الرئيس الصيني خلال لقاء سابق مع المستشار الألماني أولاف شولتس
الرئيس الصيني خلال لقاء سابق مع المستشار الألماني أولاف شولتسAP

ما دلالات زيارة المستشار الألماني شولتس إلى الصين؟

تحمل زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس إلى العاصمة الصينية بكين، العديد من الملفات، التي تتعلق بمصالح ألمانيا والاتحاد الأوروبي مع الصين، في ظل ما تراه برلين، التي تقود الاتحاد الأوروبي، بضرورة إعادة صياغة علاقاتها مع "التنين" الصيني، الذي بات يطلق عليه دوليًا "مصنع العالم".

كما تشمل الملفات البحث عن الحياد فيما يخص أي حرب تجارية بين بكين وواشنطن، بعد أن تضررت أوروبا من الحرب الروسية الأوكرانية، ووضوح التخلي الأمريكي حتى باتت "القارة العجوز" في مواجهة مع روسيا.

أخبار ذات صلة
عوامل اقتصادية وسياسية تدفع الدول الأوروبية للاقتراب من الصين

وستستمر زيارة شولتس إلى الصين لمدة 3 أيام من الفترة الواقعة بين الـ14 إلى الـ16 من شهر نيسان/أبريل الجاري، حيثُ يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وستتضمن محاور الزيارة المصالح الاقتصادية والتجارية والرغبة في الحياد والتأثيرات الجيوسياسية، إلى جانب بحث التحديات والفرص.

أبعاد متعددة

وقال السياسي في الحزب الاشتراكي الألماني، حسين خضر، إن زيارة شولتس إلى بكين لها أبعاد متعددة، تتراوح ما بين تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، والبحث عن دور أكثر توازنا وحيادا في السياسة الدولية، والتعاون في مواجهة التحديات الجيوسياسية والعالمية.

تحمل الزيارة أهمية كبيرة على عدة أصعدة سياسية واقتصادية، لكل من أوروبا والصين بشكل عام، وألمانيا بشكل خاص.
حسين خضر

وأكد في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الزيارة تحمل أهمية كبيرة على عدة أصعدة سياسية واقتصادية، لكل من أوروبا والصين بشكل عام، وألمانيا بشكل خاص، وكذلك بالنسبة للأوضاع الدولية في الوقت الذي يشهد العالم توترات بين القوى العظمى.

وأشار خضر إلى أن الزيارة تتعلق بأبعاد وأهداف تخص الرغبة في الحياد الألماني والأوروبي فيما يخص التوترات الدولية، والمصالح الاقتصادية والتجارية، وبحث التحديات والفرص، وأيضا التأثيرات الجيوسياسية المتعلقة بأزمة روسيا وأوكرانيا.

وأوضح أنه في ضوء التوترات القائمة بين الصين والولايات المتحدة، قد تسعى ألمانيا والاتحاد الأوروبي إلى لعب دور الوسيط أو الحفاظ على موقف محايد، ومحاولة تجنب الانحياز الكامل نحو أي من القوتين.

أخبار ذات صلة
"الغارديان": تردد شولتس بشأن أوكرانيا يصب في مصلحة بوتين

وأضاف خضر أن هذا النهج قد يساعد في تقليل الاحتكاكات التجارية والحفاظ على استقرار العلاقات الدولية، بالإضافة إلى تركيز الزيارة على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين ألمانيا وبشكل أوسع الاتحاد الأوروبي من جهة، والصين من جهة أخرى، حيث تعتبر الأخيرة شريكا تجاريا رئيسًا للقارة العجوز، ويمكن أن تساهم الاتفاقات الجديدة في تحفيز النمو الاقتصادي والابتكار في كلا الجانبين.

وتطرق إلى ما تحمله زيارة شولتس من فرصة لمناقشة القضايا الجيوسياسية الراهنة، بما في ذلك الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، بعد أن وجدت أوروبا نفسها متأثرة بشكل كبير من هذه الأزمة، قد تبحث عن طرق للتعاون مع الصين للمساهمة في حل النزاعات الإقليمية وتعزيز الاستقرار العالمي في هذا الملف.

هدف "ثنائي"

وبدوره أكد الخبير في الشؤون الصينية، طارق السنوطي، أن الزيارة ذات هدف "ثنائي"، الأول لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين، والثاني لتقوية التعاون متعدد الأطراف بين الصين وأوروبا، وفي ظل اعتبار ألمانيا بمثابة القوة الاقتصادية التي تقود الاتحاد الأوروبي، فإن هناك دورا مهما لبرلين في الدفع بمصالح العلاقات الأوروبية الصينية على المستويات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية.

الزيارة تحمل مساعي ألمانية لتحييد الدور الصيني في الصراع الأوكراني الروسي
طارق السنوطي

وأوضح في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الزيارة تحمل مساعي ألمانية لتحييد الدور الصيني في الصراع الأوكراني الروسي، الذي ينعكس على أوروبا، رغم أن بكين تتحدث عن حيادها في هذه الحرب، إلا أنها داعم لموسكو دون إعلان ذلك.

ولفت السنوطي إلى أن "الزيارة أيضا تهدف إلى خروج ألمانيا عن الرغبة الأمريكية في تحجيم العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين أوروبا والصين".

وتطرق إلى عدة مجالات يتطلع الجانبان لتطويرها بشكل أكبر، في صدارتها الصناعات التكنولوجية، صناعة السيارات، وسلاسل الإمداد، التي تأتي من الصين إلى أوروبا لاسيما أن ألمانيا عضو مبادرة "الحزام والطريق"، وهناك خط سكك حديد يربط شمال غرب الصين بألمانيا، لتنطلق بعد ذلك البضائع إلى أوروبا كلها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com