زيارة بوتين إلى كالينينغراد تثير المخاوف من الحرب مع الناتو

قال تقرير إخباري إن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمنطقة "كالينينغراد" أهم المناطق الاستراتيجية الروسية في قلب أوروبا، تثير المخاوف من نشوب حرب مع حلف الناتو من خلال تهديد دول الاتحاد الأوروبي المتاخمة للمنطقة.

وذكر التقرير الذي نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية أن "زيارة بوتين المفاجئة إلى جيب كالينينغراد الروسي الذي يقع بين ليتوانيا وبولندا، تأتي وسط مخاوف متزايدة من أنها قد تصبح نقطة اشتعال لصراع مستقبلي".

وأضافت الصحيفة: "بدا أن بوتين يسخر من دول البلطيق، حيث حلق بالقرب من إستونيا وعانق سواحل لاتفيا وليتوانيا في طائرته الرئاسية الكرملين الطائر، قبل الهبوط في كالينينغراد".

وأشارت إلى أن طائرات مقاتلة روسية انتشرت قبالة الساحل الشرقي لجزيرة جوتلاند السويدية مع اقتراب بوتين من بحر البلطيق.

وفي حديثه مع طلبة جامعة كانت البلطيق الفيدرالية، انتقد بوتين جيران كالينينغراد بسبب هدمهم النصب التذكارية للحرب السوفيتية.

وقال: "هذا جهل مذهل وعدم فهم للمكان الذي يعيشون فيه وما يفعلونه وما سيأتي بعد ذلك".

ونقلت الصحيفة عن ديمتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف قوله إن "الزيارة لم تكن تهدف إلى إرسال تحذير إلى حلف شمال الأطلسي ولكن الغرض منها  تعزيز "التنمية".

وأضاف بيسكوف: "عندما يزور الرئيس مناطق الاتحاد الروسي، فهذه ليست رسالة إلى دول الناتو".

في المقابل وعلى الرغم من نفي الكرملين شددت الصحيفة على أن توقيت زيارة بوتين إلى قلب أوروبا ــ وسط التهديد الروسي المتزايد بحرب أوسع نطاقا مع الغرب ــ يحمل أهمية كبيرة.

واعتبرت أن "رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك اضطر إلى استبعاد التجنيد الإجباري يوم الأربعاء بعد أن حذر قائد الجيش من أنه سيتعين على المدنيين التسجيل لمحاربة روسيا إذا كانت هناك حرب".

كما أوردت تصريحات بوريس بيستوريوس، وزير الدفاع الألماني والتي قال فيها إن بوتين قد يعلن الحرب على حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال "خمس إلى ثماني سنوات".

زيارة لتذكير السكان "أنتم روسيون "

ونقل التقرير عن كاميل جراند، المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قوله إن "بوتين يرسل عدة رسائل من خلال ريادته بما في ذلك تذكير الناس في كالينينغراد بأنهم جزء من "روسيا".

وتابع جراند: "هذه من وجهة نظري محاولة واضحة (من بوتين ) للإشارة إلى أن بحر البلطيق ليس بحرًا تابعًا للناتو بعد أن تقدمت فنلندا والسويد بطلب للانضمام إلى الناتو".

وأضاف أنها كانت أيضًا "وسيلة لتذكير الغرب بأن روسيا لديها تواجد عسكري في كالينينغراد".

ونقلت "تلغراف" عن ديمتري بيسكوف قوله إن "التصريحات العسكرية" الصادرة عن دول البلطيق تشكل تهديدا لكالينينغراد، التي استولت عليها روسيا من ألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وأفادت بأن قوات بريطانية تتمركز في إستونيا، كجزء من دفاعات حلف شمال الأطلسي، مشيرة إلى أن إستونيا اتفقت في يناير/كانون الثاني، مع لاتفيا وليتوانيا، على إنشاء منطقة دفاع مشتركة في منطقة البلطيق على حدودها مع روسيا وبيلاروسيا.

وأضافت أن الاتفاق يشمل قيام هذه الدول ببناء جدار من "المنشآت الدفاعية المانعة للحركة" وتطوير التعاون في مجال الصواريخ والمدفعية.

وتابعت الصحيفة أن إستونيا، الدولة السوفييتية السابقة ستقوم ببناء 600 مخبأ، يتسع كل منها لما يصل إلى 10 جنود، على طول حدودها مع روسيا التي يبلغ طولها 182 ميلاً.

وكان وزير الدفاع الإستوني هانو قد قال إن الحرب في أوكرانيا أثبتت الحاجة إلى ما سماها "هياكل دفاعية مادية على الحدود لحماية إستونيا".

وأشارت الصحيفة إلى أن كالينينغراد ينظر إليها على أنها المكان الأكثر احتمالا لاندلاع حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.

وكانت روسيا قد نشرت طائرات حربية مسلحة مزودة بصواريخ حديثة تفوق سرعتها سرعة الصوت في المنطقة بعد وقت قصير من حربها على أوكرانيا.

وذكر التقرير أن روسيا هددت لاحقا بنشر صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية في بحر البلطيق.

سيناريو الحرب وممر سوفالكي

تطرقت "تلغراف" إلى ممر سوفالكي وطوله قرابة 60 ميلاً ويعد منطقة قليلة السكان تقع بين حدود بولندا وليتوانيا ومقاطعة كالينينغراد مع بيلاروسيا حليفة روسيا، حيث تتمركز القوات الروسية.

وشددت أنه إذا قام بوتين بتحريك قواته من بيلاروسيا عبر ممر سوفالكي إلى كالينينغراد في هجوم مفاجئ، فقد يعزل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا عن حلفائهم وخطوط الإمداد في وسط وغرب أوروبا.

وكان جابريليوس لاندسبيرجيس، وزير خارجية ليتوانيا، قد قال يوم الأربعاء قبل اجتماع للاتحاد الأوروبي في بروكسل: "نحن مقتنعون بأن الحرب الفعلية (مع روسيا) هي احتمالية قائمة".

في المقابل حذر بوريس بيستوريوس، وزير الدفاع الألماني، من أن جيش البلاد وشعبها ليسا مستعدين لحرب مع روسيا.