على وقع ضربة طهران.. خلافات حادة تشق صف مجلس الحرب الإسرائيلي
شهدت الساعات الأخيرة، التي أعقبت الضربة الإيرانية التي استهدفت بها إسرائيل، عبر مئات الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، خلافات حادة بين أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي في ظل الوضع الحالي الصعب.
وتسبب قرار الحكومة الأمنية المصغرة "الكابينيت"، بتفويض وزير الدفاع يوآف غالانت وعضو مجلس الحرب بيني غانتس، مع نتنياهو، باتخاذ القرارات اللازمة بشأن الرد على هجوم إيران، أزمة داخلية حادة.
وبحسب القناة الـ12 العبرية، اعترض المتطرفان إيتمار بن غفير وزير الأمن الوطني وبتسلئيل سموتريتش وزير المالية، على تفويض غالانت وغانتس باتخاذ القرارات مع نتنياهو، حيث صوتا ضد التفويض.
ويعني ذلك أن مجلس الحرب لا يحتاج للرجوع إلى مجلس الوزراء الأمني للموافقة على قرارته وبالتالي تكون عملية اتخاذ القرارات السريعة أكثر انسيابية، وهو ما لم يعجب بن غفير وسموتريتش لإقصائهما من المشهد.
رد قريب جدًّا
وسيناقش مجلس الحرب، في وقت لاحق اليوم الأحد، الرد المحتمل على إيران، إذ لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن طبيعة الرد حتى الآن رغم المناقشات المطولة منذ بدء الهجوم الذي طال مواقع إسرائيلية حساسة باعتراف تل أبيب.
وخرج أحد المسؤولين الإسرائيليين للتأكيد أن "الرد على إيران سيكون قريبًا جدًّا" دون أن يحدد موعد الردّ أو طبيعته، وفقًا لِما أوردته القناة الـ14 الإسرائيلية.
وألغيت جلسة الحكومة الإسرائيلية المخصصة لبحث الرد على إيران، فيما أعلنت مصادر إسرائيلية أن مجلس الحرب سيناقش في وقت لاحق اليوم الرد المحتمل على الهجوم الإيراني غير المسبوق.
وفي أول تعليق له بعد الاجتماع الطارئ للمؤسسة الأمنية المصغرة قال بن غفير عبر حسابه في "إكس": "دفاعنا مثير للإعجاب حتى الآن، الآن نحن بحاجة إلى هجوم ساحق" ضد إيران.
وكان غالانت بحث مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن العمليات الدفاعية الإسرائيلية في مواجهة هجوم إيران، إذ أكد أوستن ومِن بعده الرئيس بايدن الالتزامَ الصارمَ بأمن إسرائيل وحمايتها من الهجمات الإيرانية.
ويبدو أن أزمة نتنياهو وقطبي التفويض غالانت وغانتس، لن تقف عند هذا الحد، بل على العكس يمكن أن تدمر طموحه في رد جامح على طهران، إذ كشفت تسريبات صادمة أن بايدن يعارض التدخل عسكريًّا ضد طهران.
ورغم أنه أكد بشدة التزامَ أمريكا الصارم بأمن إسرائيل وإعلانه أن القوات الأمريكية هي مَن أسقطت تقريبًا جميع الطائرات الإيرانية المسيرة والصواريخ التي استهدفت إسرائيل، فإنه ينأى بنفسه عن الدخول في مواجهة مباشرة مع إيران.
بايدن ينصح ونتنياهو مقيد
ونصح بايدن نتنياهو بضرورة عدم الرد على إسرائيل، مؤكدًا أن الهجوم الإيراني بمثابة "فوز وانتصار" لإسرائيل على إيران، بل وزاد على ذلك بتعهده برد دبلوماسي منسق من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى على طهران.
وفي ظل حيرته في اتخاذ موقف بشأن الرد على الهجوم الإيراني، سيجد نتنياهو نفسه مقيدًا بشكل أكبر، حال ردت إيران على هجوم إسرائيلي محتمل، إذ هدد قائد الحرس الثوري بأن طهران سترد على أي هجوم إسرائيلي يستهدف مصالحها أو مسؤوليها أو مواطنيها.
ولعلَّ ما زاد طين نتنياهو بلة، بحسب مراقبين، أن طهران حذرت واشنطن عبر سويسرا من استهداف قواعدها إذا دعمت أي رد إسرائيلي عليها، وهو ما سيكبل نتنياهو أكثر مِن ذي قَبل، لأن واشنطن ستكون معرَّضة للخطر في تلك اللحظة.
