رئيسة حزب التجمع الوطني، مارين لوبان
رئيسة حزب التجمع الوطني، مارين لوبانأ ف ب

قانون الهجرة الجديد قبلة الموت لمارين لوبان

في تحول مفاجئ للأحداث أمس الثلاثاء، أعلنت رئيسة حزب التجمع الوطني، مارين لوبان، أن أعضاء التجمع سيدعمون في النهاية مشروع قانون الهجرة الذي اقترحته الحكومة الفرنسية.

وقالت صحيفة "لوموند" إن هذه الخطوة غير المتوقعة تركت أنصار الرئيس إيمانويل ماكرون في حرج شديد، حيث أشار الحزب اليميني المتطرف في البداية إلى نيته التصويت ضد مشروع القانون.

ودافعت لوبان عن هذا التراجع، واصفة إياه بأنه "انتصار أيديولوجي"، وفق الصحيفة.

وأكدت أن إدراج شكل من أشكال "التفضيل الوطني" في القانون الفرنسي يؤكد صحة أحد مطالبهم الأكثر رمزية.

وأوضحت الصحيفة أن حزب الجبهة الوطنية يرى أن إدراج الحكومة "للتفضيل الوطني" في مشروع القانون هو بمثابة اعتراف بالاختلاف في الحقوق بين المواطنين الفرنسيين والأجانب المقيمين بشكل قانوني، مبينة أن مثل هذه الفروق موجودة بالفعل فيما يتعلق بالحصول على بعض المهن والمزايا الاجتماعية.

كما يرى حزب الجبهة الوطنية أن هذا المبدأ يمتد، في انتظار رأي المجلس الدستوري، إلى مزايا أخرى غير قائمة على الاشتراكات، وفق "لوموند".

وقالت الصحيفة إن لوبان شددت على أن هذا الاعتراف بالمبدأ يبرر دفاعهم عن الأولوية الوطنية.

وتتوافق هذه الخطوة أيضًا مع أيديولوجية جان إيف لو جالو، وهو منظّر الهوية الذي رحب بالقبول المتأخر لـ"التفضيل الوطني"، مشيرًا إلى أن المفاهيم التي كانت تعد في السابق غير قابلة للمس، يتم الآن إعادة النظر فيها في ضوء الحقائق المتغيرة، بحسب الصحيفة.

أعضاء البرلمان يحملون لافتات في يوم التصويت على مشروع قانون الهجرة
أعضاء البرلمان يحملون لافتات في يوم التصويت على مشروع قانون الهجرةرويترز

ولفتت إلى أن الجانب الآخر المهم لمشروع القانون هو تأثيره على الحصول على الجنسية الفرنسية على أساس حق الأرض "حق المواطنة بالولادة"، إذ يقدّم التشريع المقترح تحولًا محتملًا بعيدًا عن المواطنة التلقائية في سن الرشد، وهو ما يذكر بـ"قانون باسكوا" لعام 1993، الذي كررته حكومة ليونيل جوسبان بعد خمس سنوات.

ومع ذلك، فإن اقتراح الحكومة لا يرقى إلى مستوى برنامج حزب الجبهة الوطنية الأكثر شمولًا، والذي يتضمن إلغاء قانون الأرض، وتنفيذ التفضيل الوطني في التوظيف والإسكان، والقضاء تقريبًا على لم شمل الأسرة، بحسب تقرير الصحيفة.

وقالت إن نجاح حزب الجبهة الوطنية في المطالبة بـ "النصر الأيديولوجي" جاء مصحوبًا بمجموعة من التحديات الخاصة به، فرغم التفاخر بهذا النصر على شاشة التلفزيون، وجد الحزب نفسه يتقاسم الفضل مع حزب الجمهوريين (LR)، وهو شريك ضروري للحكومة بسبب نفوذه في كلا المجلسين؛ ما أثار معضلة المطالبة بالسلطة أثناء التصويت ضد مشروع القانون، كما فعل ثلاثة ممثلين عن حزب الجبهة الوطنية في مجلس الشيوخ.

وكانت الديناميكيات الداخلية لحزب الجبهة الوطنية واضحة عندما مالت مارين لوبان في البداية نحو الامتناع عن التصويت خلال اجتماع صباحي مع أعضاء البرلمان، وفق الصحيفة.

أخبار ذات صلة
منظمات حقوقية: قانون الهجرة الجديد "الأشد قسوة في تاريخ فرنسا"

وبحسب "لوموند"، فإن التعديل الطفيف للمادة 4 مكرر، والذي يتناول تنظيم العمال غير النظاميين في المهن ذات الطلب المرتفع، قدم لها ذريعة للتراجع، إذ أصبح هذا التغيير الأساس لدعم حزب RN لمشروع القانون.

فيما انتقد، وزير الداخلية جيرالد دارمانين، انتهازية لوبان، مسلطًا الضوء على عدم اتساق موقف حزب الجبهة الوطنية، إذ أشار إلى أن أعضاء مجلس الشيوخ من حزب التجمع الوطني قد صوتوا سابقًا ضد نسخة أكثر اعتدالًا في مجلس الشيوخ، لكنهم دعموها لاحقًا، وفق الصحيفة.

وقالت إن الوزير دارمانين سخر من تأييد لوبان لمشروع قانون يسهل تنظيم العمال غير المسجلين، وهي خطوة تتناقض مع تصريحاتها السابقة ضد مثل هذه الإجراءات.

وختمت الصحيفة بالقول إن المناورات السياسية المحيطة بمشروع قانون الهجرة تسلط الضوء على التعقيدات والتناقضات داخل إستراتيجية حزب الجبهة الوطنية؛ ما يترك المؤيدين والمعارضين في حيرة من أمرهم.

المصدر: صحيفة "لوموند" الفرنسية

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com