هنري كيسنجر الذي توفي أمس، متهم بجرائم حرب
هنري كيسنجر الذي توفي أمس، متهم بجرائم حربرويترز

"المناطق الرمادية" تطارد كيسنجر إلى القبر

سلّط تقرير إخباري فرنسي الضوء على "المناطق الرمادية" في حياة ومسيرة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، الذي توفي أمس عن سنّ ناهز الـ 100عام، الذي يواجه اتهامات بارتكاب "جرائم حرب" في مناطق عدة.

وقال التقرير الذي نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية، إنّ الرجل الذي يوصف بأنه "مهندس الانفراج مع معسكر الشرق" متورط أيضًا في "أحداث مظلمة" باتت عدة أدلّة تؤكدها.

وأشارت الصحيفة إلى أنّه "في وقت مبكر من عام 1975، كشفت لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي، برئاسة فرانك تشيرش، عن دوره في سقوط نظام سلفادور الليندي لصالح دكتاتورية بينوشيه في تشيلي عام 1973، وفي عام 2000، تم إثبات الأمر بعد رفع السرية عن أرشيفات هذه الأحداث".

وفي الكتاب الصادر سنة 2001 "محاكمة هنري كيسنجر" اتهمه الصحفي كريستوفر هيتشنز بارتكاب "جرائم حرب، ليس فقط في أمريكا اللاتينية، ولكن أيضًا في كمبوديا (التفجيرات التي حصلت من عام 1969 إلى عام 1973).

وأكّد التقرير الفرنسي أنّ "العديد من القضاة في تشيلي والأرجنتين وفرنسا سعوا، دون جدوى، إلى الاستماع إلى وزير الخارجية الأسبق الذي اضطر نتيجة لذلك إلى إزالة دول معينة من جولاته في المؤتمرات التي يحضرها، وهكذا غادر فرنسا على عجل في مايو 2001 بعد أن تلقى استدعاء من القاضي روجر لو لوار، الذي كان يحقق في خطة "كوندور" للقضاء على معارضي الدكتاتوريات في أمريكا اللاتينية.

ولا تترك المحادثات المسجلة في البيت الأبيض والتي تم الكشف عنها في عام 2013 مجالًا للشك في تورط الدبلوماسي الأمريكي، وفقًا للتقرير الفرنسي الذي استحضر مقولة كيسنجر "لن نسمح لشيلي أن تغرق في البالوعة" التي أطلقها عام 1970، بعد انتخاب أليندي. 

وأوضح التقرير أنّه "من اليونان إلى تايلاند، ومن الفلبين إلى الأرجنتين، كان الخوف من الشيوعية والدفاع عن المصالح الاقتصادية الأمريكية هو الذي حرَّك رأس الدبلوماسية الأمريكية أكثر من الديمقراطية، حتى أنّه لم يتوقف قط عن الدفاع عن الصين ضد أولئك الذين يؤيدون العقوبات التي تستهدفها".

لكن ذلك لم يمنعه بأي حال من الأحوال من مواصلة مسيرته الأكاديمية والتحريرية والسياسية، إذ وصفته "لوموند" بـ "طائر الفينيق للدبلوماسية الأمريكية".

وتولّى الوزير الراحل التدريس في جامعة جورج تاون منذ عام 1977، وأسس في عام 1982، في نيويورك، شركة استشارية مربحة للغاية تخدم الشركات الخاصة الكبيرة، مثل (إكسون موبيل، وأمريكان إكسبريس)، والحكومات، ولم يفقد هنري كيسنجر امتيازات الوصول إلى البيت الأبيض، وحتى النهاية، بقي يعمل "مِن الداخل" فقد استشاره كلُّ رئيس، سواء للتحقق من توجهاته أو لتحييد شخصية "مقلقة" وفقًا للتقرير.

وقد كلفه رونالد ريجان بمهمة تتعلق بأمريكا الوسطى، وطلب منه الديمقراطي كلينتون النصيحة قبل أن يتخلى عن أيّ ربط بين المزايا التجارية وحقوق الإنسان في الصين.

وكان التقارب الأقصى مع جورج دبليو بوش الذي عيَّنه رئيسًا للجنة التحقيق في أحداث الـ11 من سبتمبر 2001، وفي ديسمبر 2002، استقال كيسنجر بعد أن طلبت الصحافة ذلك للاشتباه في تضارب المصالح.

صحيفة "لوموند" الفرنسية

أخبار ذات صلة
وفاة هنري كيسنجر تعيد ذكرى حصوله على نوبل للسلام المثيرة للجدل

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com