاملات للكتب خاصة لتثبيت الكتب ومنعها من الطيران في الفضاء.

ويمكن أن يستخدم الرواد الفضائيون أيضًا الكتب الإلكترونية، حيث يمكنهم تحميل الكتب على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم أو الأجهزة اللوحية والقراءة من خلالها.

المرض

في حالة إصابة أي رائد فضاء بالمرض أو الإصابة بإصابة حادة أو طارئة، يتم تشخيص الحالة الصحية وعلاجها في المحطة الفضائية الدولية باستخدام المعدات والأدوات المتاحة فيها.

وتتضمن إجراءات علاج الأمراض والإصابات في المحطة الفضائية الدولية بأن يقوم الرائد الفضائي المصاب بإبلاغ الفريق الطبي في المحطة الفضائية الدولية عن حالته، ويتم إجراء الفحوص الطبية اللازمة لتشخيص الحالة.

ويستخدم الرواد الفضائيون الأدوية الموجودة في المحطة الفضائية الدولية لعلاج الأمراض البسيطة أو الألم الذي يمكن علاجه بالأدوية المتاحة في المحطة الفضائية.

كما تجرى عمليات علاج الجروح والإصابات باستخدام الأدوات الخاصة بالعناية الطبية في المحطة الفضائية الدولية.

وفي حالات الطوارئ الطبية الحادة، يمكن الاتصال بفريق طبي على الأرض لتقديم المساعدة الطبية اللازمة، وقد يتطلب ذلك إجراءات خاصة لإجلاء الرائد الفضائي المصاب إلى الأرض.

ويتم تدريب الرواد الفضائيين على مهارات الإسعافات الأولية.

قضاء الحاجات البيولوجية

توجد في محطة الفضاء الدولية مرافق خاصة لقضاء الحاجات البيولوجية، وتتضمن حمامات خاصة ومراحيض.

وتستخدم أجهزة خاصة لإعادة تدوير البول والمياه المستخدمة في الحمامات والمراحيض، حيث يتم تحويلها إلى مياه صالحة للاستخدام مرة أخرى في المحطة الفضائية.

ويتألف الطاقم الذي انطلق إلى الفضاء فجر الخميس، إضافة إلى الإماراتي النيادي، من أمريكيين وروسي.

ومن المقرر أن تلتحم الكبسولة التي تقل رواد الفضاء بمحطة الفضاء الدولية حوالي الساعة 1:15 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (06:15 بتوقيت غرينتش) يوم الجمعة.

ومحطة الفضاء الدولية عبارة عن مختبر علمي بالفضاء الخارجي وتدور على ارتفاع 420 كيلومترا تقريبا من الأرض.

وتشمل مهمة الرواد العلمية التي تستغرق ستة أشهر إجراء نحو 200 تجربة علمية وتكنولوجية، من بينها تجارب على نمو الخلايا البشرية في الفضاء، والتحكم في المواد القابلة للاحتراق في الجاذبية متناهية الصغر.

ورائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، (41 عاما) هو ثاني إماراتي يحلق إلى الفضاء والأول الذي ينطلق من الأراضي الأمريكية ضمن فريق مهمة طويلة الأمد لمحطة الفضاء.

وسيرحب سبعة رواد فضاء على متن المحطة بالفريق الجديد.

ويجري تشغيل محطة الفضاء الدولية، التي يضاهي طولها ملعبا لكرة القدم وتمثل أكبر جسم من صنع الإنسان في الفضاء، بشكل مستمر منذ أكثر من 20 عاما، بواسطة اتحاد تقوده الولايات المتحدة وروسيا ويضم كندا واليابان و11 دولة أوروبية.