حملات انتخابية في شوارع تايوان
حملات انتخابية في شوارع تايوانرويترز

تايوان.. شبح التدخلات الصينية يهيمن على الانتخابات الرئاسية

تسري مخاوف في تايوان، مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 13 يناير/كانون الثاني 2024، من تدخل الصين في العملية الديموقراطية؛ إذ رصدت السلطات في البلاد، بالونات صينية، وهي تمر فوق قاعدة جوية عسكرية كبيرة.

وذكر تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية، بأن مثل تلك التصرفات دفعت إلى الاعتقاد بأن الصين لا تراقب الانتخابات عن كثب فحسب وإنما تحاول التأثير عليها، حيث راقبت تلك البالونات تحركات مسؤولين سياسيين، أقاموا جولات للحصول على الأصوات.

يأتي ذلك، عقب أيام من خطاب الرئيس الصيني "شي جين بينج" بمناسبة العام الجديد، إذ أكد على حتمية "إعادة توحيد" تايوان مع الصين، سواء تم ذلك من خلال الحوار أو القوة العسكرية.

وتعتبر بكين، تايوان إقليما متمردا يجب دمجه مع أراضيها، على الرغم من وضع الجزيرة ككيان ديمقراطي يتمتع بحكم ذاتي، ويبلغ تعداد سكانه 24 مليون نسمة، ولم تكن يوما جزءا من الصين الشيوعية.

وبحسب تقرير الصحيفة البريطانية، فقد وظفت بكين تكتيكات مختلفة، بما في ذلك التهديدات العسكرية، والترهيب الخطابي، والضغوط الاقتصادية، وحملات التضليل، لإيصال رسالة فحواها أن تايوان تواجه الاختيار بين "الحرب والسلام، والرخاء والانحدار"، وهي محاولة للتأثير على الانتخابات.

وأشار التقرير إلى أن "الانتخابات التايوانية المقبلة تحمل وزنًا كبيرًا فيما يتعلق بالأمن الدولي، في ظل مقدرتها على تشكيل المشهد الجيوسياسي في منطقة تمثل مسرحا رئيسا لأي صدام مباشر محتمل بين القوتين العظميين، الولايات المتحدة والصين".  

ويواجه المرشح الأبرز والأوفر حظا في الانتخابات "لاي تشينغ تي"، وهو نائب الرئيسة التايوانية الحالية وداعم قوي لسيادة بلاده، ويعارض إعادة توحيدها مع الصين، تنديدات مستمرة من بكين، وتعتبره "انفصاليًّا" و"مثيرًا للمشاكل".

أخبار ذات صلة
في خطابه بمناسبة العام الجديد.. شي يتوعد بضم تايوان

ورغم تقدم "لاي" في استطلاعات الرأي، فإن فوزه ليس مضمونا، فهو يواجه منافسة من عمدة مدينة تايبيه الجديدة، ورئيس الشرطة "هو يو يه"، فالرجل يمثل حزب الكومينتانغ المعارض (KMT)، ويؤكد على خطاب السلام مقابل الحرب، ويزعم أن النهج الحازم الذي يتبعه الحزب الديمقراطي التقدمي تجاه الصين، ربما يقود إلى الصراع والاضطرابات الاقتصادية.

ومن المرجح أن يؤدي فوز "لاي تشينغ تي" في الانتخابات، إلى إغضاب الصين، وإثارة ردود فعل إطلاق مناورات عسكرية، وفرض عقوبات اقتصادية، على غرار التدابير التي اتخذتها في أعقاب فوز "تساي إنغ وين"، عام 2016.

وقالت الصحيفة البريطانية، إن "رسالة حزب الكومينتانغ المعارض بدأت تلقى صدى لدى بعض الناخبين، ولا سيما الفئات السكانية الأكبر سنًّا، الذين يخشون أن تصبح تايوان المكان الأكثر خطورة على وجه الأرض إذا ظل الحزب التقدمي الديمقراطي في السلطة".

وكان "ألكسندر هوانج" مستشار العلاقات الدولية لحزب الكومينتانغ، حذّر من عواقب أن يفوز الحزب الخطأ في الانتخابات القادمة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com