"واشنطن بوست": تكتيكات حماس تحدٍ لاستراتيجية إسرائيل الحربية

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا تحدثت فيه عن الخطوط الفاصلة بين الإرهاب والحرب، وذلك في خضم الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.

طرح التقرير تساؤلات حول أهداف حماس على المدى البعيد، وحول رد فعل "الديمقراطيات" على تلك الهجمات، والتي من شأن استمرارها أن يترك آثاراً كبيرة على سياسة الشرق الأوسط، فعلى الرغم من أن جذور النزاع تمتد عقوداً في الماضي، إلا أن مراقبي السياسة الخارجية وخبراء العلاقات الدولية قد تفاجؤوا بالانفجار غير العادي للعنف.

وعلى خلفية قتل حماس لأكثر من 1000 إسرائيلي، أعلنت حكومة بنيامين نتنياهو الحرب ضد حماس، كما صنفت الأمم المتحدة النزاع المعاد اشتعاله حديثا على أنه حرب.

في الوقت نفسه، وصف سياسيون إسرائيليون وأمريكيون، بالإضافة إلى قادة آخرين حول العالم، هجوم حماس بأنه عمل إرهابي.

وتطرق التقرير إلى البحث المكثف الذي أجراه عالم السياسة في جامعة نورث إيسترن، ماكس أبراهامز، حول تأثير "التكتيكات الإرهابية"، وخلص إلى أن تلك الهجمات نادراً ما تحقق الأهداف السياسية للجماعة، وخاصة في إجبار الحكومة على تقديم تنازلات. ومع ذلك، فقد نجح استخدام تكتيكات الإرهاب في تعزيز الخوف لدى الطرف الآخر.

إن حماس، وفقاً للتقرير، تعمل في منطقة رمادية فيما يتعلق بالقانون الدولي، باعتبارها جماعة مسلحة تحكم منطقة وليست دولة قومية، لذا استهدفت هجمات حماس الأخيرة في المقام الأول المدنيين وليس المنشآت العسكرية، ما يشير إلى أن هدفها كان إثارة الخوف والغضب في إسرائيل، وهو ما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ رد فعل عسكري غير متناسب، حسب الصحيفة.

أضافت الصحيفة أنه ومنذ عقدين من الزمان، هدفت هجمات 11 أيلول إلى استفزاز الولايات المتحدة ودفعها إلى الانتقام الساحق، لكن عواقب هذا الانتقام كانت معقدة، كما يتضح من حربي الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان. وفي الأزمة الحالية، قد تنجح حماس في تعميق الدعم بين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، كما قد يردع النزاع أيضاً الدول العربية عن متابعة التطبيع الدبلوماسي مع إسرائيل، كما هو الحال في السعودية. أما إسرائيل، فتواجه الآن التحدي المتمثل في إضعاف حماس، وفي الوقت نفسه معالجة مشكلة الرهائن وإعادة بناء الشعور بالأمن.

وختمت الصحيفة التقرير بالتأكيد على أن الوضع ما زال معقداً للغاية، في ظل عدم وجود إجماع واضح حول مدى فعالية التكتيكات الإرهابية والرد المناسب عليها.

ومع تطور الصراع، سيستمر اختبار استراتيجية الحرب الإسرائيلية وفهم العالم للديناميكيات بين الإرهاب والحرب، حسب الصحيفة.

المصدر: صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية