صراعات طاحنة ومتشعبة.. تعرف على "خارطة الذهب" في أفريقيا

صراعات طاحنة ومتشعبة.. تعرف على "خارطة الذهب" في أفريقيا

يتصاعد الصراع بين الجماعات المسلحة في منطقة "الوريد الصحراوي" للذهب، أكثر المناطق جذبا للمتصارعين على هذا المعدن النفيس في أفريقيا.

ويبدو صراع النفوذ للسيطرة على مواقع إنتاج الذهب في أفريقيا معقدا ومتشعبا ولا يقتصر على الجماعات المسلحة التي تسعى إلى الاستفادة من ثروات طائلة، حيث دخلت قوى أجنبية على الخط، في مقدمتها مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الروسية، الحاضرة بقوة في مالي، وشركات التعدين الأجنبية.

ويعتبر "الوريد الصحراوي"، الممتد من السودان شرقا إلى موريتانيا غربا، المنطقة الأشد ثراء والأكثر استقطابا للجماعات المسلحة المتشددة، التي تسعى إلى بسط نفوذها على مناجم الذهب ضمانا لتوفير تمويلات لها.

الذهب والمال والسلاح

وتؤكد تقارير دولية متطابقة أن الجماعات المسلحة الناشطة في منطقة الساحل الأفريقي توفر حاجاتها المالية اعتمادا على منقبيها الناشطين في مناجم البحث عن الذهب النفيس لا سيما في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

وتتصارع مجموعات مثل تنسيق حركات أزواد (حركة متمردين مسلحين من الطوارق) وجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المحسوبة على تنظيم "القاعدة" وجماعة "داعش الصحراء الكبرى" وغيرها من أجل السيطرة على مواقع استراتيجية لإنتاج الذهب.

وإلى جانب الصراع فيما بينها تواجه هذه التنظيمات مجتمعة مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الروسية التي تطور حضورها ومجال نشاطها بشكل كبير لا سيما في مالي، حيث تواجه اتهامات واسعة بأنها تمارس أنشطة تعدينية وتخطط للسيطرة على أكبر مناجم الذهب في البلاد.

وليس من الصدف أن تتركز الصراعات في مالي، التي تُعتبر ثالث منتج للذهب بعد جنوب أفريقيا وغانا، وشهد الإنتاج الصناعي للذهب في مالي زيادة بنسبة 4 % سنة 2022 ليصل إلى 66.2 طن، مقابل 63.4 طن في عام 2021.

أخبار ذات صلة
"فاينانشال تايمز": سباق الجماعات المتطرفة على الذهب يشعل العنف ويهدد الاستقرار في أفريقيا

ووفق أرقام رسمية فإن الذهب يدرّ ما قيمته 434 مليون دولار سنويا، أي ما يمثل 75% من صادرات مالي و25% من موازنتها.

أمّا في بوركينافاسو فيمثل نشاط التعدين ثلثي عائدات التصدير، و12% من الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى دوره في توفير 61 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.

وتمثل هذه الثروات المنتشرة في مواقع مختلفة من البلدين مادة تسيل لعاب المسلحين والمستثمرين العاملين في قطاع تعدين الذهب على حد سواء، ومجالا واسعا للصراع بين الجماعات المتشددة التي تتطلع إلى كسب الميدان وتوفير الذخيرة والسلاح من خلال السيطرة على مواقع إنتاج الذهب.

صراع على أشده

وقد أصبحت مالي وبوركينافاسو بالفعل أكثر الدول جذبا للجماعات المتشددة في المنطقة حتى الآن؛ ما يؤكد أهمية الذهب في هذا الانتشار وتوزّع الجماعات المسلحة على الأرض.

ويؤكد مراقبون أنّ الجماعات المسلحة تستغل مواضع ضعف الدولة في بوركينافاسو ومالي وأفريقيا الوسطى والنيجر وتشاد لتكثيف تحركاتها وبث "عيون" لها في مواقع إنتاج الذهب؛ ما يمكنها لاحقا من اختراقها والسيطرة عليها.

وتخوض هذه الجماعات قتالا عنيفا ليس ضد القوات المسلحة النظامية لتلك الدول فحسب، بل فيما بينها من أجل السيطرة على مناطق أقرب ما تكون لمواقع الإنتاج ووضع يدها على المعدن الثمين الذي أصبح محرّكا للصراعات في المنطقة المضطربة أصلا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com