رئيسة جورجيا سالومي زورابيشفيلي
رئيسة جورجيا سالومي زورابيشفيلي رويترز

تقرير: حكومة جورجيا تعتزم عزل رئيسة البلاد "الموالية" لأوروبا

كشفت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية؛ أن الحكومة الجورجية شرعت باتخاذ إجراءات لعزل رئيسة البلاد سالومي زورابيشفيلي، المعروفة بآرائها المؤيدة بقوة للاتحاد الأوروبي، والمناهضة لروسيا.

ووفق الصحيفة، فإن زورابيشفيلي، المولودة في فرنسا، يرى فيها الكثير من الجورجيين حصنا منيعا ضد حكومة يشتبه في أنها تقترب أكثر من روسيا، وتبتعد عن الاتحاد الأوروبي.

يأتي ذلك في وقت تقوم فيه الرئيسة بزيارة قادة دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل لحشد الدعم لانضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي.

وكان التكتل رفض العام الماضي منح جورجيا صفة "مرشح للانضمام" بخلاف ما قام به حيال أوكرانيا ومولدافيا؛ الأمر الذي كان بمثابة ضربة قوية لبلد تبلغ فيه نسبة الموافقة على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أكثر من 80%، وفقا لاستطلاعات الرأي.

أخبار ذات صلة
برلمان جورجيا يرد مشروع قانون "العملاء الأجانب" بعد احتجاجات واسعة

وكان إراكلي كوباخيدزه، رئيس حزب "الحلم الجورجي" الحاكم في البلاد، أبلغ زورابيشفيلي، بأنه من غير المسموح لها إجراء أي اجتماعات في الاتحاد الأوروبي.

لكن الرئيسة وفق "تايمز" اختارت تجاهله، والتقت برئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.

على إثر ذلك، أعلن "كوباخيدزه" رئيس الحزب الحاكم، الشروع في إجراءات عزلها، متهما إياها بانتهاك دستور البلاد.

وقال إنه سيحاول في الأيام القادمة جمع أكبر عدد من التواقيع من أعضاء البرلمان الجورجي لتأييد عزلها.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتحرك فيها زورابيشفيلي ضد الحزب الحاكم.

فهذا العام مثلا، قالت الرئيسة إنها ستستخدم حق النقض ضد مشروع قانون "العملاء الأجانب" المثير للجدل، والذي تسبب في احتجاجات واسعة في مارس/آذار الماضي.

واعتبر مشروع القانون، الذي تم سحبه في نهاية المطاف، بمثابة تحول نحو الاستبدادية وخنق حرية الإعلام والمجتمع المدني.

المحتجون على مشروع القانون، وصفوه بـ"القانون الروسي"، في إشارة إلى أنه نسخة عن قانون فرضته موسكو في العام 2013 بهدف قمع المعارضة، ويصنف أية مؤسسة تحصل على تمويل خارجي بما يزيد عن 20% من وارداتها المالية تحت بند "العملاء الأجانب".

ولسنوات عديدة بعد ثورتها عام 2003، أخذت جورجيا منحى غربيا، حيث يؤيد سكانها بقوة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، فيما توجه الاتهامات لحكومة حزب "الحلم الجورجي"، باسترضاء روسيا.

وكان الرئيس الروسي السابق وأحد أشد مؤيدي حرب بوتين على أوكرانيا ديمتري ميدفيدف، أشاد في وقت سابق ببراغماتية الحكومة الجورجية، على حد تعبيره.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الحكومة الجورجية متهمة أيضا بإظهار القليل من الدعم لأوكرانيا، حيث رفضت فرض عقوبات خاصة بها على روسيا، وانتقدها الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي عدة مرات.

أخبار ذات صلة
وصفها بـ "إعدام علني".. زيلينسكي يستدعي سفير جورجيا بسبب معاملة ساكاشفيلي

وتابعت: "لا شك أن موقفها هذا مثير للدهشة خاصة وأن جورجيا تعرضت للغزو من قبل روسيا عام 2008. خلافا لحكومته، الشعب الجورجي يبدي دعما كبيرا للشعب الأوكراني، والأعلام الأوكرانية تغطي سماء العاصمة الجورجية تبليسي، التي يرى الكثير من أبنائها أن حرب أوكرانيا هي حربهم أيضًا".

مهمة صعبة

وقال التقرير، إن زورابيشفيلي التي انتخبت رئيسة للبلاد -منصب شرفي- عام 2018 بدعم من حزب "الحلم الجورجي"، من المستبعد أن تتم تنحيتها من منصبها.

وتحتاج الحكومة إلى 100 صوت لضمان عزلها رسميًا، وهو ما يستدعي الحصول على مساعدة من أحزاب المعارضة.

لكن الشروع في إجراءات العزل بحد ذاتها، هو مؤشر على أن الحكومة لا تريد لجورجيا أن تكون جزءا من الاتحاد الأوروبي.

المصدر: صحيفة "ذا تايمز" البريطانية

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com