حظر تيك توك في أمريكا.. هل يمكن تجاوزه؟ ومن المستفيد؟
صوّت مجلس النواب الأمريكي، بأغلبية 360 صوتًا مقابل 58 على مشروع قانون قد يؤدي للمرة الأولى إلى إغلاق منصة الوسائط الاجتماعية تيك توك، بهدف حماية الأمريكيين وخاصة الأطفال منهم من تأثير الدعاية الصينية على التطبيق الذي اعتبروه بمثابة بالون تجسس مثبت في هواتف الأمريكيين.
وإذا أصبح مشروع القانون هذا قانونًا، سيكون أمام المالك الصيني للتطبيق تسعة أشهر لبيع حصته، مع إمكانية تمديدها لمدة ثلاثة أشهر أثناء عملية البيع، أو مواجهة الحظر الكامل في الولايات المتحدة.
يذكر أنه بحسب تيك توك، يستخدم أكثر من 170 مليون مستخدم التطبيق في الولايات المتحدة، من بينهم أكثر من 5 ملايين شركة. وإذا لم يكن لدى الشركات الصغيرة جمهور على قنوات التواصل الاجتماعي الأخرى، فقد يؤثر الحظر بشكل كبير على أعمال هذه الشركات.
وقال شو زي تشيو، الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك في مقطع فيديو تم نشره على المنصة الشهر الماضي وموجه نحو مستخدمي التطبيق: "لن نتوقف عن القتال والدفاع عنكم، وسنواصل بذل كل ما في وسعنا، بما في ذلك ممارسة حقوقنا القانونية، لحماية هذه المنصة الرائعة التي بنيناها معكم".
من سيستفيد من الحظر؟
ليس من الخفي أن يوتيوب وفيسبوك وإنستغرام، أكثرُ من سيستفيد من حظر تيك توك.
ويقول المحللون إن سناب شات وبنترست يمكنهما أيضًا جذب المستخدمين وأموال الإعلانات من تيك توك، علمًا أنه لا يزال يوتيوب هو التطبيق رقم 1 لدى المراهقين، بحيث يستخدم تسعة من كل 10 مراهقين هذا التطبيق.
في السياق عينه، أجرى إيلون ماسك استطلاعًا للرأي على منصة التواصل الاجتماعي X، ملمحًا إلى أنه قد يعيد تطبيق الفيديو المحمول Vine إلى الواجهة، مع أنه يعارض حظر تيك توك.
سيناريوهات الحظر
وتختلف الآراء حول كيف ستقوم الولايات المتحدة بحظر تيك توك على أراضيها؛ فبعض الخبراء يقولون إنها لا تستطيع القيام بذلك لأنه في الأساس هذا أمر غير قابل للتنفيذ.
في الوقت نفسه يقول آخرون إن الولايات المتحدة يمكنها إقامة جدار حماية Firewall، تمامًا كما فعل الصينيون، لكن التكلفة ستكون باهظة.
وحتى الآن ما زال من غير الواضح كيف ستمنع الولايات المتحدة المواطنين من استخدام التطبيق على أجهزتهم الشخصية؛ فإجبار متاجر التطبيقات الشهيرة مثل أبل وغوغل من توزيع تيك توك أو تحديثه سيجعل من الصعب الحصول على التطبيق، لكنه لن يزيله من الهواتف التي تم تثبيته عليها من قبل.
وكأقصى حد، لن يكون هناك المزيد من التحديثات أو الميزات الجديدة، وسيصبح استخدام التطبيق أكثر صعوبة.
كما يتضمن سيناريو محتمل آخر إجبار مزودي خدمات الإنترنت والاتصالات على حظر تيك توك؛ ما قد يجعل استخدامه مستحيلًا.
يذكر أنه في السابق منعت الحكومة الهندية تيك توك بالكامل استخدام هذه الطريقة.
التحايل على الحظر
ولن يؤدي حظر التطبيق بالضرورة إلى منع معجبي تيك توك من استخدامه. ففي عام 2020، عندما حظرت الهند تيك توك بعد حادث وقع على الحدود الصينية، وجد مستخدمو التطبيق حلولًا للتحايل على الحظر.
فإذا كنت بالفعل واحدًا من بين أكثر من 170 مليون شخص يستخدمون تيك توك حاليًّا في الولايات المتحدة، فهو سيظل موجودًا حتى بعد الحظر، الذي سيمنع أي شخص من الحصول عليه من متجر التطبيقات. وإذا لم يتمكن تيك توك من الاتصال بالإنترنت، هناك حل واحد موثوق وهو استخدام شبكة VPN.
أما إذا أردت تنزيله بعد الحظر، فيمكنك تغيير بلدك على هاتفك لخداع متاجر التطبيقات، بأنْ يبدو أنك تقوم بالتنزيل من خارج الولايات المتحدة.
ومع ذلك، هناك جانب سلبي كبير لذلك؛ لأن نظام أندرويد يجبرك على قضاء عام كامل بين تغييرات الموقع، ولن تتمكن من التغيير مرة أخرى لفترة طويلة.
وتذكر أنه بعد تغيير موقعك قد يتوقف أيٌّ من التطبيقات الأخرى الموجودة على هاتفك عن العمل أو تتطلب تغييرات نتيجة لذلك. لذلك أنت لن تعرف بالضبط ما الذي ستواجهه حتى تجربه. وفي هذه الحالة، يمكنك شراء هاتف ثان مخصص لتطبيق تيك توك لتبقي بقية التطبيقات بعيداً عن التغييرات التي ستقوم بها.
ويمكنك في أي وقت استخدام الشبكة الخاصة الافتراضية VPN لطمس موقعك وتنزيل التطبيق على الهاتف الجديد.
كما إن هناك خيارًا آخر وهو التحميل الجانبي، أي تنزيل وتثبيت إصدار غير قانوني من تطبيق تيك توك من الإنترنت، ولكنه ينطوي على خطر تنزيل البرامج الضارة.
واكتسبت هذه الممارسة شعبية كبيرة بعد أن حظرت الهند تطبيق تيك توك عام 2020. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه ستحتاج إلى كسر حماية جهاز أبل الخاص بك من أجل تحميل أي شيء جانبي، بينما يمكنك القيام بذلك بسهولة على هواتف أندرويد.
في النهاية، يمكن أيضًا أن تقرر أبل وغوغل إرسال تحديثات إلى الأجهزة الأمريكية والتي تمنع تطبيق تيك توك على وجه التحديد من العمل تمامًا؛ ما يجعل هذه الحلول لاغية وباطلة، ولتجاوز ذلك، يجب أن تحصل على هاتف من خارج الولايات المتحدة.
