الاستقالات تهدد إدارة بايدن.. وتظاهرات "غير مسبوقة" ضد حكومة نتنياهو

الاستقالات تهدد إدارة بايدن.. وتظاهرات "غير مسبوقة" ضد حكومة نتنياهو

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة الأحد، تقارير تفيد بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، سيواجه العديد من التحديات الداخلية على مدار العام الجاري، بما في ذلك انخفاض التأييد الشعبي لأدائه الوظيفي، وتحذيرات من موجة استقالات واسعة النطاق ستضرب الإدارة.

وتطرقت الصحف للحرب الروسية الأوكرانية، حيث تحدثت عن "تفاؤل" أوكراني بالحصول على دبابات ألمانية الصنع، على الرغم من رفض برلين. كما سلطت الصحف الضوء على المشهد الإسرائيلي في خضم تظاهرات حاشدة غير مسبوقة شهدتها الشوارع احتجاجاً على سياسات الحكومة اليمينية المتطرفة الجديدة.

تحديات داخلية تهدد إدارة بايدن

قالت تقارير أمريكية إن كثرة الأزمات التي يواجهها الرئيس، جو بايدن، في الوقت الحالي، بما في ذلك أزمة الديون وقضية الوثائق السرية، قد تتسبب في موجة استقالات رفيعة المستوى تهدد استقرار الإدارة وفترة الرئيس الديموقراطي المقبلة.

واعتبرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أن التقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" بشأن اعتزام كبير موظفي البيت الأبيض، رون كلاين، الاستقالة من منصبه، هو الأحدث في ظل التقلبات السياسية التي تضرب إدارة بايدن بشكل شبه يومي، وكان آخرها الإعلان عن كشف جديد لست وثائق سرية بمنزل الرئيس بولاية ديلاوير.

وقالت الصحيفة إنه في حال أقدم كلاين على الاستقالة، سيتسبب ذلك في إرباك خطط البيت الأبيض وتماسكه، نظراً لأن الاستقالة تأتي من مسؤول رفيع المستوى، محذرة من أن القرار قد تتبعه موجة أخرى من الاستقالات على المستوى الأدنى.

في حال أقدم كلاين على الاستقالة، سيتسبب ذلك في إرباك خطط البيت الأبيض وتماسكه، نظراً لأن الاستقالة تأتي من مسؤول رفيع المستوى.
صحيفة "بوليتيكو"

وأضافت أن كلاين (61 عاماً)، الذي قاد العامين الماضيين بما فيهما من الانتصارات والنكسات، سيصبح أول عضو في "الدائرة المقربة من بايدن" يغادر البيت الأبيض، ما يهدد إدارة كانت مستقرة بشكل ملحوظ خلال عامين من الأزمات والمعارك السياسية.

ولم تذكر "نيويورك تايمز" ما إذا كان قد تم بالفعل اختيار خليفة كلاين أو متى سيتم الإعلان عن القرار، لكنها نقلت عن مسؤولين بارزين في الإدارة أن الإعلان عن المسؤول الجديد سيأتي عقب خطاب حالة الاتحاد المقرر أن يلقيه بايدن في 7 فبراير المقبل للكشف عن جدول أعماله المقبل.

وأوضحت الصحيفة أن كلاين ترأس سلسلة من المشكلات التي استنزفت الدعم الشعبي لبايدن، بما في ذلك أزمة البطالة، والتضخم الذي وصل إلى أعلى معدل له في 40 عامًا، وارتفاع أسعار الغاز إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، وتوقف النمو الاقتصادي لبعض الوقت، وارتفاع عدد الهجرة غير الشرعية عند الحدود الجنوبية الغربية إلى مستويات قياسية.

وفي موجة أخرى من الاستقالات، قالت الصحيفة الأمريكية إنه من المتوقع أن يغادر مسؤولون آخرون البيت الأبيض بعد خطاب حالة الاتحاد، بما في ذلك برايان ديس، المستشار الاقتصادي الوطني للرئيس، وسيسيليا روس، رئيسة مجلس المستشارين الاقتصاديين.

في سياق متصل، ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن بايدن يدخل العام الجديد بمعدلات تأييد منخفضة قريبة من أدنى المستويات التي شوهدت في رئاسته، وذلك على الرغم من نجاح الحزب الديموقراطي في انتخابات التجديد النصفي والحفاظ على أغلبية مجلس الشيوخ.

بايدن يدخل العام الجديد بمعدلات تأييد منخفضة قريبة من أدنى المستويات التي شوهدت في رئاسته، وذلك على الرغم من نجاح الحزب الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي والحفاظ على أغلبية مجلس الشيوخ.
صحيفة "ذا هيل"

وقالت إن استطلاعاً حديثاً للرأي خلص إلى أن 40% من الأمريكيين فقط يوافقون على أداء بايدن الوظيفي، مما أثار مخاوف الديمقراطيين بشأن إعلان متوقع لبايدن بشأن خوضه السباق الرئاسي في 2024.

ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين الاستراتيجيين للحزب الديموقراطي قوله: "لا أعرف ما إذا كان أي شخص لديه نسبة تأييد 40% فقط قد يفكر حتى في محاولة إعادة انتخابه.. أنت، على الأقل، تريد أن تكون أعلى بخمس أو ست نقاط".

وأرجعت تراجع التأييد لسلسلة من الأزمات التي ضربت الإدارة خلال الأيام القليلة الماضية، بما في ذلك أزمة التخلف عن سداد الديون التي قد تتسبب في أزمة عالمية، وقضية الوثائق السرية.

وأضافت أن تجاهل مساعدي بايدن للمخاوف السياسية بشأن قضية الوثائق قد زادت من الغضب الشعبي، مما كان له الأثر على نتائج الاستطلاعات.

"تفاؤل" أوكراني.. وتحذيرات من "ربيع روسي"

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه بالرغم من تصاعد الإحباط من ألمانيا جراء رفضها حتى الآن تزويد كييف بدبابات "ليوبارد 2"، فقد أعرب مسؤولون عسكريون أوكرانيون عن "تفاؤلهم" بشأن الحصول عليها في نهاية المطاف.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بارزين قولهم إن جنوداً أوكرانيين سيبدأون التدريب على "ليوبارد"، مشيرين إلى أنهم يعتقدون أنها "ستكون مسألة وقت فقط" قبل وصول الدبابات الألمانية الصنع إلى بلادهم، وذلك على الرغم من تواصل الضغط على ألمانيا، أمس السبت.

وأشارت إلى أن الضغوطات جاءت من عدة جهات، حيث ناشد وزراء خارجية إستونيا ولاتفيا وليتوانيا ألمانيا منح الدبابات لأوكرانيا. وفي بيان مشترك على "تويتر"، أضاف الوزراء: "هذا ضروري لوقف العدوان الروسي ومساعدة أوكرانيا واستعادة السلام في أوروبا بسرعة. ألمانيا كقوة أوروبية رائدة تتحمل مسؤولية خاصة في هذا الصدد".

وقالت الصحيفة إن بعض الضغوطات كانت "أكثر قسوة"، حيث قال ميخايلو بودولاك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن "التردد يقتل المزيد من شعبنا. ستساعد ألمانيا أوكرانيا بالأسلحة اللازمة على أي حال وستدرك أنه لا يوجد خيار آخر لإنهاء الحرب. كل يوم تأخير هو موت للأوكرانيين".

ونقلت عن وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، قوله إنه "متفائل بأن ألمانيا ستقرر السماح بنقل ليوبارد بأسرع وقت"، زاعماً أن قواته ستبدأ التدريب على الدبابات في بولندا في غضون ذلك. وأضاف: "كخطوة أولية، يمكن للدول التي لديها بالفعل دبابات ليوبارد أن تبدأ مهمات تدريبية لأطقم دباباتنا".

وكان العديد من مسؤولي الدفاع الغربيين الذين اجتمعوا في ألمانيا، يوم الجمعة، يأملون في التوصل إلى اتفاق بشأن إرسال الدبابات الألمانية الصنع إلى أوكرانيا، والتي تعتبرها كييف حاسمة في جهودها الحربية، لكن الاجتماع انتهى دون موافقة ألمانيا.

من الصعب إجراء عمليات ناجحة خلال الشتاء، والأشهر المقبلة ستكون نقطة حاسمة في الحرب التي أوشكت على عامها الأول.
الجنرال الأمريكي السابق، مارك هيرتلنغ
أخبار ذات صلة
إسرائيل.. دعوات للتظاهر بكثافة ضد حكومة نتنياهو بعد إبطال تعيين درعي

يأتي ذلك في وقت حذر فيه الجنرال الأمريكي السابق، مارك هيرتلنغ، من أن الحرب الروسية الأوكرانية قد تشتعل في الربيع المقبل، قائلاً "إنه من الصعب إجراء عمليات ناجحة خلال الشتاء"، مشيراً إلى أن الأشهر المقبلة ستكون نقطة حاسمة في الحرب التي أوشكت على عامها الأول.

وصرح هيرتلنغ بأن الكرملين يخطط لعمل عسكري كبير خلال الربيع، زاعماً أن القيادة الروسية تعتزم إجراء حملة تعبئة جديدة للجيش، "رغم أن الجهود السابقة في سبتمبر فشلت حتى الآن في جميع المجالات". وأوضح أن الشتاء يؤدي إلى إبطاء العمليات العسكرية.

وأضاف هيرتلنغ أن الأمور ستتحسن قليلاً بالنسبة لأوكرانيا خلال الفترة المقبلة تزامناً مع الأسلحة الغربية الجديدة، مما يمنحها دفعة قوية لمواصلة عمليتها الهجومية. وتابع أنه إذا حاولت أوكرانيا استعادة الأراضي، "فعليها القيام بعمليات مشتركة في الجنوب الشرقي ومواصلة مواجهة أي تقدم روسي في منطقة دونباس".

