دبت الحركة من جديد في مدينة أغاديز، التي تُعرف باسم "بوابة الصحراء والساحل" في النيجر، حيث نشطت "تجارة الهجرة" بقوة مع بدء تطبيق الإجراء الذي اتخذته السلطات العسكرية الحاكمة بإلغاء قانون يجرّم هذه التجارة.
وفي هذه المدينة التي تنشط فيها التجارة منذ قرون شوهدت العربات والمركبات العابرة للصحراء وعلى متنها عشرات المهاجرين الذين تغطي رؤوسهم العمائم خشية لفحات الشمس وتتشبث أياديهم بعصي خشبية خشية السقوط.
وينقل تقرير نشره تلفزيون "تي في 5" الفرنسي، الوضع في المدينة التي تمثل واحدة من أبرز نقاط العبور للمهاجرين القادمين من جنوب الصحراء باتجاه ليبيا، وشُوهد العشرات منهم محشورين في الجزء الخلفي من شاحنات صغيرة متجمعة في محطة الحافلات الرئيسة في أغاديز، شمال النيجر.
ويقول أبو بكر حليلو، أحد مهربي اللاجئين النشطين هناك، "إن العربات مكتظة، والناس محشورون فيها مثل السردين، لكن هذه مهمتنا، وعلى الراغبين في الهجرة أن يأتوا"، وفق تعبيره.
وأحيت أغاديز، الملقبة بـ"بوابة الصحراء"، تجارة الهجرة منذ أن ألغت السلطات العسكرية، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قانونًا كان قد تم وضعه، العام 2015، ويجرم تهريب المهاجرين.
ويتجمهر الباعة المتجولون في هذه المنطقة عارضين العمائم وأكياس الطعام والماء، والسجائر، لتزويد المهاجرين بما يحتاجونه قبل رحلة طويلة وخطيرة عبر الصحراء، بينما يدفع المهاجرون ثمن تذاكرهم ويقدمون وثائق سفرهم إلى الشرطة، ثمّ تنضم الطواقم المسجلة إلى قافلة عسكرية أسبوعية تتجه شمالاً، ما يضمن الأمن النسبي لهذه الرحلة.
وأدّى إلغاء هذا القانون إلى تسهيل سفر المهاجرين إلى المغرب العربي وأوروبا، ولكن أيضًا إلى تنشيط اقتصاد منطقة تعاني من ارتفاع معدلات الجريمة.
وعلّق أبوبكر حليلو مبتهجًا: "استحسن الناس هذا الإلغاء، وتم بالفعل إطلاق سراح المهربين الذين كانوا في السجن وعادوا إلى العمل، لأنه نشاط مربح للغاية".
لكن انعدام الثقة لا يزال قائمًا، ويتجنب معظم السائقين إجراء المقابلات الصحفية، ويواصل عدد غير معروف من شركات النقل استخدام الطرق السرية، متجاهلين المخاطر.
ويقول محمد أناكو، رئيس المجلس الإقليمي لأغاديز، إن شركات النقل التي تؤمّن هذه السفرات "اعتادت على الالتفاف"، و"لا تثق بعد في النظام"، بحسب تعبيره.
وكانت السلطات العسكرية الحاكمة في النيجر ألغت قانون تجريم تهريب المهاجرين، ما أثار غضب الاتحاد الأوروبي ومخاوفه من تدفق مزيد من المهاجرين على سواحله.