جانب من اجتماع سابق بين مسؤولين أمريكيين وصينيين
جانب من اجتماع سابق بين مسؤولين أمريكيين وصينيينأ ف ب

واشنطن وبكين.. حرب نفوذ تقتات على الصراعات حول العالم

يحتدم صراع النفوذ بين الولايات المتحدة والصين على كل الواجهات، وفي كل نقاط الاشتباك الممكنة، وآخرها غزة، إذ تستثمر القوتان الأكبر في العالم مأساة القطاع لتصعيد "حرب النفوذ" الدائرة بينهما، وفق تقرير نشره موقع "موند أفريك"، اليوم السبت.

وقال الموقع: "إن هاتين القوتين تستغلان الصراعات المحلية، أو حتى تتدخلان فيها لتأجيجها أو تهدئتها، لتحقيق أهدافهما، إذ يتنافس هذان العملاقان على ثروات الأرض والفضاء من خلال محاولة زيادة سيطرتهما على الأرض قدر الإمكان بوسائل مختلفة".

وأضاف: "يعتمد مستقبل كل من هاتين الإمبراطوريتين على ذلك، فهما من القوى التي تعمل على تطوير إستراتيجيات النمو والبقاء الخاصة بها على مدى 50 إلى 100 سنة مقبلة".

أخبار ذات صلة
حرب حماس وإسرائيل.. هل الفرصة مواتية لمنافسي أمريكا التقليديين روسيا والصين؟

طريق الحرير والشرق الأوسط الجديد

وتطرق الموقع إلى وجود مشروعين يتصادمان، الأول "طريق الحرير" الذي تقوده بكين وتسعى إلى توسيع دائرته وتطويره، والثاني "الشرق الأوسط الجديد" الذي تقوده واشنطن، وتسعى إلى فرضه أمرا واقعا على المنطقة، موضحا أنّه "كقاعدة عامة، تحاول القوى العظمى أولاً عقد اتفاقيات سياسية مع الدول التي تمتلك الثروات، وإذا سارت الأمور على ما يرام، فإنها تتحول إلى علاقات اقتصادية وأحياناً إلى تعاون عسكري، وعلى العكس من ذلك، إذا تمرد الطرف الأضعف أو وجد مصالح أخرى في مكان آخر، يتم النظر في العقوبات أو الضغوط العسكرية والأمنية".

وقدم تقرير "موند أفريك" قراءة لامتداد النفوذ الأمريكي والصيني في مناطق شتى من العالم، مشيرا إلى أنّ "القوة العسكرية الأعظم على هذا الكوكب حاليًا هي أمريكا، وتبلغ موازنتها العسكرية حوالي 730 مليار دولار أمريكي، أي ما يقرب من 40% من جميع الموازنات العسكرية في العالم مجتمعة، فيما تبلغ ثروة الصين (ثاني أكبر قوة عسكرية في العالم) حوالي 250 مليار دولار أمريكي، وهي متأخرة كثيرًا. وتمتلك أمريكا نحو 800 قاعدة عسكرية معلنة منتشرة في 177 دولة، في حين أن الصين لديها قاعدة واحدة فقط تسيطر عليها بالكامل (جيبوتي)".

عناصر من الجيش الصيني
عناصر من الجيش الصينيأ ف ب

القوة العسكرية الصينية أضعف

ويمتلك الأمريكيون، وفق الموقع، "القدرة على إرسال 10 آلاف رجل خلال 24 ساعة إلى أي مكان على وجه الأرض تقريبًا، والذين يكونون جاهزين للعمل بمجرد نزولهم، في حين لا تستطيع الصين التوسع في العالم إلا من خلال الاستمرارية والتواصل الجغرافي، ومن هنا جاء (طريق الحرير)، ويبدو من الواضح إذن أن القوة العسكرية الصينية، حتى لو كانت تنمو بسرعة (7% سنوياً)، فهي حتى الآن أضعف كثيراً من قوة منافستها".

وأكد التقرير أنّ "طريق الحرير هذا متقدم بالفعل بشكل جيد في أفريقيا والشرق الأقصى، ويربط الطريق الصلة بين آسيا وأفريقيا، ويمر عبر منطقة الشرق الأوسط، وهي منطقة غير مستقرة للغاية لأسباب جوهرية بالنسبة لبلدان هذه المنطقة"، لافتا إلى أن "هذه المنطقة الغنية جدا بالموارد، والمتمردة جدًا تجاه كل من الشرق والغرب، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة للقوتين العظميين، أصبحت بالتالي قضية دولية، ربما تكون إحدى القضايا الرئيسية على كوكب الأرض".

واختتم الموقع تقريره بالقول: "يتم استخدام كل الوسائل، استثمارات هائلة، اتفاقيات سياسية، إغراءات مالية، عقوبات، مظاهرات داخلية، أزمات اقتصادية، تخريب، حروب أهلية أو بين الدول، اغتيالات، وحروب إلكترونية؛ من أجل السيطرة على المنطقة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com