الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق نحو 70 صاروخا من لبنان منذ منتصف الليلة الماضية
تمتد خنادق مضادة للدبابات بالقرب من بلدة بولوهي المحتلة في جنوب شرق أوكرانيا لمسافة 30 كيلومتراً، وخلفها تتراص حواجز خرسانية مدببة يطلق عليها اسم "أنياب التنين"، وبعد ذلك تأتي خنادق دفاعية حُفرت لتتمركز القوات الروسية بداخلها.
الدفاعات التي أظهرتها صور بالأقمار الصناعية هي جزء من شبكة واسعة من التحصينات الروسية تمتد من غرب روسيا عبر شرق أوكرانيا وحتى شبه جزيرة القرم، وشيدت استعدادا لهجوم أوكراني كبير.
ويتدرب الآلاف من الجنود الأوكرانيين في الغرب على استخدام أسلحة عسكرية مختلفة في ساحة المعركة قبل هجوم مضاد يقول مسؤولون أوكرانيون، إنه سيأتي عندما تكتمل جاهزية القوات.
إذا تمكنت كييف من استعادة السيطرة على الجنوب، فقد تستعيد طرق الوصول إلى موانئ التصدير على البحر الأسود دون عوائق
وأظهرت صور بالأقمار الصناعية لآلاف المواقع الدفاعية داخل روسيا وعلى طول خطوط الجبهة في أوكرانيا أن أشد المواقع تحصينا تتركز في منطقة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا وعند مدخل شبه جزيرة القرم.
وقال ستة خبراء عسكريين، إن التحصينات٠ التي بُنيت في الغالب في أعقاب التقدم السريع لأوكرانيا في الخريف، يمكن أن تجعل الأمر أكثر صعوبة على أوكرانيا هذه المرة.
وأضافوا أن التقدم سيتوقف على قدرة أوكرانيا على تنفيذ عمليات معقدة ومشتركة بشكل فعال.
وقال نيل ملفين المحلل في المعهد الملكي للخدمات المتحدة: "بالنسبة للأوكرانيين فإن الأمر ليس متعلقاً بالأرقام، المسألة هي هل يمكنهم القيام بهذا النوع من الحروب وعمليات الأسلحة المشتركة؟ لقد أثبت الروس أنهم لا يستطيعون فعل ذلك وعادوا إلى أسلوبهم السوفيتي القديم في الاستنزاف".
وقد يغير الهجوم المضاد الأوكراني أساليب الحرب التي تحولت إلى معركة استنزاف دموية، ويقول خبراء عسكريون إن امتداد الجبهة لمسافات طويلة قد يوسع دفاعات روسيا.
تعهدت أوكرانيا باستعادة جميع الأراضي التي تحتلها روسيا، وهي منطقة بحجم بلغاريا تقريباً، لكن المسؤولين لا يرغبون في الكشف عن أي معلومات قد تساعد موسكو
وإذا تمكنت كييف من استعادة السيطرة على الجنوب، فقد تستعيد طرق الوصول إلى موانئ التصدير على البحر الأسود دون عوائق في وقت أشارت فيه روسيا إلى أنها قد تنهي اتفاق تصدير الحبوب.
ويقول خبراء عسكريون إن أوكرانيا قد لا تتلقى دفعة كبيرة أخرى من العتاد المدرع من الغرب في القريب العاجل، الأمر الذي يضغط على كييف لاستعادة أكبر مساحة ممكنة من الأراضي في حال بدأ الدعم العسكري في التراجع.
وأوضح ملفين: "استنزفنا معظم المخزونات في الغرب، سيستغرق الأمر بضع سنوات لتجديد المخزونات، أعتقد أن هذه فرصة كبيرة لأوكرانيا للتقدم".
ولم ترد وزارة الدفاع الأوكرانية على طلب للتعليق على أي هجوم مضاد محتمل.
تعهدت أوكرانيا باستعادة جميع الأراضي التي تحتلها روسيا، وهي منطقة بحجم بلغاريا تقريباً، لكن المسؤولين لا يرغبون في الكشف عن أي معلومات قد تساعد موسكو.
وأرسل الغرب العشرات من الدبابات القتالية الحديثة وعربات المشاة القتالية لتكون في طليعة الهجوم، إلى جانب معدات لبناء الجسور ومركبات إزالة الألغام.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية أن هذا هو سبب قيام روسيا بحفر وبناء تحصينات واسعة النطاق ومتعددة المراحل لضمان أن تكون قواتها أكثر ثباتاً مما كانت عليه عندما طُردت من شمال شرق أوكرانيا ومدينة خيرسون.
