أعضاء النواب الأمريكي
أعضاء النواب الأمريكيرويترز

"واشنطن بوست": الجمهوريون عاجزون عن اختيار رئيس لـ"النواب"

أكد مصدر أن الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي عاجزون عن اختيار مرشح للفوز بسباق رئاسة مجلس النواب.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير: إن زعماء الجمهوريين يعانون من خلل كبير لعدم القدرة على انتخاب رئيس يتمتع بسلطة حقيقية لمنصب رئيس مجلس النواب، رغم أن الأسماء المطروحة تدور حول أسماء لها ثقلها، مثل كيفن مكارثي، وجيم جوردان، وباتريك ماكهنري.

وأشارت الصحيفة إلى أن لكل واحد من هذه الأسماء الثلاثة مؤيديه الأساسيين الذين حولوا تجمعهم بالفعل إلى "وكر" لتعزيز عدم الثقة بالآخر وتصفية الحسابات، وهو ما جعل مجلس النواب "غير قابل للحكم".

وأضافت الصحيفة أن النائب كيفن مكارثي (الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا)، والذي أطيح به من منصب رئيس مجلس النواب منذ أكثر من أسبوعين، يتصرف وكأنه لا يزال يحظى ببعض الصلاحيات التي تترافق مع منصب رئيس مجلس النواب.

وقالت الصحيفة إن مكارثي، الذي لا يزال يمارس عمله من مكتبه السابق كرئيس لمجلس النواب، عمل بشكل محموم خلف الكواليس في المحاولتين السابقتين لاختيار مرشح لخلافته لرئاسة الكونغرس، حيث ساهم  في التخريب على زعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيف سكاليز (جمهوري عن ولاية لوس أنجلوس) في الفوز بمنصب رئيس مجلس النواب، ومنع أقرب مؤيديه من دعم سكاليز، لكنه فشل بعد ذلك في حشد ما يكفي من هؤلاء الأصدقاء إلى معسكر حليفه المحافظ النائب جيم جوردان، الجمهوري عن ولاية أوهايو.

أخبار ذات صلة
"النواب الأمريكي" يسعى إلى الخروج من أزمة رئاسته

ورغم ذلك، رفض جوردان الاستسلام واحتفظ بلقب رئيس البرلمان المعين، والذي يمنحه القدرة على  استدعاء الأصوات في مجلس النواب بكامل هيئته لمحاولة الفوز "بمطرقة الرئيس" .

وفشل سكاليز في التصويت الذي جرى الثلاثاء في السباق لرئاسة مجلس النواب، حيث عارضه 20 جمهوريًا، فيما صوت جميع الديمقراطيين لصالح زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي من نيويورك).

وقالت الصحيفة إن كتلة من الجمهوريين المهتمين بإعادة أعمال مجلس النواب مرة أخرى خلال هذه الفترة الخطيرة التي يمر بها؛ بسبب الانقسام بين الحلفاء الجمهوريين، دعمت النائب باتريك تي ماكهنري (الجمهوري عن ولاية نورث كارولاينا)، الذي تولى منصب الرئاسة مؤقتا بعد الإطاحة بمكارثي.

وأشارت الصحيفة إلى أن صلاحيات ماكهنري تقتصر على الإشراف على انتخاب رئيس جديد للبرلمان، لكنهم يريدون منحه صلاحيات المنصب الكاملة لبضعة أشهر، وترك السباق على منصب رئيس البرلمان يحل بنفسه.

وقالت الصحيفة إن دعم ماكهنري كبير بين المشرعين الذين ما زالوا ملتزمين بمبادئ ريجان-بوش التقليدية التي نشأ فيها الرئيس الكاروليني الشمالي، البالغ من العمر 47 عامًا، وكذلك بين جحافل من مستشاري الحزب الجمهوري المخضرمين الذين يشغلون مناصب مؤثرة في شارع "كيه ستريت K Street “ ( أحد أهم شوارع وسط العاصمة الأميركية واشنطن، الذي أصبح استخدامه مرادفا لجماعات الضغط وشركات اللوبي).

وأكدت الصحيفة أن هذا الاقتراح ذهب أدراج الرياح ولم يكتب له النجاح، وذلك بعد اجتماع استمر أكثر من ثلاث ساعات يوم أمس الخميس.

