عنصرية اليمين المتطرف تطال منكوبي الزلازل.. تهديدات وحرق مساعدات في أوروبا‎

عنصرية اليمين المتطرف تطال منكوبي الزلازل.. تهديدات وحرق مساعدات في أوروبا‎

لا تزال كارثة الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا تستجدي مشاعر التعاطف والإنسانية حول العالم، خاصة مع الهزات العنيفة التي شهدتها أراضيهما أمس والتي أدت لأضرار جسيمة أخرى، إلا أن هذه المشاعر اصطدمت في بعض الدول الأوروبية بالعقبات العنصرية خصوصاً لدى بعض الفئات المعروفة بعدائها وكراهيتها للاجئين.

هؤلاء أعداء الإنسانية الذين لم يخجل أنصارهم في السويد من إظهار الشماتة بالضحايا، بذريعة أن ما حدث عقوبة لتركيا على موقفها من انضمام السويد للناتو.
أفشين أيمريه

المتطرفون حولوها إلى رماد

وأثارت حادثة إحراق المساعدات الإغاثية التي كانت مخصصة لمنكوبي الزلازل الأتراك، والتي وقعت في مدينة  ركلنهاوزن في ألمانيا، استياء الجاليات العربية والتركية في أوروبا.

المساعدات التي قام  صاحب مركز تجاري بجمعها، والتي قُدرت قيمتها بحوالي 20 ألف يورو أُحرقت بالكامل، بعد أن تم إنزال العلم التركي على الأرض وحرقه.

وقال أحد المتبرعين بهذه المساعدات أفشين أيمريه لـ"إرم نيوز": "قمنا بجمع هذه المساعدات بشق الأنفس وكنا نعمل يومياً لأكثر من 10 ساعات".

وأضاف أيمريه: "هؤلاء أعداء الإنسانية الذين لم يخجل أنصارهم في السويد من إظهار الشماتة بالضحايا، بذريعة أن ما حدث عقوبة لتركيا على موقفها من انضمام السويد للناتو".

وتابع: "الشرطة الألمانية ما زالت تحقق لكننا نعلم مسبقاً أنها لن تكشف الجناة لتفادي الاصطدام معنا، ويقوم محامٍ من قبلنا بمتابعة التحقيقات.. من سيفعلها غيرهم!؟ هم أنصار اليمين المتطرف عديمو الإنسانية".

تتابع المنظمات الدولية في ألمانيا وأوروبا مجريات التحقيقات كونها المعنية بإيصال هذه المساعدات إلى المنكوبين، من بينها منظمة صيادلة بلا حدود.

تحقيقات الشرطة وإدارة أمن الدولة

وباشرت الشرطة الألمانية التحقيق في دوافع الحريق، ولجأت إلى تقييم مقاطع فيديو كاميرات المراقبة، وقال عناصرها: "لا يمكننا قول أي شيء عن سبب الحريق في الوقت الحالي".

ونقل إيمريه عن المحامي المكلف بمتابعة التحقيقات قوله: "لدى الشرطة تسجيلات فيديو للجريمة يوم الأحد في مارل، من بينها مقطع الفيديو المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي والذي يظهر فيه شهود عيان على الجريمة يعلقون على الحادثة".

وبحسب المحامي، تحقق الشرطة مع اثنين من المشتبه بهم، واحد منهم ينتمي إلى اليمين المتطرف، خاصة أن واحداً منهم مزق العلم التركي وأحرقه، وبالتالي يتم التحقيق في الحرق العمد والمساس برمز دولي من قبل إدارة أمن الدولة.

ونقل المحامي بدوره عن المفوض المختص لتحقيقات الحرائق قوله في جلسة التحقيق الأخيرة: "لا يمكن استبعاد وجود دافع عنصري متطرف".

أخبار ذات صلة
ألمانيا.. حملة أمنية ضد المخدرات في مراكز اللاجئين

اعتداء نازي يقلق المجتمع المدني

وتتابع المنظمات الدولية في ألمانيا وأوروبا مجريات التحقيقات كونها المعنية بإيصال هذه المساعدات إلى المنكوبين، من بينها منظمة "صيادلة بلا حدود"، التي تواجدت في موقع الحادثة في ألمانيا وأرسلت مندوبين إلى مواقع أخرى مخصصة لجمع المساعدات وإرسالها إلى تركيا وسوريا.

وقال حسين تاشتاك (27 عاماً) وهو أحد المشاركين في جمع المساعدات التي أُحرقت: "أحضرت الأغطية والوسائد والثياب من منزلي وحرمت عائلتي منها لتحرق جميعها في اليوم التالي..! أي إجرام ونازية هذه!؟"

وأضاف حسين الذي يعمل في مقهى: "لا أحد يفعلها إلا أنصار اليمين.. لقد رأينا هؤلاء المتطرفين مراراً بجانب المتجر وفي عيونهم الضغينة والحقد".

ووجهت البلدية بحسب تاشتاك أصابع الاتهام لمتطرفي اليمين وأنصار حزب العمال الكردستاني الذين لديهم عداء تاريخي مع تركيا.

وهنا قال تاشتاك: "لا يمكن للكرد أن يفعلوا ذلك، مهما كانت شدة العداء لديهم ضد تركيا، على العكس أعربوا عن تضامنهم وأغاثونا، أما أنصار اليمين فلا يعطفون حتى على الألمان إذا لم يكونوا متطرفين مثلهم".

هددوني بالقتل لأنني أغيث المنكوبين!

ولم تقتصر مواقف اليمين المتشفية من ضحايا الزلزال على ما حدث في ألمانيا، فبعد الوسم الذي أطلقته مجلة شارلي إيبدو الفرنسية ووسم كارما الذي أطلقه أنصار اليمين في السويد، والذي وصل بحسب عداد التفاعل إلى أكثر من 72 ألف تغريدة، كانت العنصرية اليمينية حاضرة في الدنمارك.

وروى السوري جميل مشرقي لـ"إرم نيوز" ما حدث معه خلال عمله بجمع المساعدات والذي كان سيكلفه حياته.

وقال مشرقي (44 عاماً) الذي يعمل تاجراً في كوبنهاغن: "منذ الأيام الأولى التي تلت الكارثة بدأت أجمع المساعدات مع عائلتي لإرسالها إلى سوريا وتركيا، وبعد أن اتضح حجم الطلب والويلات التي ألمت بالمنكوبين قررنا توسيع دائرة المتبرعين".

وأضاف مشرقي: "بدأت أطلب الإعانة من أهالي الحي والزملاء في العمل وأصبحنا نعمل كغرفة عمليات، إلى أن وصلني تهديد هاتفي من شخص مجهول يهددني بحرق المنزل ومستودع المساعدات إذا لم نتوقف.. لن تعود أرضنا بالخير عليهم.. يمكن للآخرين المساعدة لكن ليس نحن!".. نموذج لعبارات العنصرية التي انهالت على مشرقي وعائلته والتي دفعته إلى إيقاف نشاطه واقتصار المساعدات على التحويلات النقدية.

وقال: "وضعت الشرطة بصورة ما جرى ووعدوني بالوصول إلى المتوعدين، لكن أحدهم همس لي ناصحاً بالتوقف عن هذا النشاط حماية لعائلتي!".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com