الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرونأ ف ب

سياسات ماكرون تدفع الفرنسيين إلى "اليمين المتطرف"

تدفع سياسات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الفرنسيين للتقارب مع اليمين المتطرف والاستعداد للتصويت له في المحطات الانتخابية المقبلة، وسط غياب "استراتيجية فعّالة" من قبل ماكرون لمواجهة رياح التغيير هذه، وفق ما ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وبحسب تقرير للصحيفة، فإن "معسكر ماكرون يكافح من أجل إيجاد استراتيجية فعالة لمواجهة تقدم اليمين المتطرف، فقد حافظ الرئيس في بعض الأحيان على موقف غامض فيما يتعلق بحزب الجبهة الوطنية، الخصم الأقرب لمواجهته في صناديق الاقتراع".

وأكد أنّ "إيمانويل ماكرون يتلقّى رسائل مثيرة للقلق من المسؤولين المنتخبين في معسكره منذ عدة أسابيع، وقد صرح الناخبون بذلك بشكل لا لبس فيه لبرلمانيين من عصر النهضة، حين قالوا سوف نصوت لحزب التجمع الوطني خوفاً من صعود زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلينشون، وبسبب السخط تجاه رئيس الجمهورية المتهم بالغطرسة".

وأردف أنّ "الشعب الفرنسي بات على استعداد لوضع بطاقة الاقتراع لليمين المتطرف في الانتخابات المقبلة، ويقرّ أحد مستشاري القصر الرئاسي بأنّ هذا التوجه ظاهرة متنامية وقد تم تحذيرنا منها"، مشيرا إلى أنّه "بعد فوز ماكرون في الانتخابات الرئاسية 2017، كان قد أقسم بأنه سيبذل كل ما في وسعه حتى لا يكون لدى الفرنسيين أي سبب للتصويت لصالح اليمين المتطرف، وحتى الآن يكرر ماكرون للمقربين منه بأنه فاز على حزب الجبهة الوطنية مرتين، في 2017 وفي 2022".

أخبار ذات صلة
بعد انحسار نفوذها بالساحل الأفريقي.. فرنسا "تغازل" السنغال‎

ووفقا للتقرير، فإنّ "رياحا سيئة تهبّ في جميع أنحاء أوروبا، أوصلت في إيطاليا جيورجيا ميلوني، زعيمة حزب فراتيلي ديتاليا ما بعد الفاشية، إلى السلطة في سبتمبر/ أيلول 2022، وقدمت انتصارًا تشريعيًا للسياسي الشعبوي الهولندي خيرت فيلدرز، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي"، متسائلا : "هل يجب على رئيس الدولة أيضًا أن يستسلم لرؤية مارين لوبان تخلفه في الإليزيه؟".

وقال النائب عن حزب "النهضة" كارل أوليف إنه "يجب على ماكرون أن يقاتل"، محذرا من "تنامي الخطاب المتطرف والأفعال التي تعكس تصاعد النزعة المتطرفة في المجتمع، كما سبق أن حذّر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين".

ووفق قراءة الصحيفة، فإنّ "تنامي النزعة المتطرفة تثير قلق معسكر ماكرون؛ لأنّها تحمل مكاسب إلى حزب التجمع الوطني الذي ترأسه مارين لوبان، لا سيما في علاقة بملفات الهجرة وانعدام الأمن والهجمات ذات النزعة "الإسلاموية".

وأنهت الصحيفة تقريرها بالقول إنه "قبل ستة أشهر من الانتخابات الأوروبية، التي تعطي في الوقت الراهن أفضلية ساحقة للقائمة التي يقودها جوردان بارديلا، رئيس حزب الجبهة الوطنية، تشعر السلطة التنفيذية بالذعر، فيما يحذر المتحدث الرسمي باسم الحكومة أوليفييه فيران، في مقابلة مع صحيفة لا تريبيون، من أن التغير ليس لأن حزب التجمع الوطني أصبح صوته مسموعا أكثر في الجمعية الوطنية، بل لأنّ الفرنسيين باتوا أقلّ خوفا من مارين لوبان، حتى من ممثل اليسار المتطرف جان لوك ميلينشون".

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com