جنود ماليون في كيدال
جنود ماليون في كيدالأ ف ب

ما سرُّ تصعيد الجماعات المتشددة لهجماتها في الساحل الأفريقي؟

شهدت مالي، هجمات غير مسبوقة، استهدفت معسكرات للجيش، وذلك بعد ساعات من وقوع هجمات مماثلة في بوركينافاسو، ما يثيرعلامات استفهام حول سرّ تحرك الجماعات المتشددة مجددًا في منطقة الساحل الأفريقي شديدة الاضطراب.

وجاءت هذه الهجمات لتنغّص "أجواء النصر" التي يعيشها الجيش المالي وحلفاؤه من عناصر مجموعة فاغنر بعد إعادة سيطرته على مدينة كيدال الإستراتيجية شمال البلاد والتي تعد معقلاً للمتمردين الطوارق.

وغير بعيد عن مالي وبوركينافاسو شهدت نيجيريا هجمات هي الأخرى، وهو ما يثير توجّسا من القادم في الساحل الأفريقي الغارق في الفوضى والفقر.

أخبار ذات صلة
محللون لـ"إرم نيوز": ظهور "فاغنر" في مالي يكرّس النفوذ الروسي في الساحل الأفريقي

وقال المحلل السوداني المتخصص في الشؤون الأمنية الأفريقية، الصادق الرزيقي، إن" الأوضاع في مالي كانت منذ فترة تنذر بما يحدث اليوم، لأن الاضطراب السياسي، وتغيير الحكومات جراء الانقلابات العسكرية، والتوجه نحو روسيا، والعداء المتصاعد بين السلطة الحالية، وفرنسا، والولايات المتحدة ساهمت، بإنتاج واقع سياسي وأمني وعسكري جديد في مالي".

وأضاف الرزيقي لـ "إرم نيوز" أن "الحكومة في مالي مع تعاقب الانقلابات ومرورالزمن لم تعد تسيطر إلا على مساحة ضئيلة في مالي وباماكو، فشمال البلاد كله تقريبًا خاضع لسيطرة المتشددين والتحالف القائم بين حركة تحرير الأزواد والمنظمات المتشددة الأخرى وهي تنظيمات متعددة وكثيرة، كما أن سقوط نظام بازوم في النيجر، واختلال الأوضاع، وانسحاب الجيش الفرنسي من هناك، خلقت فراغًا استخباريًا كبيرًا في البلاد". 

وتابع أنه، بحسب بعض المعلومات، فإن الولايات المتحدة أيضًا خفّضت عدد قواتها في قاعدة بالنيجر للتنصت وجمع المعلومات، وهذا أثّر على مراقبة الأوضاع في شمال مالي وبوركينافاسو".

ولفت الصادق الرزيقي إلى أن الجيش المالي جيش ضعيف، وعدد قواته لا يتجاوز الـ 30 ألفًا من الجنود، وهو جيش محدود على مستوى الآليات، وتوقف المساعدات يؤثر على أدائه، وبالتالي هذه الهجمات كانت متوقعة". 

وأردف: "هناك سيناريو آخر أيضًا، وهو أن هناك اتجاهًا لخلق صراع في هذه المنطقة بين الغرب وروسيا بعد توجه مالي وبوركينافاسو نحو موسكو، ولعل الحرب بين الجماعات المتشددة والجيوش النظامية أحد أبرز تمظهراتها".

أخبار ذات صلة
كيدال تغرق بالفوضى بعد 12 يومًا من سيطرة الجيش المالي

من جهته قال المحلل المتخصص في الشؤون الأفريقية محمد صالح العبيدي إن "عودة الهجمات هذه الأيام يؤكد أن الجماعات المتشددة مازالت تحافظ على قوتها وقدراتها القتالية رغم الضربات التي تعرضت لها".

وبيّن محمد صالح العبيدي لـ "إرم نيوز" أن "هذه الهجمات قد تكون وراءها جهات خارجية تسعى إلى قلب موازين القوى في هذه الدول، لكن الأمرالذي يجب الانتباه له هو أن الخطر الإرهابي لا يزال قويًا في الساحل الأفريقي، والعزلة التي تشكوها دوله ستؤثر حتمًا على أداء قواتها رغم لجوئها إلى روسيا، وبناء تحالفات جديدة على أنقاض الماضي الأليم مع فرنسا".

وأكد المحلل السياسي التونسي أن "المشكل يتجاوز الإرادة الداخلية، لأن الوضع في الساحل الأفريقي يعكس بالنهاية صراع إرادات دولية بالأساس، وهذه الهجمات قد تكون بالفعل إحدى آلياتها، رغم غياب أي اتهامات لجهات خارجية بالوقوف خلفها".

وفي آب / أغسطس الماضي، اتهم المجلس العسكري في مالي فرنسا بدعم الجماعات المتشددة من خلال التجسس ودعم المسلحين، وهي اتهامات نفتها باريس التي خسرت نفوذها بالكامل في الساحل الأفريقي بعد انقلابات أسقطت حلفاءها التاريخيين مثل الرئيس النيجري المعزول محمد بازوم

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com