"ديكتاتورية المجرمين".. تظاهرات حاشدة ضد نتنياهو

ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن عشرات الآلاف الذين خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً على سياسات الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، قد تظاهروا ضد ما وصفته بـ"ديكتاتورية المجرمين" التي تهدد الديمقراطية في البلاد.

وقالت إن أكثر من 130 ألف شخص احتشدوا في معظم شوارع البلاد احتجاجاً على خطط الحكومة لإضعاف نظام المحاكم في إسرائيل، في مشهد يأتي بعد أسبوع من تظاهرات مشابهة، السبت الماضي، شارك فيها نحو 80 ألف شخص.

وأوضحت أن رئيس الوزراء السابق زعيم المعارضة، يائير لابيد، قاد الاحتجاجات في العاصمة، تل أبيب، ونقلت عنه قوله: "هذا احتجاج يهدف إلى الدفاع عن البلاد. جاء الناس الذين يحبون البلاد اليوم للدفاع عن ديمقراطيتها ومحاكمها، للدفاع عن فكرة الحياة المشتركة والصالح العام.. لن نستسلم حتى نفوز".

وفي مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية (كان)، قال وزير الدفاع السابق، بيني غانتس، الذي شارك في الاحتجاجات أيضاً: "لسنا مستعدين للمساومة على الديمقراطية الإسرائيلية في أعمق معانيها. حقيقة أننا مستعدون للتوصل إلى اتفاقات لا تعني أننا مستعدون للتنازل".

لسنا مستعدين للمساومة على الديمقراطية الإسرائيلية في أعمق معانيها. حقيقة أننا مستعدون للتوصل إلى اتفاقات لا تعني أننا مستعدون للتنازل.
وزير الدفاع السابق، بيني غانتس

ووفقاً لـ"هآرتس"، صرح موشيه يعلون، وهو وزير دفاع سابق، خلال مشاركته في الاحتجاجات بأن الدولة التي يعين فيها رئيس الوزراء جميع القضاة ويكون مسؤولاً عن ترقيتهم وفصلهم "تسمى ديكتاتورية". وأضاف: "عندما يكون رئيس الوزراء هذا أيضًا متهمًا بارتكاب جرائم خطيرة، فإن الدولة تسمى ديكتاتورية المجرمين".

وفي إشارة إلى خطة وزير العدل، ياريف ليفين، لإضعاف القضاء، قال يعلون للصحيفة العبرية: "هذا تشريع بعلم أسود يرفرف فوقه. إن التشريع الذي يحول إسرائيل إلى ديكتاتورية حيث يعين المتهم الجنائي القضاة هو تشريع غير قانوني بشكل واضح".

كما نقلت الصحيفة عن وزير العدل السابق، حليف نتنياهو، جدعون ساعر، قوله: "في محاربة الفساد لا يوجد يمين ولا يسار. السيد رئيس الوزراء، أنت لست فوق القانون. احترم حكم المحكمة العليا وقم بفصل درعي على الفور"، في إشارة إلى أرييه دعي، الذي أقرت المحكمة الأسبوع الماضي بعدم أهليته كوزير بسبب إدانته الجنائية الأخيرة.

بدورها، أشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية إلى أن تظاهرات أمس تعد الأكبر حتى الآن، حيث خرج المحتجون في تظاهرات حاشدة في تل أبيب، والقدس المحتلة، وحيفا، وبئر السبع، ومدن أخرى صغيرة.

في محاربة الفساد لا يوجد يمين ولا يسار. السيد رئيس الوزراء، أنت لست فوق القانون. احترم حكم المحكمة العليا وقم بفصل درعي على الفور.
جدعون ساعر

وقالت إن التظاهرات تأتي بعد أيام من تجاهل المسؤولين الحكوميين قرار المحكمة العليا بشأن درعي، ووعودهم بإصلاحات سريعة رداً على القرار، مشيرة إلى أن التحالف اليميني المتطرف يتدافع الآن لإيجاد طريقة لتجاوز القرار ومنح درعي دورًا آخر رفيع المستوى.

واعتبرت الصحيفة أن تفاقم غضب الشارع الإسرائيلي نابع من تجاهل نتنياهو الانتقادات الشعبية خلال ترؤسه للاجتماع الأسبوعي للحكومة الأسبوع الماضي، زاعماً أن الإصلاحات المخطط لها ستعزز الديموقراطية بدلاً من التعجيل بنهايتها، كما أكد أن الحكومة تنفذ إرادة الشعب.

وفي أزمة أخرى، حذرت الصحيفة من سحب الاستثمارات الأجنبية من البلاد جراء سياسات الحكومة.

ونقلت عن مصادر مطلعة في هذا الشأن قولها إن الاستثمار الأجنبي في الشركات الإسرائيلية - وهو عنصر أساسي لنجاح قطاع التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل - سيكون مهددًا إذا تآكلت ديمقراطية البلاد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com