الهيدروجين الأبيض.. أمل جديد للطاقة في أوروبا

الهيدروجين الأبيض.. أمل جديد للطاقة في أوروبا

في عالم يزداد فيه الطلب على مصادر الطاقة المستدامة، برز "الهيدروجين الأبيض"؛ وهو غاز طبيعي ناتج عن عمليات طبيعية تحدث في أعماق الأرض، كبديل واعد للوقود الأحفوري.

ونشر موقع "يورونيوز" تقريرًا لتقييم إمكاناته العديدة والتحديات التي تواجه الاعتماد عليه لحل أزمة الطاقة المستمرة في أوروبا.

وفي مقارنة بين الهيدروجين، والهيدروجين الأبيض والأخضر، فإن الأول يشتهر بخصائص الاحتراق النظيف، إذ تنبعث منه الحرارة والماء فقط؛ ما يجعله خيارًا جذابًا بيئيًّا مقارنة بالوقود الأحفوري. ومع ذلك، فإن الطرق السائدة لإنتاج الهيدروجين اليوم لا تزال تعتمد على الغاز أو الفحم، بالتالي انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون؛ ما يتعارض مع المزايا البيئية المطلوبة.

في المقابل، فإن الهيدروجين "الأخضر"، الذي يتم إنتاجه باستخدام الطاقة المتجددة، هو في الواقع أنظف ولكنه يمكن أن يكلف نحو 5 يوروهات للكيلوغرام الواحد. وبهذا، يبقى الهيدروجين ”الأبيض“ البديل الأفضل، بسعر 0.50 يورو فقط للكيلوغرام الواحد، ما يوفر حلًّا للطاقة النظيفة أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية.

وتم اكتشاف الهيدروجين ”الأبيض“ في مالي عام 2012، وقد أثار اكتشافه غير المتوقع اهتمام الجيولوجيين في جميع أنحاء العالم، ومنذ ذلك الحين، بدؤوا بإجراء تجارب على استخراج إمدادات هذا الغاز الطبيعي، الذي يُعتقد أنه يتشكل من خلال تفاعلات الماء والمعادن، تحت سطح الأرض.

"هناك مواقع في جميع أنحاء العالم تتوفر فيها الظروف المناسبة لإنتاج وتجميع الهيدروجين ”الأبيض“ بشكل طبيعي".
الدكتور مايكل ويبر

متجدد باستمرار

وعلى عكس احتياطيات الوقود الأحفوري، التي تستغرق ملايين السنين لتتراكم، فإن الهيدروجين ”الأبيض“ يتجدد باستمرار، لذا قد يوفر طريقة أنظف وأكثر فاعلية، وبالتالي تقليل الاعتماد على تغويز الفحم، أو معالجة غاز الميثان، أو تحليل الماء كهربائيًّا.

ويؤكد الدكتور مايكل ويبر، أستاذ موارد الطاقة بجامعة تكساس في أوستن، أن هناك مواقع في جميع أنحاء العالم تتوفر فيها الظروف المناسبة لإنتاج وتجميع الهيدروجين ”الأبيض“ بشكل طبيعي؛ ما يجعله مصدرًا أنظف من طرق الإنتاج الحالية.

وقد تم بالفعل تحديد رواسب الهيدروجين ”الأبيض“ في بلدان مختلفة، بما في ذلك فرنسا وإسبانيا وأستراليا ومالي والولايات المتحدة. وفي منطقة لورين بفرنسا قدر الباحثون أنه قد يكون هناك ما يصل إلى 46 مليون طن من الهيدروجين ”الأبيض“. وفي شمال شرق إسبانيا، تزعم شركة التنقيب أنها عثرت على أكثر من مليون طن من الهيدروجين ”الأبيض“، وتخطط لاستخراج هذه الكمية بدءًا من عام 2024.

تأثير تسربات الهيدروجين الأبيض

لكن رغم امتيازاته المعروفة، فلا يزال نقص البيانات حول تسربات الهيدروجين ”الأبيض“ وتأثيرها البيئي يشكل مصدر قلق، إذ إن تسرب الهيدروجين غير المنضبط قد يؤدي إلى تقليل تركيز الجزيئات التي تدمر الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ما يتعارض مع فوائده البيئية. ومع الافتقار إلى التكنولوجيا اللازمة لمراقبة تسرب الهيدروجين، فقد تكون هذه نقطة ضعف كبيرة.

كما يشكل نقل الهيدروجين تحديًا آخر، نظرًا لحاجته إلى درجات حرارة منخفضة للغاية لتسييله، وهو ما قد يكون مكلفًا للغاية. علاوة على ذلك، هناك نقص في خطوط الأنابيب وأنظمة توزيع الهيدروجين، وقد تشكل خصائصه المسببة لتآكل الأنابيب المعدنية تهديدات للبنية التحتية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com