غارتان على منطقة الشويفات بالضاحية الجنوبية لبيروت
بدأت حدّة التوتّر ترتفع بين المعارضة والنظام الحاكم في تشاد قبل أربعة أسابيع من موعد الاستفتاء على الدستور، الخطوة التي ترفضها أطياف من المعارضة بشدّة.
ومع اقتراب بدء الحملة الانتخابية الخاصة بالاستفتاء على الدستور أصدرت الهيئة العليا للإعلام المرئي والمسموع، الجهة المنظمة للإعلام التشادي، بعض النصوص للإشراف على هذه الحملة، تمهيدا للاستفتاء المقرر إجراؤه في 17 ديسمبر المقبل.
ويضع هذا الميثاق قواعد للأحزاب والمجموعات السياسية لتقديم خطاباتهم، دون أن يحدد أي مفتاح لتوزيع وقت البث بين مؤيدي "نعم" وأولئك الذين يدعون إلى التصويت بـ "لا" للدستور الجديد.
واستنكر اتحاد المعارضة في تشاد أحكام المادة 8 والمادة 18 من قرار الهيئة، معتبرا أنه لا يتضمن "توازن الحوار الديمقراطي" الذي يطعن فيه المجلس الوطني الانتقالي، حزب الرئيس الراحل إدريس ديبي إتنو.
وتقضي المادة 8 من قرار هيئة الإعلام المرئي والمسموع هذا بإجراء المقابلات الإذاعية والتلفزيونية بحضور ممثل عن الهيئة، وتعطي المادة 18 الحق لهذه الهيئة العليا في تعليق الحملة أو بث برنامج أو توزيع صحيفة أو حتى سحب مقال، وتثير المادتان تحفظات شديدة لدى المعارضة.
وعلّق يايا ديلو، المتحدث باسم اتحاد المعارضة بأن قرار الهيئة الأخير مضر للغاية، واعتبر ديلو أنّ الهيئة "تعمل على تعزيز دكتاتورية المجلس العسكري من خلال أحكام المادة 18، ولن يتمكن أي حزب سياسي معارض من التمتع بالحرية في مواجهة تشدد الهيئة في حرية التعبير"، وفق قوله.
وفي المقابل اعتبرت الهيئة أنّ هذا الميثاق يناسب جميع الأطراف، مشيرة إلى أن هذه المعارضة "خائفة فقط" وأنّ "الميثاق لا يناسب بالضرورة الأحزاب التي تدعم العملية الانتقالية".
وتعتزم لجنة التغيير الدستورية تنظيم اجتماع يوم 10 ديسمبر / كانون الأول المقبل في نجامينا ومسيرة سلمية خلال أيام قليلة للدعوة إلى مقاطعة الاستفتاء على الدستور، وفي غضون ذلك، بدأت عمليات توزيع بطاقات الناخبين يوم الجمعة 17 نوفمبر / تشرين الثاني الجاري في كافة أنحاء البلاد.
وقال الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إنتو خلال إطلاق توزيع البطاقات: "جئت لأستلم بطاقتي الانتخابية الإلكترونية لضمان مشاركتي في الاستفتاء لاعتماد الدستور الجديد، وأدعو المواطنين كافة لسحب بطاقاتهم لأجل ضمان مشاركتهم في الاستفتاء على الدستور الجديد لكونها بطاقة مهمة تحتوي على بيانات خاصة تمكن الناخب من المشاركة في عملية الاستفتاء".
وكانت قوى المعارضة في تشاد قد دعت في وقت سابق إلى مقاطعة الاستفتاء على الدستور.