آلاف الأرمن سارعوا إلى النزوح من ناغورنو قرة باغ
آلاف الأرمن سارعوا إلى النزوح من ناغورنو قرة باغرويترز

نزوح ومخاوف من تطهير عرقي.. تحولات جوهرية في قرة باغ

أثارت التحولات الأخيرة على الأرض في إقليم ناغورنو قرة باغ أسئلة حول مستقبل الإقليم، والتحولات في العلاقة بين روسيا وأرمينيا، إضافة إلى مخاوف الأرمن من "التطهير العرقي".

صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أشارت في تقرير لها إلى أن أرمينيا اعتمدت لسنوات عديدة على علاقاتها الوثيقة مع روسيا لتكون بمثابة منطقة عازلة ضد أذربيجان ولضمان الاستقلال الفعلي للأرمن في ناغورنو قرة باغ.

وفي إشارة إلى التحول في الموقف الروسي ذكر التقرير أن قوات حفظ السلام الروسية "وقفت جانبًا"، في وقت سابق من هذا العام، عندما قامت أذربيجان بقطع الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى ناغورنو قرة باغ، كما لم تفعل الكثير لإحباط العملية العسكرية الساحقة التي جرت الأسبوع الماضي.

التصعيد الأذربيجاني الأخير يمثل أكبر تصعيد في الصراع منذ حرب قصيرة عام 2020
تقرير واشنطن بوست

وأضافت الصحيفة أن رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، الذي صعد إلى السلطة في أرمينيا عام 2018 بعد ثورة شعبية، حاول وقف المزيد من العدوان الأذربيجاني من خلال التقرب من واشنطن، ورفض تأييد الغزو الروسي لأوكرانيا، علاوة على سعيه إلى التطبيع مع تركيا.

التقرير اعتبر أن تأثير هذه المحاولات لا يزال ضئيلًا حتى الآن بفعل قوة أذربيجان الغنية بالنفط، والتي تتمتع بعلاقات وثيقة في مجالي الطاقة والأمن مع الغرب. كما أنها تحظى بموافقة الكرملين، على الأقل، طالما بقي باشينيان في السلطة.

وتابعت الصحيفة بأن التصعيد الأذربيجاني، الأسبوع الماضي، يمثل أكبر تصعيد في الصراع منذ حرب قصيرة في عام 2020 شهدت استعادة الجيش الأذربيجاني المتفوق مساحات كبيرة من الأراضي، التي استولت عليها القوات الأرمينية في جولات سابقة من القتال في التسعينيات.

القوات الروسية تجنبت التدخل تجاه تصعيد أذربيجان
القوات الروسية تجنبت التدخل تجاه تصعيد أذربيجانرويترز

والآن، قد تتمكن "الحكومة الاستبدادية" في باكو، وفقا لوصف التقرير، للمرة الأولى منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، من بسط سيطرتها الكاملة على الجيب ذي الأغلبية الأرمنية.

كما أثار هذا الواقع المتغير نزوحًا جماعيًا، وعجل بتدفق أعداد هائلة من اللاجئين الفارين من الجيب ومستقبل محتمل للحكم الأذربيجاني.

وأشار التقرير إلى أن باكو تصر على أن حوالي 120 ألفا من الأرمن في المنطقة مرحب بهم للبقاء كمواطنين في دولة أذربيجانية تعددية ومتكاملة.

وبدورها، قامت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بالضغط على باكو لتهدئة المخاوف المتزايدة بشأن هذا "التطهير العرقي"، كما شجبت أعمال العنف الأخيرة، لكنها لم تتضمن سوى القليل من الإدانة الصريحة لتصرفات أذربيجان، وفقا للتقرير.

أخبار ذات صلة
روسيا تنتقد وصف أرمينيا لقواتها في قرة باغ بـ"الشاهد الصامت"

وأردفت الصحيفة أن طموحات باكو تمتد إلى ما هو أبعد من الجيب العرقي الأرمني؛ ما يوجب ألا تقف في "ضرورات"، مثل كون أذربيجان حليفا للغرب ضد إيران، وتوفيرها الطاقة لأوروبا وإنفاقها ملايين الدولارات على الأسلحة الإسرائيلية المتطورة، في طريق مسؤولية العالم عن وقف ما يحدث أمام عينيه: الإبادة الجماعية للأرمن في عام 2023، بحسب التقرير.

المصدر: صحيفة واشنطن بوست الأمريكية

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com