الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكيAP

خبراء: طلب أوكرانيا بالدفاع عنها مثل إسرائيل "أحلام يصعب تحقيقها"

قال خبراء إن طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من الغرب بالدفاع عن بلاده والمشاركة في صد الهجمات الروسية، كما فعل مع إسرائيل ليل السبت/ الأحد الماضي، عندما شارك في صد الهجوم الإيراني، "أحلام يصعب تحقيقها".

وتطالب أوكرانيا الغرب بالدفاع عنها كما فعل مع إسرائيل، وسارع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لطلب تطبيق هذا الائتلاف الذي سمي بـ"الدرع الحديدي"، في بلاده.

وطلب زيلينسكي، سرعان ما ردت عليه الولايات المتحدة على لسان منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي جون كيربي، الذي قال بشكل واضح إن بلاده لن تساعد أوكرانيا في اعتراض الصواريخ الروسية بالطريقة ذاتها التي ساعدت بها إسرائيل خلال الهجوم الإيراني.

وأوضح أن "هذه صراعات مختلفة، ومجال جوي مختلف، ومناظر مختلفة للتهديدات" مشيرًا الى أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن ومنذ بداية الصراع في أوكرانيا أوضح أن الولايات المتحدة لن تشارك في هذا الصراع بدور قتالي".

أخبار ذات صلة
بايدن: أمريكا ساعدت إسرائيل في إسقاط كل المسيرات الإيرانية "تقريبا"

وتعليقًا على طلب كييف ورفض واشنطن، رأى خبراء أن الطلب الذي قدمه زيلينسكي هو مجرد "أحلام يصعب تحقيقها"، فيما رأى آخرون أن "الصراع في أوكرانيا مختلف كون اللاعبين مختلفين، وأي تهور قد يغير وجه العالم إلى الأبد".

وقال الباحث في الصراعات الدولية واستاذ العلوم السياسية إيغور نيستيروف، إن "كييف لا شك من وجهة نظرها ترى أن طلباتها مشروعة كونها تحارب موسكو العدو الأول للغرب".

وأضاف نيستيروف لـ"إرم نيوز": "لطالما سعت كييف لتوريط الدول الغربية وحلف الناتو في الصراع لأنها تدرك أن مواجهة روسيا بطريقة الدعم البعيد لن تجدي نفعًا، ربما صحيح تطيل أمد الصراع لكن النتيجة محسومة".

وتابع: "إذا رصدنا كل التدخلات الأمريكية أو الغربية في أي نزاع حصل على طول العقود الأخيرة، نراها تبتعد كل البعد عن أي مواجهة مباشرة مع دولة نووية أو دولة عضو في مجلس الأمن".

وبيَّن أن "الغرب يدرك أن المشاكل الصغيرة والتي ربما تتطور إلى مواجهة بين جندي وجندي آخر ينحدران من جيوش نووية تعني ربما اندلاع حدث خطير وربما تصل الأمور إلى حرب نووية".

وأردف: "لذلك نرى أن زيلينسكي تواق لأي مواجهة مباشرة بين روسيا والدول الغربية؛ لأنه يعي أن المَخرج الوحيد لأوكرانيا هو حدوث هذا السيناريو".

وقال: "موسكو ستجد نفسها تواجه عشرات الجيوش دفعة واحدة وقد يصبح الوضع أكبر من صراع في أوكرانيا، هو يريد أن يتجاوز الجميع الخطوط الحمراء، وما شجعه على هذا الطلب هو الحديث الفرنسي عن إرسال جنود لأوكرانيا".

وخلص الباحث إلى القول: "ولا ينطبق الموضوع فقط على جر الغرب للحرب بل خلق بعض الأزمات له، ومثال على هذا، طلب واشنطن بشكل رسمي من كييف التوقف عن ضرب منشآت النفط والغاز الروسي، لكي لا تتأثر الأسعار العالمية، لكن كييف مصممة على المضي في هذه الاستهدافات للضغط على الغرب".

أخبار ذات صلة
"الكلمات لا تحمي".. زيلينسكي يطالب حلفاءه بدعم أوكرانيا على غرار إسرائيل

من جهته، ذكر الخبير في الشؤون السياسية ألكسندر سيمين، أن "طلب زيلينسكي ينطلق من مبدأ أن اسرائيل ليست عضوًا في حلف "الناتو".

وأضاف سيمين: "رغم ذلك هبَّت الدول الغربية للمساعدة، لكن لم ينظر زيلينسكي في طلبه أن من وجَّه الضربة إيران وليست روسيا، وهم يعلمون أن ضبط ايران أو حتى صد ضرباتها لن يعود عليهم بأي ضرر يذكر، وأن ما جرى بشكل أو بآخر هو نزاع مضبوط بدقة سواء بالرد الإيراني، أو الرد الإسرائيلي الذي قد يأتي في أي لحظة".

 واعتبر في حديثه لـ"إرم نيوز" أن" الأمر مختلف في أوكرانيا فهي حرب دخلت عامها الثالث وأحد طرفيها دولة نووية وقوة عظمى وعضوة في مجلس الأمن، كل هذا يمنع الغرب من التورط بشكل مباشر رغم أن بعض الدول بدأت تقترب من الخط الأحمر بالحديث عن إرسال جنود لها إلى أوكرانيا".

وتابع: "لكن حتى اللحظة لم يتعدَّ الصراع أيًّا من الخطوط التي وضعت دون تفاهم بشكل مباشر بين روسيا والدول الغربية، وكييف تسعى لتخطي هذه الخطوط".

وأردف: "تحاول أوكرانيا بهذا الطرح تأليب الرأي العام الغربي بأن أوكرانيا هي الأخرى تستحق الدفاع عنها، وتحاول الدعاية الأوكرانية الترويج بأن روسيا تشكل خطرًا على أوروبا كلها وأن كييف هي الفصل الأول بالحرب التي تخوضها موسكو".

واستطرد: "هناك فصول أخرى إذا نجحت بتحقيق أهدافها في أوكرانيا ، لكن بشكل أو بآخر هناك إدراك كلي عند صناع القرار الغربيين بأن روسيا تسعى لإنهاء الحرب وتحقيق الأهداف الموضوعة وإعادة العلاقات مع الغرب وليس لديها مصلحة بتوسيع نطاق الحرب".

وخلص سيمين إلى القول: "في النهاية ما يجري بين إسرائيل وإيران مختلف كليًّا عما يجري في أوكرانيا ولا يجوز المقارنة فليس المتصارعون متشابهين ولا الجغرافية واحدة، لذلك سيرفض طلب زيلينكسي سواء من واشنطن أو بقية العواصم الغربية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com