من توقيع الاتفاق بين إثيوبيا وأرض الصومال
من توقيع الاتفاق بين إثيوبيا وأرض الصومالرويترز

نُذر "حريق كبير" في القرن الأفريقي

خلّف إصرار إثيوبيا على إيجاد منفذ إلى البحر الأحمر من خلال الاتفاق مع "أرض الصومال" المجاورة، مخاوف من تصعيد التوتّر في القرن الأفريقي وتأججه ليُشعل "حريقًا كبيرًا" في المنطقة.

الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان مطلع الشهر الحالي، أثار غضب الرئيس الصومالي وبذلك سجّلت منطقة القرن الأفريقي، التي اعتادت على الهزات القوية، زلزالًا دبلوماسيًّا حقيقيًّا، لا يزال من الصعب قياس مداه. 

ومن خلال التوقيع على مذكرة تفاهم في أديس أبابا مع رئيس "أرض الصومال"، موسى بيهي عبدي، يستخدم رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، مرة أخرى سلاحًا ناسفًا يهدد بإشعال المنطقة برمّتها، وفق تعبير مجلة "جون أفريك".

وعلى امتداد السنة الماضية، طالب رئيس الوزراء الإثيوبي بشدة بمنفذ لبلاده إلى البحر الأحمر، وتوّجت جهوده وتحركاته الدبلوماسية بتوقيع الاتفاق الذي لم يُكشف عن كامل تفاصيله، لكن إثيوبيا ستحصل على امتياز لمدة 50 عامًا لشريط ساحلي يبلغ طوله 12 ميلًا (20 كيلومترًا) "مقابل الاعتراف الرسمي بأرض الصومال"، بحسب وسائل إعلام. 

وقالت الدولة التي انفصلت عن الصومال عام 1991 وغير المعترف بها رسميا، إن رئيسها سيحصل على حصة في شركة الخطوط الجوية الإثيوبية، بناء على الاتفاق مع أديس أبابا.

وأكدت الدبلوماسية الإثيوبية في البداية محتوى الاتفاق، لكنها أشارت في وقت لاحق إلى أنها تريد إجراء "تقييم معمق بهدف اتخاذ موقف بشأن الاتفاق" الذي دفع الصومال إلى استدعاء سفيره في إثيوبيا على الفور للتشاور.

وفي حين وصفت أرض الصومال الاتفاق بأنه "تاريخي"، فإن مقديشو من جانبها "رفضت بشدة التصرفات الفاضحة التي قامت بها حكومة إثيوبيا الفدرالية"، وفق تعبيرها، مذكّرة بأن "أرض الصومال تظل جزءًا لا يتجزأ من جمهورية الصومال الفدرالية". 

أخبار ذات صلة
"إيغاد" تعرب عن قلقها بشأن اتفاق إثيوبيا وأرض الصومال

وفي الثاني من الشهر الحالي، أصر الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، أمام البرلمان الذي يشهد حالة من الاضطراب، على أن "الصومال ملك للصوماليين" وأنه مستعد لحماية "كل سنتيمتر مربع"، ما زاد من مخاوف عودة التوتر إلى المنطقة.

وإدراكًا منه للأجواء المتوترة، يتابع المجتمع الدولي هذه المسألة بأكبر قدر من الاهتمام، دون إخفاء مخاوفه، وأصرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي على احترام سيادة الصومال ووحدة أراضيه، وهي "مفاتيح" السلام في المنطقة بحسب بروكسل. 

وحث موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، في بيان، أديس أبابا ومقديشو على "الامتناع عن أي عمل يمكن أن يؤدي عن غير قصد إلى تدهور العلاقات بين البلدين"، فيما دعا وركنيه جيبيهو، الأمين العام للهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد)، إلى زيادة التعاون بين الطرفين "بهدف التوصل إلى حل سلمي وودي".

واعتبر الصوماليون هذه التعليقات خجولة للغاية، إذ طلبوا من جيبيهو، وهو من أصل إثيوبي، "الاعتذار على الفور".

واعتبر متابعون أنّ الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، يشعر بالخيانة من قبل موسى بيهي عبدي، فقد كان الرجلان في جيبوتي في الـ29 من ديسمبر/كانون الأول لإعادة إطلاق المحادثات، تحت رعاية إسماعيل عمر جيله، رئيس الدولة الجيبوتي والرئيس الحالي لـ"إيجاد"، بعد توقفها منذ عام 2020، وقال عبد الكريم حسين جوليد، المفاوض الصومالي، إن الاتفاق الذي تم توقيعه بعد أيام مع إثيوبيا "يمكن أن يقوض التقدم الذي تم إحرازه في الأيام الأخيرة بين هرجيسا ومقديشو".  

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com