أنصار المعارضة التركية يستخدمون أساليب مبتكرة لتعبئة الناخبين

أنصار المعارضة التركية يستخدمون أساليب مبتكرة لتعبئة الناخبين

يقوم العديد من أنصار المعارضة التركية، بشكل مستقل عن الأحزاب التي يأخذون عليها عدم تحركها على الأرض، بتعبئة واسعة بين الناخبين لدفعهم للتصويت لكمال كيليجدار أوغلو في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، فيطرقون أبواب المنازل موزعين الزهور والحلوى ورسائل إقناع، في ظاهرة جديدة من نوعها.

يقوم العديد من أنصار المعارضة التركية بطرق أبواب المنازل موزعين الزهور والحلوى ورسائل إقناع على الناخبين

ومنحت استطلاعات الرأي الصدارة لرئيس الدولة رجب طيب أردوغان، ولكن في المعسكر المنافس هناك كثر ممن يرفضون الاستسلام.

وتقول بهيس سايات (40 عامًا) التي تدير وكالة إعلانات في إسطنبول: "لا مجال لليأس".

وبالنسبة إليها، بدأ كل شيء عبر مجموعة على تطبيق "واتس آب" أنشأها سكان حيّها، الذين يأملون في التغلب على الانقسامات وتبادل الأفكار مع ناخبين من المعسكر المعارض.

"إنهم يكذبون"

غير أن المهمة تبدو شاقة في مواجهة رئيس منتهية ولايته، يتهم المعارضة في خطاباته، التي تُبث على الهواء مباشرة على جميع القنوات تقريبًا، بـ"دعم الإرهاب.. والمثليين".

وتضيف سايات: "غداة الدورة الأولى، بدأنا البحث عن طرق للتغلب على الاستقطاب والوصول إلى الأشخاص الذين يؤمنون بالدعاية الحكومية".

وفي الرسالة التي كتبتها سايات ووزعتها على أكثر من 600 شخص في حيّها بمساعدة صديقاتها، تقول: "جاري العزيز، إنهم يكذبون عليك ومستقبل بلادنا يُقلقنا".

وظهرت رسائل مماثلة في جميع أنحاء تركيا تدعو خصوصًا المتغيبين، الـ 8,3 مليون، عن الدورة الأولى، إلى التصويت في الثانية.

وتتخذ هذه "الطريقة الجديدة في ممارسة السياسة" انطلاقًا من القاعدة أشكالًا فنية أحيانًا، إن كان عبر مقاطع فيديو أو عبر ملصقات ابتكرها مستخدمو الإنترنت لدعم المعارضة، أو غيرها من الأساليب.

وفي هذا الإطار، أنتجت كوراي أونات (32 عامًا)، التي تعمل في مجال الفنون السمعية والبصرية، مقطعًا لأغنية انتقادية لاذعة تمت مشاركتها أكثر من مليون ونصف المليون مرة عبر "تويتر".

وتحمل الأغنية كلمات تنتقد أردوغان الذي تصفه بـ"السلطان"، مع عرض صور له ولتظاهرات طلابية تعرضت للقمع، ولمدن دمرها الزلزال الذي أودى بأكثر من 50 ألف شخص في شباط/فبراير في تركيا.

وتقول أونات: "جعلنا المقطع نشعر بأنه يمكن أن يكون لنا تأثير.. لقد فعلنا ما في وسعنا للفوز في هذه الانتخابات".

من جهته، يقول علي غول من مجموعة "الأتراك الشباب" التي تقود أيضًا حملة مدنية لصالح كيليجدار أوغلو: "ليس من السهل الوصول إلى الناس الذين لا يشاهدون سوى القنوات الموالية للحكومة".

"التغلب على الكراهية"

ويرى الصحفي في صحيفة "بيرغون"، أوزان غاندوغدو، أن مثل هذه المبادرات يمكن أن يكون لها تأثير غير متوقع.

وقوبلت دعوته ناخبي المعارضة عبر "تويتر" للتحدث "مع مناصري أردوغان والتغلب على خطاب الكراهية" بآلاف الردود.

وقال: "نحن 25 مليونًا.. علينا إقناع 1,5 مليون من مناصري أردوغان من أجل الفوز.. عندما تنظرون إلى الأمور على هذا النحو، فإن الصورة ليست ميؤوسًا منها".

ومع ذلك، يُدرك غاندوغدو أن المهمة لا تزال صعبة.

ويقول: "العقل يقودنا إلى التشاؤم. نظام الرجل الواحد يهيننا منذ أشهر. تمت تسميتنا بأننا من دون عَلَم، من دون وطن، من دون دين، إرهابيون.. ولكن الناس يقاتلون لإنقاذ شرفهم ولإبراز إرادتهم عبر صندوق الاقتراع".

أخبار ذات صلة
شريعة الإنجاز في الانتخابات التركية

وأمضت غامزة، وهي أم لثلاثة أطفال، ثلاث ساعات على الهاتف في محاولة لإقناع زميلتها السابقة التي تصوت لأردوغان، ولكن من دون جدوى.

غير أن جهودها نجحت مع بعض من في محيطها.

كذلك، تطوعت غامزة مع زوجها للعمل كمراقبين خلال عملية الاقتراع، مع منظمة غير حكومية تتصدى للتزوير الانتخابي.

وتقول: "هذه فرصتنا الأخيرة (...) شعرنا بإحباط شديد غداة الدورة الأولى. ولكنني أؤمن بالأمر الآن. تم حشد الجميع".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com