أولاف شولتس يواجه "ثورة المزارعين"
يواجه المستشار الألماني أولاف شولتس اختباراً سياسياً واجتماعياً جديداً، مع تحرك آلاف المزارعين الغاضبين الذين بدؤوا اليوم أسبوع غضب يخشى مراقبون أن يستثمره اليمين المتطرف.
وتجمع آلاف المزارعين الغاضبين، منذ صباح اليوم الإثنين، بالجرارات باتجاه برلين للمشاركة في أسبوع من الاحتجاج أمام مبنى البرلمان، ويعتزم المزارعون القادمون من أركان البلاد الأربعة، قطع الطريق السريع المؤدي إلى العاصمة التي تستعد لأسبوع من الفوضى والمخاوف من التجاوزات، ومن فرضية سيطرة اليمين المتطرف على هذه التحركات، وفق تقرير نشرته إذاعة فرنسا الدولية.
وأوضح التقرير أنّ "الإعلان عن خطة الادخار هو الذي أشعل نار الاضطراب، ومنذ ذلك الحين تراجعت الحكومة جزئياً عن خطتها لخفض الدعم الممنوح للوقود الزراعي. لكن هذا الإجراء يعتبر غير كاف في نظر المزارعين الألمان، الذين يقولون إنهم يخسرون عدة آلاف من الدولارات لكل مزرعة سنوياً".
وتحدثت السلطات، بحسب وكالة "فرانس برس" عن "اضطرابات مرورية حادة في الصباح في جميع المناطق الألمانية تقريباً، من بادن فورتمبيرغ وبافاريا في الجنوب، بما في ذلك محافظة راينلاند بالاتينات، الأكثر اكتظاظا بالسكان في ألمانيا، كما لوحظت اختناقات مرورية بالشاحنات على الحدود بين ألمانيا وبولندا وجمهورية التشيك وفرنسا، ودخلت قوافل الجرارات الصاخبة مدن ميونيخ في الجنوب، وهامبورغ، وبريمن في الشمال، وكولونيا في الغرب؛ ما أدى إلى شل حركة المرور جزئيا.
وفي برلين، بحسب الشرطة، اتخذت أكثر من 500 آلة زراعية مواقعها في قلب العاصمة، بالقرب من مبنى البرلمان، وفي غضون أسابيع قليلة، تحول غضب المزارعين إلى تحرك متطرف، وفق تعبير عالم السياسة فيليكس أندرل من جامعة ماربورغ.
ونقل التقرير عن أندرل قوله إنّ "هناك جهات فاعلة مثل اتحاد المزارعين الذين ينظمون بالفعل مظاهرات راقية، ولكن هناك أيضًا جهات فاعلة أخرى، لها أجندتها الخاصة، إنها حركة ذات فروع مختلفة، لكنها على أي حال منفتحة جدًا على اليمين، ثم هناك الجهات الفاعلة اليمينية المتطرفة، التي تستخدم هذه الحركة الاحتجاجية لمصلحتها الخاصة" بحسب تعبيره.
وتبدي وسائل الإعلام الألمانية تخوفها من حدوث تجاوزات جديدة؛ بعد الهجوم الذي تعرض له وزير الاقتصاد روبرت هابيك يوم الخميس 4 يناير/ كانون الثاني، من قبل مجموعة من المزارعين يركبون جراراتهم في شمال ألمانيا.
وأشار تقرير إذاعة فرنسا الدولية إلى أنّ "السلطات مقتنعة بأن أفرادًا مقربين من اليمين المتطرف، والدوائر المتشددة في مسألة الهوية، و"مناهضي اللقاحات" وغيرهم من المتشككين في المناخ، شاركوا في الحركة الاحتجاجية، وأنهم أيضًا يريدون الحفاظ على وجودهم على الأرض في برلين هذا الأسبوع".
وبالإضافة إلى الاضطرابات التي بدأها المزارعون، سيشهد يوم الأربعاء القادم إضراباً وطنياً في مجال النقل بالسكك الحديدية لمدة 3 أيام بناء على دعوة من نقابة عمال السكك الحديدية التي تعتبر مقترحات المشغل العام بشأن الأجور والرواتب غير مقبولة.
