رقابة الإنسان على الآلة.. تسابق دولي لقوننة الذكاء الصناعي

يؤدي التقدم السريع في الذكاء الصناعي، إلى تعقيد جهود الحكومات للاتفاق على القوانين التي تحكم استخدام التكنولوجيا.

فعندما قدم زعماء الاتحاد الأوروبي مشروع قانون من 125 صفحة لتنظيم الذكاء الصناعي، في أبريل/نيسان 2021، أشادوا به باعتباره نموذجًا عالميًا للتعامل مع التكنولوجيا، ثم جاء"ChatGPT"، برنامج الدردشة الآلي الشبيه بالبشر، الذي انتشر بسرعة كبيرة، خلال العام الماضي، من خلال توليد إجابات خاصة به على المطالبات، وصدم الاتحاد الأوروبي، وصناع السياسات.

وتبادل المشرعون ومساعدوهم المكالمات والرسائل النصية لمعالجة هذه الفجوة، بحيث حذَّر المسؤولون التنفيذيون في مجال التكنولوجيا من أن اللوائح التنظيمية المفرطة في العدوانية يمكن أن تضع أوروبا في وضع اقتصادي غير مؤات.

وهذه أحدث خطوات تنظيم أدوات الذكاء الصناعي التي اتخذتها الهيئات الإدارية الوطنية والدولية:

أستراليا.. قالت الحكومة الأسترالية، في 17 كانون الثاني، إنها ستنشئ هيئة استشارية للتخفيف من مخاطر الذكاء الاصطناعي، وإنها تخطط للعمل مع هيئات الصناعة لتقديم مجموعة من المبادئ التوجيهية، بما في ذلك تشجيع شركات التكنولوجيا على تصنيف المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي، ووضع علامات عليه وترميزه.

بريطانيا.. اتفق كبار مطوري الذكاء الاصطناعي في أول قمة عالمية لسلامة الذكاء الاصطناعي في بريطانيا، على العمل مع الحكومات لاختبار نماذج حدودية جديدة قبل إطلاقها للمساعدة في إدارة مخاطر التكنولوجيا النامية. ووقّعت أكثر من 25 دولة حضرت القمة، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي، على "إعلان بلتشلي" للعمل معًا، ووضع نهج مشترك بشأن الرقابة.

وقالت بريطانيا في القمة إنها ستزيد من تمويلها لموارد أبحاث الذكاء الاصطناعي 3 أضعاف ليصل إلى 364 مليون دولار، ويضم جهازي كمبيوتر عملاقين سيدعمان البحث في جعل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة آمنة.

الصين.. نشرت الصين متطلبات أمنية مقترحة للشركات التي تقدم خدمات مدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، بما في ذلك قائمة سوداء بالمصادر التي لا يمكن استخدامها لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. وأصدرت أيضًا مجموعة من التدابير المؤقتة التي تطلب من مقدمي الخدمات تقديم تقييمات أمنية، والحصول على تصريح قبل إطلاق منتجات الذكاء الاصطناعي في السوق الشامل.

الاتحاد الأوروبي.. صادق البرلمان الأوروبي على اتفاقية تمهد الطريق لأول تشريع في العالم بشأن هذه تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي، ويهدف إلى تحسين التحكم في استخدام الحكومات للذكاء الاصطناعي في المراقبة البيومترية.

وتطلب الاتفاقية من أنظمة الذكاء الاصطناعي المخصصة للأغراض العامة الامتثال لالتزامات الشفافية قبل طرحها في السوق. ويشمل ذلك إعداد الوثائق الفنية، والامتثال لقانون حقوق الطبع والنشر في الاتحاد الأوروبي، ونشر ملخصات مفصلة حول المحتوى المستخدم للتدريب.

إيطاليا.. تخطط هيئة حماية البيانات الإيطالية لمراجعة منصات الذكاء الاصطناعي، وتوظيف خبراء في هذا المجال. يذكر أنه تم حظر "ChatGPT" موقتًا في إيطاليا، في مارس من العام الماضي، لكنه أتيح مرة أخرى بعد شهر.

اليابان.. حذرت هيئة مراقبة الخصوصية اليابانية شركة "OpenAI" المتخصصة بالذكاء الإصطناعي من جمع البيانات الحساسة دون إذن الناس.

بولندا.. قال مكتب حماية البيانات الشخصية في بولندا إنه يحقق في "OpenAI" بشأن شكوى مفادها بأن "ChatGPT" ينتهك قوانين حماية البيانات في الاتحاد الأوروبي.

إسبانيا.. أطلقت وكالة حماية البيانات الإسبانية تحقيقًا أوليًا في انتهاكات البيانات المحتملة بواسطة "ChatGPT".

الأمم المتحدة.. أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في أكتوبر الماضي، إنشاء هيئة استشارية مكونة من 39 عضوًا، تتألف من مديرين تنفيذيين لشركات التكنولوجيا ومسؤولين حكوميين وأكاديميين، لمعالجة قضايا الحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي.

الولايات المتحدة.. كشفت الولايات المتحدة وبريطانيا، وأكثر من 12 دولة أخرى، عن اتفاقية غير ملزمة مكونة من 20 صفحة تحمل توصيات عامة بشأن الذكاء الاصطناعي، مثل: أنظمة مراقبة سوء الاستخدام، وحماية البيانات من التلاعب، وفحص موردي البرامج.

ومن المتوقع أن تطلق الولايات المتحدة معهدًا لسلامة الذكاء الاصطناعي لتقييم المخاطر المعروفة والناشئة. كما أصدر الرئيس جو بايدن أمرًا تنفيذيًا يطلب من مطوري أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تشكل مخاطر على الأمن القومي الأمريكي أو الاقتصاد أو الصحة العامة أو السلامة، مشاركة نتائج اختبارات السلامة مع الحكومة.

الفاتيكان.. دعا البابا فرانسيس إلى معاهدة دولية ملزمة قانونًا لتنظيم الذكاء الاصطناعي، قائلاً إنه لا ينبغي السماح للخوارزميات بأن تحل محل القيم الإنسانية، وحذَّر من ديكتاتورية تكنولوجية تهدد الوجود البشري.