الدبلوماسي الأمريكي هنري كيسينجر
الدبلوماسي الأمريكي هنري كيسينجرAP

وفاة هنري كيسنجر تعيد ذكرى حصوله على نوبل للسلام المثيرة للجدل

أعاد نبأ وفاة هنري كيسنجر عملاق الدبلوماسية ووزير الخارجية في عهد الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، اليوم الخميس، الذكرى الأكثر إثارة للجدل في تاريخ "نوبل"، وهو حصوله على جائزتها للسلام.

ينتمي كيسنجر لعائلة يهودية ألمانية هاجرت مع صعود النازية في ألمانيا إلى الولايات المتحدة، وكان يبلغ حينذاك 15 عامًا. حصل في سن العشرين على الجنسية الأمريكية. وانضم لاحقًا إلى وحدة مكافحة التجسس في الجيش قبل أن يواصل دراسته في جامعة هارفرد العريقة.

اشتهر كيسنجر بنظارتيه السوداوين السميكتين، وفرض نفسه كصورة للدبلوماسية العالمية، عندما عيّنه الجمهوري ريتشارد نيسكون مستشارًا للأمن القومي في العام 1969 ومن ثم وزيرًا للخارجية، وقد احتفظ بالمنصبين معًا من 1973 إلى 1975 وطبع لعقود الدبلوماسية الأمريكية، حتى بعدما ترك منصبه كوزير للخارجية.

وفي عام 1973، وقع الرئيس الفيتنامي الجنوبي وقائد البعثة الفيتنامية لمفاوضة الأمريكيين لي دوك ثو "على مضض" اتفاقية مع هنري كيسنجر.

نصت الاتفاقية آنذاك على انسحاب القوات الأمريكية من فيتنام الجنوبية، والسماح لشمال فيتنام بمواصلة تزويد القوات الشيوعية في الجنوب ولكن فقط لاستبدال المواد التي تم استهلاكها. ودخلت فيتنام في فترة عُرفت بـ"حرب الأعلام"، إذ طالب كلا الطرفين من المدنيين بإظهار الأعلام المناسبة في مناطق سيطرتهم.

في وقت لاحق من ذلك العام، حصل كيسنجر وثو على جائزة نوبل للسلام مناصفة، لكن لي دوك ثو رفض الجائزة، قائلًا إن "السلام الحقيقي لم يوجَد بعد".

أدى منح لجنة "نوبل" الجائزة لهنري كيسنجر، إلى استقالة عضوين منها احتجاجًا على ذلك، وتعرضت لانتقادات هي الأقسى في تاريخها على الإطلاق، من قبل الصحفيين والناشطين السياسيين والمحامين العاملين في مجال حقوق الإنسان، الذين كانوا يرون في كيسنجر "مجرم حرب"، ومسؤولًا عن إزهاق مئات الآلاف من الأرواح.

ارتبط كيسنجر أيضًا بسياسات عديدة مثيرة للجدل، مثل: تورط الولايات المتحدة عام 1973 في انقلاب تشيلي، وإعطاء "الضوء الأخضر" إلى المجلس العسكري في الأرجنتين لملاحقة معارضيها الشيوعيين، ودعم الولايات المتحدة لباكستان خلال حرب بنغلاديش على الرغم من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها باكستان في بنغلاديش.

فيما بعد، سعى الدبلوماسي الأمريكي المخضرم لإعادة الجائزة، وذلك لفشل وقف إطلاق النار، والذي كان جزءًا من الاتفاقية. لكن دون جدوى.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com