عناصر من فاغنر أمام مقر المنطقة العسكرية الجنوبية  في مدينة روستوف
عناصر من فاغنر أمام مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في مدينة روستوف رويترز

بعد تمرد بريغوجين.. ما أسباب الخلاف بين فاغنر والجيش الروسي؟

تصاعدت وتيرة الأحداث، يوم الجمعة، بين قائد مجموعة "فاغنر"، يفغيني بريغوجين، والقادة العسكريين الروس، والتي باتت تنذر بخطر وقوع حرب أهلية، وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين.

واتهمت السلطات الروسية قائد "فاغنر" بتنظيم تمرد مسلح، فيما رد بريغوجين على تلك الاتهامات بأن وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان إيغور كوناشينكوف يسعيان لتدمير المجموعة.

ودعا قائد فاغنر، الجمعة، إلى تمرد مسلح ضد قيادة الجيش الروسي التي اتهمها بقصف معسكرات "فاغنر" في الخطوط الخلفية في أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل عدد كبير من عناصر المجموعة، الأمر الذي نفته قيادة الجيش الروسي.

وكان الرئيس الروسي قد تعهد في خطابه، اليوم، بإجراءات "صارمة وقاسية"، ردًا على تمرد مجموعة "فاغنر" العسكرية.

باخموت فتيل الأزمة

على مدار الأشهر الماضية، تكبدت القوات الروسية المكونة أساسا من قوات "فاغنر" خسائر فادحة راح ضحيتها الآف من عناصرها، أثناء محاولتها الاستيلاء على مدينة باخموت شرق أوكرانيا، وفق ما ذكرته "وول ستريت جورنال".

ولم يتوقف بريغوجين عن توجيه الانتقادات لتسلسل الهرم العسكري لروسيا في محاولة منه لحسم الصراع على السلطة ضد القادة العسكريين لقيادة العمليات البرية في شرق أوكرانيا.

وفي آذار/مارس الماضي، اتهم بريغوجين الشرطة العسكرية في الجيش الروسي بإعاقة وصول المتطوعين، كما اتهم في 5 مايو/ آيار الماضي وزارة الدفاع الروسية بعدم تسليم قواته الذخيرة خلال معارك خاضتها في باخموت، وليوجه بعدها اتهامات للقوات الروسية النظامية بالفرار من مواقعها قرب باخموت الشهر الماضي.

أخبار ذات صلة
أوكرانيا تعلن إحراز تقدم في المناطق القريبة من باخموت

وفي 24 مايو/ أيار الماضي، صعّد بريغوجين من اتهاماته ضد وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان بأنهما تسببا بمقتل 5 أضعاف ما كان من المفترض أن يموتوا من الرجال، متوعدا بتحميلهما المسؤولية عن أفعالهما.

وظهر زعيم فاغنر في مقطع مصور ومن حوله جثث لمقاتليه، وهو يخاطب القيادة الروسية بضرورة تزويده بالسلاح، متهما وزارة الدفاع، وعلى رأسها الوزير سيرغي شويغو، بعدم إمداد المجموعة بما يلزمها عسكريا، ما أدى إلى حدوث مجزرة لمقاتليه.

وعاود بريغوجين الظهور مرة أخرى قائلا إنه على بعد أمتار من "تحرير" باخموت، لكنه هدد بالانسحاب من المدينة إذا لم يتم دعمه بالشكل المطلوب.

وبالفعل تمكنت فاغنر من السيطرة على المدينة، إلا أن بريغوجين اشترط تسليم المدينة للمقاتلين الشيشان بعد السيطرة عليها، وهو ما حدث بالفعل.

وفي 5 حزيران/ يونيو الجاري، اتهم بريغوجين عناصر تابعين لوزارة الدفاع بزرع ألغام خلف مواقع مجموعة "فاغنر".

أزمة العقود

عاد الخلاف ليظهر مجددا على الواجهة بين وزارة الدفاع وبريغوجين، بعد أن رفض الأخير توقيع مقاتلي "فاغنر" عقودًا مع الوزارة.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد طلبت، في 11 حزيران / يونيو الجاري، من جميع المجموعات المقاتلة خارج الجيش الروسي توقيع عقود لتنظيم عملها العسكري.

أخبار ذات صلة
قائد فاغنر يطالب وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان بالقدوم إليه

وعاد الخلاف بين مجموعة فاغنر الروسية ورئيسها يفغيني بريغوجين من جهة، ووزارة الدفاع الروسية من جهة أخرى، إلى الواجهة بعد رفض بريغوجين طلب وزارة الدفاع بضرورة توقيع جميع المجموعات المقاتلة خارج الجيش الروسي عقودا معها لتنظيم عملها العسكري.

وقال قائد فاغنر في منشور على قناته في تلغرام:" لن توقع فاغنر أي عقود مع شويغو وقرار وزارة الدفاع لا ينطبق على فاغنر".

وبحسب وسائل إعلام روسية، فإن رفض قائد "فاغنر" كان متوقعا، على اعتبار أن الهدف من القرار هو المجموعة التي ذاع صيتها في الآونة الأخيرة.

انتقادات لاذعة

ووجه قائد فاغنر انتقادات لاذعة للقيادات العسكرية الروسية على جهودها المتعثرة في إدارة العمليات على الأراضي الأوكرانية، محذرا من اندلاع ثورة جديدة تهز روسيا في حال استمرار تصاعد الخسائر والهزائم العسكرية، كما حدث عام 1917.

أخبار ذات صلة
قائد فاغنر يتّهم الجيش الروسي بقتل عدد "هائل" من قواته ويتوعد بالرد

وقال قائد فاغنر، في مقابلة مع المدون المؤيد لروسيا، كونستانتين دولغوف، ونشرتها وكالة "سي إن إن" الأمريكية، إن القوات الروسية غير مستعدة لمواجهة القوات الأوكرانية، التي أشاد بتنظيمها وقدراتها على تشغيل أي نظام عسكري، سواء كان سوفياتيا أو مقدما من حلف "الناتو".

وحث بريغوجين موسكو على تصعيد جهودها الحربية إذا أرادت تجنب صراع طويل ومكلف.

الخلاف بدأ في سوريا

وسلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير نشرته في 24 مايو / أيار الماضي، الضوء على بداية القطيعة بين فاغنر وموسكو؛ إثر قيام عناصر من المجموعة بهجوم في فبراير شباط عام 2018 استهدف حقولا نفطية تديرها شركة "كونوكو" الأميركية في محافظة دير الزور شرق سوريا.

وقالت الصحيفة إن البنتاغون وضع وزير الدفاع الروسي على المحك، بعد أن تعرضت الحقول النفطية لقصف "فاغنر" التي تحتفظ بها الولايات المتحدة بموقع صغير للعمليات الخاصة.

وأضافت أن وزير الدفاع الأمريكي آنذاك، جيم ماتيس، أمر القوات الأمريكية بضرب "فاغنر"، حيث أسفرت العملية عن قتل وإصابة المئات من مرتزقة "فاغنر"، في غارات نفذتها مروحيات هجومية وطائرات مسيرة ومقاتلات من طراز "AC-130" وصواريخ "هيمارس"، وسط صمت روسي.

وقال جيم ماتيس، في إفادة أمام الكونغرس، آنذاك، إن موسكو نفت علاقتها بمجموعة "فاغنر" في سوريا.

المصدر: صحيفة "وول ستريت جورنال"

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com