مقاتلون من الطوارق
مقاتلون من الطوارق(أ ف ب)

أزواد مالي يوسعون التحالفات لوقف زحف الجيش نحو مواقعهم

تسعى تنسيقية الأزواد في مالي، إلى إبرام تحالفات جديدة بهدف وقف زحف الجيش المالي على معاقلها، وذلك بعد أشهر من سقوط مدينة كيدال بقبضته، بدعم من قوات مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية.

وقال ممثل التنسيقية سيد بن بيلا الفردي، إن "الحركة بصدد التواصل والتعاون والتنسيق مع المعارضة المالية بشقيها السياسي والمدني والعسكري من أجل إسقاط الانقلاب في البلاد".

وأضاف الفردي في تصريحات نقلتها عنه وسائل إعلامية، أن "نظام مالي قد يسعى إلى جانب حلفائه إلى تدمير مدن بأكملها؛ لذلك سنتريث في محاولة استعادة السيطرة على المدن التي فقدناها".

وتنسيقية أزواد مالي منبثقة عن "ثورة" قادها الطوارق في العام 2012، وهو حراك انتهى بإعلان استقلال دولة "أزواد"، وهو إعلان لم يحظَ باعتراف لا إقليمي ولا دولي.

واستمرت أزمة أزواد إلى حدود العام 2015 حيث تم توقيع اتفاق السلم والمصالحة في الجزائر بين حركات الطوارق والحكومة المالية، وهو اتفاق أتاح للحركات بعضا من الصلاحيات في إدارة الإقليم، مع الاحتفاظ به ضمن التراب المالي.

ومن بين أبرز المدن التي لا تزال تسيطر عليها تنسيقية أزواد، تساليت وأجلهوك ومنكا شمال شرقي مالي، وهي مدن قد يهاجمها الجيش في أي وقت خاصة بعد نصره الاستراتيجي في كيدال.

أخبار ذات صلة
"جون أفريك": "فاغنر" تخطط للسيطرة على أكبر منجم للذهب في مالي

وعلق الخبير العسكري المالي عمر ديالو بالقول، إن "عمل حركات الطوارق على استقطاب المعارضة العسكرية والسياسية من أجل محاربة المجلس العسكري في باماكو أمر متوقع خاصة بعد خسارة مواقع حساسة مثل كيدال، لكن السؤال الذي يطرح هو حول قدرة أي تكتل عسكري الآن على مجابهة الجيش المالي الذي يزداد قوة بفضل دعم روسيا المعلن".

وأوضح ديالو لـ "إرم نيوز"، أن "حظوظ تنسيقية أزواد مالي في وقف زحف الجيش تبقى ضئيلة؛ لأن له قدرات عسكرية متطورة الآن بما في ذلك الطائرات المسيرة القادرة على ضرب أهداف محددة وبدقة كبيرة دون تكبد خسائر بشرية أو مادية كبيرة".

وشدد على أن "الإعلان الأخير للتنسيقية في المقابل، ينذر بمزيد من التوتر في مالي، ولا سيما أن الجيش سيسعى إلى الرد عليه بطريقته الخاصة أي من خلال المزيد من التقدم الميداني، ولا سيما في الشمال".

أما المحلل السياسي قاسم كايتا، فعبر عن اعتقاده بأن "هذا الإعلان هو دعاية سياسية لا أكثر ولا أقل؛ لأن الأزواد والمعارضة لم تظهرا قدرات على وقف تقدم الجيش خاصة منذ انسحاب فرنسا قبل حوالي سنتين ودخول روسيا كحليف قوي للجيش الوطني المالي".

وقال كايتا لـ "إرم نيوز"، إن "الحل الوحيد المتبقي أمام تنسيقية الأزواد هو الانخراط في حوار وطني بناء خاصة في ظل إنهاء العمل باتفاق السلم والمصالحة المبرم في الجزائر، وتوتر العلاقات بين باماكو والجزائر، وهو توتر سيضر حتما بالطوارق وبشكل أعم بالأزواد".

واستنتج أن "مالي تتجه إلى السلم منذ تسلم العقيد أسيمي غويتا الحكم في البلاد، حيث حفز الجيش بشكل كبير على استعادة السيطرة على مناطق محددة، وكانت أهداف الجيش مرسومة بعناية كبيرة ولم يترك ثغرات تذكر أمام حركات التمرد والانفصال".

واعتبر كايتا، أن "الحل الوحيد هو الحفاظ على وحدة البلاد والدفع نحو حوار وطني شامل لا يستثني أحدا، رغم علمنا المسبق بأن تنسيقية الأزواد لن تقبل بهكذا حوار".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com