مقاتلون من الحركة الوطنية لتحرير أزواد
مقاتلون من الحركة الوطنية لتحرير أزوادأ ف ب

مالي.. هجوم مسلح يعمق الانقسامات بين حركات الأزواد

كشف الهجوم المسلح والعنيف الذي نفذه مقاتلون من كتيبة ماسينا ضد قافلة للحركات الأزوادية في مالي قبل أيام عن الديناميكيات الجديدة في العمل بين تحالف الجماعات المسلحة.

ويستعرض تقرير لموقع "موند أفريك" الفرنسي أبعاد الهجوم الذي وقع في غابة واغادو، غير البعيدة عن نارا غربي مالي، بينما كانت قافلة للحركات الازوادية تستعد لإقامة تظاهرة عسكرية احتفالا بذكرى 6 أبريل 2012، وهو التاريخ الذي أعلنت فيه حركة التحرير الوطني لأزواد استقلال الإقليم في شمال البلاد.

وقاد هذه القافلة زعيما الطوارق بلال أغ الشريف وفهد المحمود، والذين تعرضا للهجوم أثناء توجههم جنوبا من قبل عدد كبير من المتشددين الذين حشدوا موارد كبيرة، منها 6 مركبات انتحارية.

وأسفر الهجوم عن خسائر فادحة بين الجانبين، حيث راح ضحيته 18 من المتمرين، بينما قتل 30 من المتشددين، بالإضافة إلى الجرحى والمفقودين.

وكان الزعيم الطوارقي لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة، إياد آغ غالي، قد كتب عدة رسائل سابقة لنائبه أمادو كوفا قائد كتيبة ماسينا، تشير إلى منع شن عمليات عسكرية في وسط وجنوب البلاد، وهي المناطق التي يعتقد تنظيم القاعدة أن له سلطة عليها.

وبعض المجموعات أطاعت هذه الأوامر ولم تشارك في المعركة، منها بشكل خاص المجلس الأعلى لوحدة أزواد بقيادة محمد آغ إنت الله، وحركتين عربيتين للأزواد، حيث إن هذه المجموعات الثلاث هي الأقرب تاريخياً واجتماعياً إلى إياد آغ غالي.

وتشكل المجلس الأعلى لوحدة أزواد نتيجة انشقاق عن جماعة أنصار الدين، وهي أول حركة مسلحة أنشأها إياد أغ غالي في عام 2012 للإطاحة بالانفصاليين الذين كانوا يستعدون لخوض الحرب ضد باماكو.

ويؤكد تقرير "موند أفريك" عودة الفاعلين إلى مواقعهم التي كانوا عليها في عام 2012، حيث لوحظت نفس المنافسات، على الرغم من التآزر الواضح الذي حاول منع اجتياح الجيش المالي جميع المناطق الشمالية في الربع الأول من ذلك العام.

وأعلنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد في 2012 استقلالها، قبل أن يتم صدها من قبل المتشددين المنتمين إلى تنظيم القاعدة على الحدود الجزائرية، حتى دخلت فرنسا الحرب في يناير/كانون الثاني 2013.

وبالعودة إلى عملية سيرفال، رافق الانفصاليون الجيش الفرنسي في الجبال لتعقب المقاتلين المتشددين، لكن وبعد الانتصار عليهم انفصل بعض إخوة إياد أغ غالي في السلاح، وأنشأوا المجلس الأعلى لوحدة أزواد وانضموا إلى انفصاليي الحركة الوطنية لتحرير أزواد.

أخبار ذات صلة
أزواد مالي يوسعون التحالفات لوقف زحف الجيش نحو مواقعهم

ومنذ عام 2014، أدار هذا التحالف منطقة كيدال، وفي عام 2021، بعد معارك عديدة بين الفصائل المتنافسة، انضمت إلى التحالف عدة مجموعات مجتمعية للدفاع عن النفس، بينما تعثر اتفاق السلام الموقع في عام 2015، وأصبح فيما بعد يسمى بالإطار الاستراتيجي الدائم الذي تم إنشاؤه بدعم من إيطاليا وسعى لتشكيل جبهة واحدة ضد السلطات المالية.

ومع استعادة الجيش المالي لكيدال في نوفمبر 2023، تفككت هذه الجبهة تدريجياً، لكن على أبواب البلدة الشمالية الصغيرة كان إياد أغ غالي قد خذل بالفعل مقاتلي الاستقلال الذين يقاتلون الجيش المالي وطائراته بدون طيار ومقاتلي فاغنر الروس.

وفي محاولة يائسة لاستعادة زمام المبادرة، قرر المتمردون بسرعة نقل الحرب إلى جنوب مالي، لزعزعة استقرار المجلس العسكري الحاكم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com