السياسي الهولندي المعادي للإسلام والمهاجرين خيرت فيلدرز بعد فوزه بالانتخابات
السياسي الهولندي المعادي للإسلام والمهاجرين خيرت فيلدرز بعد فوزه بالانتخاباتأ ف ب

بعد صعوده في هولندا.. هل بدأ اليمين المتطرّف إحكام قبضته على أوروبا؟

أثار صعود اليمين المتطرّف في هولندا تساؤلات ومخاوف واسعة من أن يكون هذا التيار قد بدأ يحكم قبضته على "القارة العجوز" تدريجيًا، لا سيما أنّ ثلاث حكومات أوروبية يقودها حاليًا اليمين المتطرّف.

ويسلط تقرير إخباري نشره موقع "ويست فرانس" الفرنسي الضوء على تداعيات فوز اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الأول الأربعاء، ويقدم خريطة انتشاره على المستوى الأوروبي ومدى ثقله السياسي.

وفاز حزب الحرية بالانتخابات التشريعية التي جرت في هولندا، ويبدأ الحزب اليميني المتطرف، بقيادة خيرت فيلدرز، مشاورات قد تستمر لأسابيع من أجل تشكيل ائتلاف حكومي، وفي حال فشلت المشاورات سيقود فيلدرز الحكومة لسنوات مقبلة.

وأشار التقرير إلى أنّ "ثلاث حكومات أوروبية حاليًا تتألّف من جماعات يمينية متطرفة، ففي إيطاليا، فاز الائتلاف الذي يقوده حزب "ما بعد الفاشية" بالانتخابات التشريعية في سبتمبر/أيلول 2022، بحصوله على 26% من الأصوات، ما سمح لجورجيا ميلوني، رئيسته، بأن تصبح رئيسة لمجلس الوزراء، وحصل حليفها حزب الرابطة على 9% من الأصوات، ويشغل زعيمها ماتيو سالفيني حاليًا منصب نائب رئيس المجلس.

وفي سلوفاكيا، أصبح روبرت فيكو رئيسًا للوزراء في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقد تحالف حزبه الشعبوي مع الديمقراطيين الاشتراكيين والحزب الوطني السلوفاكي اليميني المتطرف، ونال الأخيران حقيبتي الثقافة والبيئة في الحكومة.

وفي المجر، يتولى فيكتور أوربان السلطة منذ عام 2010، على رأس ائتلاف يقوده حزبه "فيدسز"، ويزعم الزعيم المحافظ البالغ من العمر 60 عامًا أنه يقود "ديمقراطية غير ليبرالية".

وفي فنلندا، جاء حزب الفنلنديين في المركز الثاني في الانتخابات التشريعية التي أجريت في أبريل/نيسان 2023، بنسبة 20.06% من الأصوات، ما تسبب في رحيل رئيسة الوزراء الديمقراطية الاجتماعية سانا مارين، التي قادت البلاد لمدة 3 سنوات.

وإذا كان رئيس الوزراء الجديد بيتري أوربو قادمًا من حزب الائتلاف الوطني (اليمين المحافظ)، فإن اليمين المتطرف قد حصل على حقائب مهمة في الحكومة التي تشكلت في يونيو/حزيران الماضي، وهكذا أصبح الاقتصاد والتعليم والشؤون الأوروبية والداخلية والعدل في أيدي أعضاء حزب الفنلنديين.

وأشار التقرير إلى أنّ "اليمين المتطرف، الذي يقود أو يشارك في حكومة بأوروبا، يستمد ثقله من خصوصيات النظام الانتخابي المعمول به ووجود نظام التحالف في بلاده"، كما أوضح جان إيف كامو، المدير المشارك لمرصد "الراديكالية السياسية".

وتابع التقرير أنّه "في بعض الدول الأوروبية، على عكس فرنسا، يوجد "تصويت نسبي كامل يسمح، على سبيل المثال، للشخص الذي يجمع 1.5% من الأصوات بالحصول على مقعد، كما نلاحظ نوعين من التحالف: غير طبيعي أو غير متجانس، وتسعى بعض الأنظمة الانتخابية إلى البحث عن إجماع دائم؛ حتى تكون الحياة السياسية أقل إثارة للانقسام من غيرها".

وفي إستونيا، وصل اليمين المتطرف إلى الحكومة في عام 2019، بعد فوز الائتلاف الذي يقوده الوسطي يوري راتاس في الانتخابات التشريعية، وحصل حزب المحافظين الإستوني الموالي لروسيا على 17.8% من الأصوات، وعلى حقائب وزارية مختلفة مثل الداخلية والبيئة والمالية.

أخبار ذات صلة
عنصرية اليمين المتطرف تطال منكوبي الزلازل.. تهديدات وحرق مساعدات في أوروبا‎

وفي انتخابات مارس/آذار 2023، حصل الحزب على 16% من الأصوات، لكنه لم يعد يشارك في الحكومة.

واعتبر التقرير أنّ هناك خطوط تماس بين اليمين واليمين المتطرف في عدة تجارب سياسية أوروبية مثل "المحافظين السويديين"، وهم الآن في السلطة، مدعومين من "الديمقراطيين السويديين" رغم أنهم لا يشاركون في الحكومة، أو حزب "فورزا إيطاليا"، الذي يشغل زعيمه أنطونيو تاجاني منصب وزير الخارجية الإيطالي الحالي في حكومة ميلوني، والمفتاح هنا هو تشديد الخط المناهض للهجرة.

ويعتبر "الخوف من الهجرة" لدى الناخبين الأوروبيين أحد القواسم المشتركة التي تسمح لليمين واليمين المتطرف بالحصول على الأصوات، كما يرى المحلل جان إيف كامو، موضحا أنه "في اليونان وإيطاليا وإسبانيا، تشير التقديرات إلى عدم وجود مساعدات كافية من الاتحاد الأوروبي للتعامل مع تدفقات الهجرة."

ووفق التقرير، يحقق اليمين المتطرف أيضًا تقدمًا قويًا في إسبانيا، وشكل الحزب الشعبي بقيادة ألبرتو نونيز فيجو تحالفات لبعض الانتخابات الإقليمية مع حزب "فوكس" اليميني المتطرف، الذي فاز بنسبة 12.38% من الأصوات في الانتخابات التشريعية التي أجريت في يوليو/ تموز الماضي.

وفي فرنسا، عزز انتخاب 89 نائبا من حزب الجبهة الوطنية في الجمعية الوطنية نسبة الـ43% التي حصلت عليها مارين لوبان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2022، وقبل خمس سنوات، لم يكن للحزب سوى ثمانية نواب فقط.

وفي ألمانيا، يحقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" تقدمًا، كما يتضح من نجاحاته في الانتخابات البلدية والإقليمية، كما حدث مؤخرًا في هيسن وبافاريا، إذ وضع نفسه في المركزين الثاني والثالث على التوالي.

وفي النمسا، يتصدر اليمين المتطرف، بقيادة حزب الحرية النمساوي، استطلاعات الرأي أيضًا استعدادًا للانتخابات التشريعية المقررة في سبتمبر/أيلول 2024، وخلال الانتخابات التشريعية التي جرت في اليونان في يونيو/حزيران الماضي، تم انتخاب 13 نائبًا من حزب "سبارتانز"، المحسوب على اليمين المتطرف، وفقًا للتقرير.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com