يتمركز أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو من أوكرانيا في عام 2014
وتظهر الصور أن معظم أعمال البناء الروسية حدثت بعد نوفمبر/ تشرين الثاني عندما انسحبت قواتها من مدينة خيرسون في الجنوب.
وسعى الجانبان إلى تعزيز مواقعهما خلال أشهر الشتاء.
ويقول الخبراء العسكريون إن الدفاعات الممتدة لمئات الكيلومترات تحدد المناطق التي تتوقع روسيا شن هجوم عليها أو ترى أن لها أهمية إستراتيجية.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على أسئلة حول الدفاعات وقدرتها على صد هجوم مضاد.
وبحسب صور الأقمار الصناعية، تتركز المواقع الروسية بشكل أكبر بالقرب من خطوط الجبهة في منطقة زابوريجيا الجنوبية الشرقية، وفي الشرق وعبر الشريط البري الضيق الذي يربط شبه جزيرة القرم بباقي أوكرانيا.
وتوقع الخبراء العسكريون جميعا أن يكون التوجه الرئيسي للهجوم المضاد في الجنوب، على الرغم من أن أعنف قتال في الأشهر القليلة الماضية تركز في الشرق، وخاصة حول مدينة باخموت.
وفي الأسبوع الماضي، توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منطقة خيرسون في زيارة نادرة اعتبرها بعض المراقبين مؤشراً على أهميتها الإستراتيجية.
وقال أولكسندر موسينكو المحلل العسكري في كييف، إن الجنوب مهم من الناحية الإستراتيجية بالنسبة لأوكرانيا.
وأضاف أنه إلى جانب تعطيل الممر البري الممتد من روسيا إلى شبه جزيرة القرم المحتلة، فإن التوغل في الجنوب قد يؤدي إلى دخول شبه الجزيرة في مرمى نيران المدفعية.
ويتمركز أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو من أوكرانيا في عام 2014، وتستخدمه روسيا لاستعراض قوتها في اتجاه الشرق الأوسط والبحر المتوسط.
كما استخدمته على مدى الأربعة عشر الماضية لاستهداف أوكرانيا بصواريخ كروز، كذلك توجد في الجنوب محطة زابوريجيا النووية، وهي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.
واحتلت موسكو المحطة منذ مارس/ آذار العام الماضي، لكنها معطلة منذ سبتمبر/ أيلول، وكانت تمد أوكرانيا بخُمس احتياجاتها من الكهرباء.
تقع بلدة بولوهي في منطقة زابوريجيا، وهي بوابة أوكرانيا الرئيسية صوب الجنوب، وتقع بقية مناطق الجنوب خلف نهر دنيبرو، وهو حاجز طبيعي ضخم يتعين على القوات الأوكرانية التغلب عليه.
وقال جون فورد الباحث المشارك في معهد ميدلبري للدراسات الدولية: "لقد تتبعت الخنادق والحواجز الممتدة من الضفة الشرقية لنهر دنيبرو وجنوب فاسيليفكا وصولاً إلى فيدوريفكا، وهذا يعني أنها تمر عبر منطقة زابوريجيا"، ووفقاً لتقديراته، تمتد المنطقة الدفاعية وحدها لمسافة 120 كيلومتراً.
وإلى جانب الحواجز والخنادق المتعرجة، ستشمل الخطوط الدفاعية الروسية أيضاً حقول الألغام والأسلاك الشائكة ومواقع الأسلحة الوهمية.
على الرغم من شبكة الدفاعات، قال أربعة خبراء إن جهود روسيا الدفاعية قد تتشتت بسبب طول الجبهة، وهي ثغرة أمنية ستسعى كييف لاستغلالها بالخدع والتشتيت وعنصر المفاجأة وسرعة العمليات.
وقدر المحلل العسكري أولكسندر موسينكو أن روسيا ستستخدم ما يتراوح من مئة ألف إلى 110 آلاف جندي لشن هجوم، بما في ذلك ثمانية ألوية هجومية بإجمالي 40 ألف جندي.
ولم تذكر روسيا عدد القوات المنتشرة في أوكرانيا أو عدد الجنود داخل حدودها وتستعد لإرسالهم.
وقال موسينكو، إن أوكرانيا تستهدف النقاط اللوجستية كما فعلت قبل استعادة مدينة خيرسون.
وأظهرت وثيقة مخابرات أمريكية مسربة بتاريخ 28 فبراير/ شباط أن الغرب أرسل 200 دبابة إلى أوكرانيا.
لكن تلك الوثائق نفسها قالت أيضا، إن أوكرانيا تواجه نقصا حادا في الدفاعات الجوية، مما قد يشكل مشكلة لها إذا تقدمت قوات كييف بسرعة وكانت في حاجة إلى الحماية من القصف الجوي.