شعار إيكواس
شعار إيكواسرويترز

نذر انهيار "إيكواس" تربك حسابات فرنسا في الساحل الأفريقي

بعد تصاعد نذر انهيار المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) إثر انسحاب كلّ من مالي والنيجر وبوركينافاسو منها، تتخوف الدوائر السياسية الفرنسية من أن يؤدي ذلك إلى تفكك مجموعات أخرى كانت ترعى مصالح باريس والمصالح الغربية في الساحل الأفريقي.

وقال مصدران سياسيان من تشاد لـ"إرم نيوز" إن "تشاد تفكر وتدرس خطوات للانسحاب من إيكواس وهي فكرة أيضًا تدرسها توغو".

وأضاف المصدران "أيضًا قد يكون هناك انسحاب للخماسي تشاد والنيجر ومالي وبوركينافاسو وتوغو من المنظمة الفرنكفونية التي تعتبر ذراعًا لفرنسا لترسيخ حضورها الناعم والثقافي في الساحل الأفريقي".

لكنَّ المصدرين استبعدا أن يكون ذلك على حساب العلاقات مع فرنسا مضيفَيْن أن "الإشكال يتمثل بأن هناك علاقات غير متوازنة مع باريس وما يحدث هو محاولة لإعادة التوازن لهذه العلاقات عبر تنويع الشركاء".

ويثير ذلك تساؤلات حول ما إذا سيكون هناك انهيار للمنظمات التي تدعمها فرنسا بعد سقوط الأنظمة الموالية لها والتي كان آخرها نظام الرئيس محمد بازوم في النيجر.

خطوات كانت مرتقبة

وقال المحلل السياسي التشادي لبيبة غوندو إن: "هذه الخطوات كانت مرتقبة لأن إيكواس بتهديداتها أصبحت تمثل، في نظر شعوب الساحل الأفريقي، جزءًا لا يتجزأ من فرنسا وقوتها".

وأضاف غوندو لـ "إرم نيوز": "أما بقية المنظمات وهناك الكثير منها الذي ينشط لتعزيز التعاون في المجال التعليمي والبحث العلمي وحتى الاقتصادي والاستثماري، فإنها قد تنهار لأن السياسة الفرنسية ككل اليوم بصدد الاندثار".

ورأى غوندو أن "الحل يتمثل بأن تبحث فرنسا عن إستراتيجية جديدة تواكب التطورات التي حصلت، لأنه من غير المعقول الإبقاء على السياسة الفرنسية ذاتها التي أثبتت فشلها بمرور الوقت".

وتوجد العشرات من المنظمات سواء الغربية والفرنسية أو الوطنية العاملة في الساحل الأفريقي التي بات مستقبلها مهددًا رغم أن نشاطها يتعدى المجالات العسكرية ليشمل البحث العلمي والتعليم والثقافة والتنمية.

ومن بين تلك المنظمات الجمعية الدولية للتعاون مع دول الساحل الأفريقي وهي منظمة مدعومة من باريس، والمعهد الإقليمي للبحث في التنمية بالساحل الأفريقي والوكالة الفرنسية للتنمية بالساحل ومنظمة الفرنكفونية وغيرها.

وتعمل هذه المنظمات منذ عقود في المنطقة حيث كانت تسعى لترسيخ حضور ناعم لفرنسا والغرب إلى جانب حضورها العسكري.

أخبار ذات صلة
بعد الانسحاب من "إيكواس".. ما الهدف التالي للنيجر ومالي وبوركينافاسو؟

الانسحاب الفرنسي

أما المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة الجزائرية سمير محرز فقال إن: "الانعكاسات لما حدث في دول الساحل الأفريقي بعد الانسحاب الفرنسي ستكون خطيرة جدًّا على المنظمات المدعومة من باريس والغرب".

وأضاف محرز لـ "إرم نيوز": "ما يحدث هو أن الدول التي شهدت انقلابات ترى أن هذه المنظمات أصبحت ترافع على المصالح الغربية كما حدث تمامًا مع مجموعة إيكواس".

وبين أن "هناك من ينظر إلى أن هذه المنظمات أصبحت تحت تأثير قوى أجنبية خاصة في ظل الضغوطات الاقتصادية التي تفرضها العديد من المنظمات بما فيها إيكواس على مالي وبوركينافاسو والنيجر".

وشدد محرز على أن "هذه ضربة أخرى موجعة لباريس في القارة السمراء وتراجع قوتها في ظل تزايد قوى إقليمية وصاعدة أخرى في القارة، وبالتالي يمكن القول بأن الإيكواس قربت نهايته ولم يعد الإيكواس الذي نشأ من أجل الدفاع عن قضايا دول غرب أفريقيا اقتصاديا وتنمويا وسياسيا، والأمر ذاته سيتكرر مع منظمات وجمعيات أخرى".

واستدرك: "لكن فرنسا ستراهن في السنوات المقبلة على تمكين قوتها السياسية والأمنية والعسكرية وتدعيم مصالحها الاقتصادية في القارة ولن تسمح بمنح مكانتها السياسية لقوى إقليمية صاعدة".

أخبار ذات صلة
مصير غامض لـ "إيكواس" بعد انسحاب 3 دول

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com