تهدد قطاع غزة كارثة بيئية بسبب البارود والغبار لركام المنازل
تهدد قطاع غزة كارثة بيئية بسبب البارود والغبار لركام المنازلإرم نيوز

غبار وبارود وركام منازل.. "إرم نيوز" يعايش كارثة غزة البيئية

تهدد قطاع غزة كارثة بيئية بسبب البارود والغبار لركام المنازل المهدمة بفعل القصف الإسرائيلي العنيف للقطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط تحذيرات من انتشار الأمراض الخطيرة بسبب الركام.

ودمرت الحرب الإسرائيلية أكثر من 60 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، و240 ألفًا بشكل جزئي، إضافة إلى مئات المراكز الرسمية والمدارس والمساجد، الأمر الذي يعني أن آلاف الأطنان من الركام في شوارع القطاع بحاجة لإزالة.

ويحذر الخبراء، من أضرار الغبار الناتج عن ركام المنازل سواء في وقت القصف الإسرائيلي، أو خلال الفترة المقبلة، وتحديدًا في الفترة التي ستقوم بها الطواقم الفنية والمختصون بإزالة الركام من المناطق المدمرة.

أمران أساسيان

وأكد الطبيب المختص بالأمراض الصدرية، زياد الكحلوت، أن "كارثة بيئة وصحية ستحل على القطاع، عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية"، مبينًا أن غبار ركام المنازل سيكون سببًا رئيسًا في العديد من الأمراض الصدرية والأورام.

غبار ركام المنازل سيكون سببًا رئيسًا في العديد من الأمراض الصدرية
غبار ركام المنازل سيكون سببًا رئيسًا في العديد من الأمراض الصدريةإرم نيوز

وأوضح الكحلوت، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "ركام المنازل يحتوي على أمرين أساسيين أولهما الغبار المحمل بالأتربة والمواد الضارة على صحة الإنسان، وثانيهما البارود الذي يعتبر قنبلة موقوتة تهدد حياة الإنسان".

وأضاف: "هذان الأمران يؤثران بشكل رئيس على الشعب الهوائية والجهاز التنفسي، ويؤديان إلى زيادة حدة ضيق التنفس والاحتباس الحراري أيضًا، كما أنهما عاملان رئيسيان لأمراض تليف الرئتين، وسرطانات الرئة".

أوضح الكحلوت، أن "القطاع الصحي في غزة رصد خلال الحرب بداية لتفشي عدد من الأمراض المرتبطة بالجهاز التنفسي والتي سببها الرئيس استنشاق غبار ركام المنازل الذي انتشر بجميع شوارع القطاع".

أوضاع صحية مقلقة

وحسب الكحلوت، فإن "جميع سكان غزة استنشقوا غبار المنازل المدمرة وبارودها، وبالتالي فإن أوضاعهم الصحية مقلقة للغاية، وأجهزتهم التنفسية رديئة جدًا ووضعها غير مستقر، وبتقديري أعداد المرضى ستكون صادمة بعد الحرب".

وأشار إلى أن "هناك مخاوف أيضًا من أن يتسبب الغبار الذي سيخرج من المنازل المدمرة بعد الحرب خلال عمليات الإزالة، في زيادة معدل الأمراض المزمنة والاحتباس الحراري"، مشددًا على ضرورة التحرك الدولي بهذا الأمر.

ونوّه الكحلوت: "سنسجل في غزة بعد الحرب أمراضا متعلقة بالشعب الهوائية والالتهابات الصدرية الحادة، وسيكون هناك انتشار للأمراض السرطانية خاصة ما يتعلق بالجهاز التنفسي والرئتين، وهذا أمر خطير".

وبين، أن "إسرائيل باستخدامها أسلحة محرمة دوليًّا كالفسفور الأبيض، والتي سببت انتشار أمراض انقباض القصبة الهوائية والجهاز التنفسي وبعض الحالات الغربية"، قائلًا: "هذه الأمراض أصبحت منتشرة جدًا بغزة".

مخلفات خطيرة

بدورها، أكدت المختصة في مجال صحة البيئة، هبة بركات، أن "أخطر ما سيواجهه سكان القطاع بعد الحرب الإسرائيلية يتمثل في مخلفات الصواريخ الإسرائيلية بما في ذلك غبار ركام المنازل والمواد المتفجرة".

وقالت بركات، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "تلك المخلفات سيكون لها التأثير السلبي على الجرحى بالقطاع، وستتسبب في طول مدة فترة علاجهم"، الأمر الذي سيكون مرهقا للقطاع الصحي في ظل العدد الكبير من الجرحى.

وأشارت إلى أن "تلك المخلفات قد تكون سببًا بأمراض القلب والأوعية الدموية وتهيج العينين والحنجرة والجلد"، مستكملةً: "غبار ركام المنازل المدمر ستؤدي لانتشار هذه الأمراض بأعداد كبيرة بعد الحرب على غزة".

وبينت أن "البيئة في غزة لن تكون في مأمن من الأضرار الجانبية لغبار الركام، حيث ستؤدي إلى تلوث جوي لفترة طويلة جدًا، وسيكون الهواء غير نقي بما يؤثر على الصحة العامة للسكان ويزيد من خطر الإصابة بأمراض الربو".

وختمت بركات: "عملية إزالة الركام والتي ستكون طويلة ومعقدة ستزيد من المخاطر البيئية والصحية لقطاع غزة، وهذا الأمر يحتاج إلى تدخل من قبل المؤسسات الدولية لوضع وتنفيذ الخطط البرامجية لتخفيف تلك المخاطر".

أخبار ذات صلة
إلى أي حد تسهم الانبعاثات العسكرية بتغير المناخ؟

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com