وزير الخارجية الصيني لدى استقباله نظيره الأمريكي
وزير الخارجية الصيني لدى استقباله نظيره الأمريكيAFP

هل ينجح بلينكن في "تلطيف الأجواء" بين واشنطن وبكين؟

هي الثانية خلال أقل من عام، حملت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الصين في طياتها جملة من الرسائل الأمريكية شديدة اللهجة حول عدة ملفات في مقدمتها مسألة الضغط على بكين، والتي تعتبرها واشنطن الأهم في الوقت الحالي للتوقف فورًا عن تزويد روسيا بمواد وتكنولوجيات ذات استخدام مزدوج، يمكن أن تساعدها على توسيع إمكانياتها العسكرية، فهل ينجح بلينكن في تهدئة التوتر وتلطيف الأجواء المشحونة بين القوتين؟، لا سيما وأنه أعرب عن أمله في إحراز تقدم بهذه الزيارة.

 بلنكين متحمسًا

 ويرى مراقبون بأن الإصرار الأمريكي على الطلب المتعلق بروسيا يأتي منسجمًا مع الخطة الأمريكية لعزل موسكو بعد عمليتها العسكرية في أوكرانيا التي تخوضها منذ أكثر من عامين وسط تزايد الاتهامات والتحذيرات الأمريكية للصين ملوحة بفرض العقوبات على الصين ما لم توقف أكبر عملية تسليح تشهدها روسيا منذ الحقبة السوفتية.

 بلينكن وصل متحمسا إلى الصين في مسعى لاحتواء الخلافات والمسائل الشائكة بين بلاده والصين، داعيًا الطرفين إلى ضرورة معالجة الخلافات بين البلدين بمسؤولية، وفق ما جاء على لسانه ضمن سلسلة محادثات مع الجانب الصيني، الأمر الذي يستبعده خبراء كون الجانب الصين متعنت نوعًا ما في العديد من الملفات منذ سنوات ولم يتراجع عن موقفه رغم التحذيرات والدعوات الأمريكية.

 استجابة نسبية

 وأكد بلينكن في لقائه مع المسؤول المحلي في الحزب الشيوعي الصيني أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ملتزم بإقامة حوار مباشر ومستدام بين البلدين، الأمر الذي اعتبره خبراء خطوة أمريكية نوعية تهدف لحل الخلافات بين البلدين لا سيما وأن ماراثون البيت الأبيض يقترب ولا يريد بايدن في الوقت الحالي على الأقل أي مشاحنات أو توترات تنعكس سلبًا على الداخل الأمريكي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.

 الجانب الصيني من طرفه أبدى ليونة واستجابة نسبية كما يفسرها مختصون في الشأن الصيني لا تكفي للبت في الملفات، فالتلميحات التي أدلى بها سكرتير الحزب الشيوعي تشن جينينغ حين أكد على الدور المهم للشركات الأمريكية في الاقتصاد الصيني وتأثريها على رفاه الشعوب مستقبل البشرية تؤكد مبدئيًا على حسن نوايا وتنازل طفيف من جهة الصين.

 ولعل تصريح بلينكن الذي قال فيه: "الرئيس بايدن والرئيس شي جينبينغ عازمان على توطيد علاقاتنا من شعب إلى شعب"، يعزز الآمال بتحسن العلاقات وتقدم ملحوظ في مستوى العلاقات بين البلدان، إلى جانب توطيط الشراكة الاقتصادية بما يخدم مصلحة الطرفين، وفق محللون.

 تايوان وتيك توك

 وسعى بلنيكن خلال زيارته إلى ضبط النفس في الوقت الذي تستعد فيه تايون لتنصيب رئيس جديد في 20 مايو، وذلك بعدما أعطى الكونغرس الأميركي قبل أيام الضوء الأخضر لحزمة مساعدات عسكرية بقيمة 95 مليار دولار لحلفاء واشنطن، بما في ذلك تايبيه.

 تجاريًّا، نقل بلينكن مخاوف بلاده حيال الممارسات التجارية الصينية التي تعتبرها واشنطن مناهضة للمنافسة، وتمثل مسألة أساسيّة للرئيس بايدن في هذا العام الانتخابي، في وقت تؤكد فيه تقارير أن بكين لا تقترب من التجاوب للتهديدات الأمريكية المتعلقة بالمنافسة التجارية.

أخبار ذات صلة
حظر تيك توك في أمريكا.. هل يمكن تجاوزه؟ ومن المستفيد؟

 ومن المسائل الخلافية الأخرى بين البلدين القانون الذي أقرّه الكونغرس الأميركي مؤخراً ويقضي بحظر تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة ما لم توافق شركته الأم الصينية "بايتدانس" على التنازل عن حصّتها فيه، حيث دعت الصين واشنطن نهاية مارس إلى "احترام قواعد اقتصاد السوق" مؤكّدة أنها ستّتخذ "كلّ التدابير الضرورية للحفاظ على حقوقها ومصالحها المشروعة".

 وتشير تقارير اقتصادية إلى أن حجم التبادل التجاري بين الصين وأميركا ارتفع العام الماضي إلى 690 مليار دولار منه 563 مليار دولار صادرات صينية إلى أميركا.

جانب من لقاء الرئيس الصيني مع وزير الخارجية الأمريكي
جانب من لقاء الرئيس الصيني مع وزير الخارجية الأمريكيAFP

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com