تقرير: الغرب "المستنزف" ينتظر دور الصين في إنهاء الحرب الأوكرانية
ذكر تقرير أمريكي أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يتطلعون إلى دور الصين المحتمل في إنهاء الحرب الأوكرانية، مشيرًا إلى أن هجوم كييف المضاد المتوقع على نطاق واسع والذي طال انتظاره قد ينظر إليه على أنه وسيلة حقيقية تمهد الطريق للمفاوضات مع روسيا.
وأبلغ بعض المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين صحيفة "وول ستريت جورنال" أنهم يعتقدون أن الهجوم الأوكراني المنتظر يمكن أن يمهد الطريق للمفاوضات بين كييف وموسكو بحلول نهاية العام الجاري، مشيرين إلى أن الصين يمكن أن تساعد في جلب روسيا إلى طاولة المفاوضات.
واعتبرت الصحيفة أن مثل هذا النهج يمثل تحولا ثوريا في التفكير الغربي، لا سيما في الولايات المتحدة التي كانت متشككة للغاية في أي مشاركة لبكين بالنظر إلى دعم الصين الطويل الأمد لموسكو. وجاء ذلك بعدما أعرب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، علنًا عن تفاؤل حذر مؤخرًا بأن بكين يمكن أن تساعد في نزع فتيل الأزمة.
وقال المسؤولون، في حديثهم مع الصحيفة الأمريكية، إن هذا النهج يستند إلى الاعتقاد بأن لا أحد من الجانبين (روسيا وأوكرانيا) لديه القدرة على مواصلة القتال إلى أجل غير مسمى، وأنه ينبغي اختبار "جدية" بكين في إجراء محادثات سلام، في المقابل، وأعرب المسؤولون أيضًا عن بعض الشكوك إزاء استعداد روسيا للتفاوض.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاهتمام بالمفاوضات يجعل واشنطن أقرب إلى التوافق مع بعض الدول الأوروبية التي تتوق إلى إنهاء الصراع، مما يمثل تحولاً صارخًا في "نبرة الدعم حتى هزيمة روسيا" التي تبنتها دول عدة، أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا.
ووفقًا لتقرير "الجورنال"، يؤيد المسؤولون الأمريكيون الرئيسيون في مجلس الأمن القومي إجراء المفاوضات، في حين تظل وزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية أكثر تشككا وحرصًا على رؤية كيف يسير الهجوم قبل محاولة الخروج من المنحدر الدبلوماسي.
وصرح مسؤولون فرنسيون وألمان أجروا مناقشات مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأنهم يتوقعون أن يحاول البيت الأبيض تسهيل المحادثات بعد المكاسب المتوقعة للهجوم الأوكراني المزعوم، وأضافوا أن الهدف من ذلك هو استعادة أوكرانيا لأراضٍ مهمة في الجنوب، "وهو تطور يمكن تفسيره على أنه نجاح حتى لو احتفظت روسيا بأجزاء من الأراضي التي احتلتها قواتها".
وقال المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إنه من المتوقع أن يوصي بايدن نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بأن محادثات وقف إطلاق النار "قد تكون مناسبة" في الأشهر المقبلة، وأوضحوا أن الدفع للتفاوض يأتي في خضم القلق على جانبي المحيط الأطلسي من أن حجم الدعم الذي يقدمه الحلفاء لأوكرانيا سيكون من الصعب استمراره.
وأشار المسؤولون، في هذا الصدد، إلى أن توريد الذخيرة يمثل مشكلة رئيسية لأن القدرة الصناعية الغربية أثبتت أنها غير قادرة على تلبية مطالبها مع مواصلة دعم أوكرانيا، كما أعربوا عن قلقهم بشأن معدلات الاستنزاف المرتفعة للقوات والعتاد في أوكرانيا، التي يبلغ عدد سكانها أقل من ثلث سكان روسيا.