ووسط حالة الجمود هذه، خرج مكارثي من الاجتماع المغلق ليعلن أن ليس لديه أي فكرة عما إذا كان سيكون هناك تصويت آخر على ترشيح جوردان، أو ما إذا كان الجمهوريون سيطرحون القرار لمحاولة السماح لماكهنري برئاسة المجلس.

ورأت الصحيفة أن الجمهوريين، الذين يضمون الكثير من الأشخاص ذوي الألقاب الكبيرة والمكاتب الراقية التي تتمتع بمناظر خلابة، لا يزالون غير قادرين حتى الآن على اختيار زعيم لمجموعتهم الحزبية "المتمردة" في مجلس النواب الأمريكي، والمكونة من 221 عضوًا.

وأشارت الصحيفة إلى أن طرح اسم  ماكنهري كخيار لرئاسة مجلس النواب الأمريكي أثار حفيظة بعض الجمهوريين؛ لأنهم كانوا يعلمون أن المسار الوحيد لهذا الخيار ينطوي على الحصول على بعض الدعم من الديمقراطيين، ما يعني إنشاء تحالف بين الحزبين بشكل فعال، والذي سيكون بمثابة لعنة بالنسبة للكثيرين.

ونقلت الصحيفة عن النائب جيم بانكس (الجمهوري عن ولاية إنديانا)، الذي يترشح لمجلس الشيوخ العام المقبل، قوله: “نحن لا نستحق الأغلبية”.

هذا وقضى جوردان عدة أيام معارضًا لخيار ماكهنري للأسباب نفسها التي جعلت حلفاءه المحافظين يكرهونه، وستكون أمامه بضعة أشهر لمحاولة إصلاح الانقسامات العميقة التي سببها ترشحه.

وبعد الخسارة أمام سكاليز، يوم الأربعاء الماضي، حرم أقرب أصدقاء جوردان رئيس البرلمان الجديد من الدعم الذي يحتاجه في (تصويت عام) يتطلب دعم 217 نائبا من أصل 221 جمهوريًا.

وبعد انسحاب سكاليز، قفز جوردان إلى السباق وفاز بالترشيح، يوم الجمعة الماضي. وأثار هذا غضب مؤيدي سكاليس، الذين تعهدوا بعدم السماح لجوردان بالفوز بمطرقة رئيس البرلمان من خلال ما اعتبروه خيانة سياسية.

وأفادت الصحيفة بأنه وبعد تصويتهم العلني ضد جوردان، يومي الثلاثاء والأربعاء، أشار بعض النواب إلى أنهم تلقوا تهديدات من نشطاء يمينيين متطرفين يطالبونهم بالتصويت لجوردان لمنصب رئيس البرلمان، وصلت حد التهديد بالقتل، ما دفع هؤلاء المعارضين إلى الإصرار أكثر ضد ترشيحه.

وأشارت الصحيفة إلى وجود رئيسة رابعة في الكونجرس تتمثل بالنائبة نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا)، والتي استقالت من منصبها  في يناير بعد أن استحوذ الجمهوريون على الأغلبية.

ومنحت بيلوسي نفسها لقب "الرئيسة  الفخرية" لمجلس النواب، وكان لها ذات يوم مكتب في الكابيتول، إلى أن أمرها ماكهنري بالخروج بعد أن أصبح رئيسا مؤقتا للمجلس، عندما رفض الديمقراطيون اتخاذ خطوة غير مسبوقة لإنقاذ مكارثي.

وكانت بيلوسي قد صرحت لقناة سي إن إن الأمريكية، يوم الخميس، بقولها: "يتعين علينا أن ننتخب أي رئيس للمجلس، ومن ثم يتمتع بالقوة اللازمة لمنصب الرئيس".

وقالت الصحيفة إن بعض الجمهوريين أدركوا، أواخر الأسبوع الماضي، عندما فشل سكاليز في توحيد الصفوف، وتسبب ترشيح جوردان في مزيد من الانقسام بينهم، أنه لا يمكن لأحد أن يفوز بالأغلبية البسيطة المطلوبة في قاعة مجلس النواب ليصبح رئيسًا للمجلس. وقالوا إن الحل الوحيد هو التوصل إلى اتفاق ما مع الديمقراطيين.

المصدر: صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com