صحف عالمية: زيارة بايدن "التاريخية" لكييف تزيد "العداء" مع بوتين

صحف عالمية: زيارة بايدن "التاريخية" لكييف تزيد "العداء" مع بوتين

تصدرت زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، المفاجئة إلى كييف، عناوين الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم، الثلاثاء، والتي ركزت على "رمزية" الزيارة من جهة، وتداعياتها على العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا من جهة أخرى، فضلاً عن تأثيرها على مستقبل الحرب الأوكرانية.

وفي السياق ذاته، سلطت الصحف الضوء على تصعيد خطير من قبل الصين، بعدما اتهمت الولايات المتحدة بـ"التسبب في إراقة الدماء بأوكرانيا والاستفادة من الحرب"، وذلك في ضوء مزاعم أمريكية حول نية بكين في إمداد موسكو بـ"أسلحة فتاكة".

 كما تحدثت الصحف عن تصاعد حدة التوترات بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، وذلك بعدما أيدت واشنطن بيانًا إجماعيًّا نادرًا لمجلس الأمن الدولي يدين النشاط الاستيطاني ويعتبره عقبة أمام السلام.

زيارة بايدن جاءت بعد "مداولات أمنية مكثفة ومحكمة" بالبيت الأبيض
مسؤولون أمريكيون

"زيارة تاريخية" لبايدن تزيد "العداء" مع بوتين     

اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية زيارة بايدن المفاجئة إلى كييف، أمس الإثنين، "تاريخية" بالنسبة لأقوى زعيم غربي يزور البلاد في زمن الحرب، مشيرة إلى أن "الخطوة الجريئة" تؤكد التصميم الغربي على مواصلة دعم أوكرانيا قبل أيام فقط من الذكرى الأولى للغزو.

وفي حديثه في "قصر مارينسكي" الرئاسي، أدان بايدن ما وصفه بـ"حرب الفتح التي شنها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أوكرانيا"، معلنًا عن حزمة مساعدات إضافية لكييف بقيمة 500 مليون دولار.

ونقلت المجلة عن مسؤولين أمريكيين بارزين قولهم إن زيارة بايدن جاءت بعد "مداولات أمنية مكثفة ومحكمة" بالبيت الأبيض، مشيرين إلى أن الإدارة أجرت مناقشات مع دائرة صغيرة فقط من الوكالات، بما في ذلك "الخدمة السرية" ووزارة الدفاع. وأضافوا أنه تم أيضاً اطلاع الجانب الروسي على مخطط الزيارة "لأغراض عدم التضارب".

أخبار ذات صلة
كيف أبقت واشنطن زيارة بايدن المفاجئة لكييف سرا؟

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن زيارة بايدن إلى كييف تعد الأخيرة من بين كبار القادة الغربيين، بعد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك.

في غضون ذلك، ذكرت تقارير أمريكية أنه من خلال رحلته "المثيرة" إلى كييف، صعد بايدن بشكل مباشر مواجهته مع نظيره الروسي من جهة، ومع منتقديه الجمهوريين في الداخل من جهة أخرى. كما تأتي الزيارة في الوقت الذي توجه فيه وانغ يي، كبير الدبلوماسيين الصينيين، إلى موسكو.

ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن زيارة بايدن تزيد "العداء والتنافس" مع نظيره الروسي، إذ من المقرر أن يلقي كل زعيم خطابًا، اليوم الثلاثاء، حيث ستظهر وجهات النظر العالمية المختلفة تمامًا لأقوى رجلين في العالم في "لحظة نادرة على الشاشات" قبل ثلاثة أيام من الذكرى الأولى للحرب.

الحرب في أوكرانيا تدور حول "القوة" و"مبدأ السيادة الإقليمية"، وما إذا كان النظام العالمي المصمم من قبل الغرب سينجو في الواقع من تحديات جديدة من موسكو وبكين.
نيويورك تايمز

وقالت الصحيفة إن ظهور بايدن- الذي وصل إلى بولندا مساء أمس- المفاجئ في القصر الرئاسي في كييف يهدف أولاً إلى تعزيز الروح المعنوية للأوكرانيين، لكنه يعد أيضًا أول "جولة تنافسية مباشرة" بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي، "نظرًا لرمزية كييف بالنسبة لبوتبن".

واعتبرت الصحيفة أن الحرب في أوكرانيا تدور حول "القوة" و"مبدأ السيادة الإقليمية"، وما إذا كان النظام العالمي المصمم من قبل الغرب - الذي زعم الأمريكيون أنه سينتصر لعقود - سينجو في الواقع من تحديات جديدة من موسكو وبكين.

وقالت الصحيفة إن الحرب "أصبحت منافسة متزايدة بين اثنين من المحاربين القدامى، أحدهما يبلغ من العمر 70 عامًا (بوتين) والآخر 80 عامًا (بايدن)." وأضافت: "اليوم، ستصبح وجهات النظر المختلفة إلى حد كبير لهذين الزعيمين واضحة للعيان في لحظة نادرة على شاشات التلفزيون."

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة بايدن تأتي في وقت يكافح فيه الرئيس الأمريكي في الداخل من "رياح سياسية عاتية"، والتي تمثل أكبر نقطة ضعف لقدرته على الاستمرار في المسار الحالي تجاه أوكرانيا، حيث توجد بالفعل "تصدعات في أقصى اليسار وأقصى اليمين".

وعلى الجانب الروسي، سارعت وسائل الإعلام لإدانة زيارة بايدن إلى كييف، إذ وصفت الخطوة بأنها تثبت تصريحات بوتين بأن الولايات المتحدة "تقف وراء القتال في أوكرانيا وتشجعه". ونقلت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" عن محلل قوله إن زيارة بايدن أظهرت أن حكومة زيلينسكي كانت "أداة يحركها الغرب".

وذكرت وكالة الأنباء الروسية الحكومية، "تاس"، أن زيارة بايدن إلى كييف، ورحلة وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إلى أنقرة، تهدفان إلى صرف انتباه العالم عن خطاب بوتين المرتقب، اليوم. ونقلت عن محللين قولهم إنه بهذه "الطريقة التي تندرج تحت مسمى الهجوم الدعائي"، تحاول القيادة الأمريكية التأثير على الجمهور المحلي قبل الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.

وقال المحللون الروس إن الخطوات "الاستفزازية" لن تؤثر على سير "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا. وأضافوا: "النجاح في أوكرانيا سيعطي الديمقراطيين ميزة تنافسية هائلة في الانتخابات." وتابعوا: "كما تتمثل مهمة بلينكن في التغلب على مقاومة تركيا لانضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، إذ تعتقد واشنطن أن أنقرة ستكون أكثر مرونة بعد الزلزال."

الولايات المتحدة متورطة في إراقة الدماء في أوكرانيا.. هي التي تزود ساحة المعركة بالأسلحة باستمرار، وليس الصين
وانغ وينبين

رد قوي من الصين

في سياق متصل، نددت الصين أمس بالمزاعم الأمريكية حول اعتزام بكين إمداد موسكو بـ"أسلحة فتاكة"، قائلة إن واشنطن "غير مؤهلة لإملاء أوامرها على الصين"، مشيرة إلى أنها تحاول الحفاظ على العلاقات مع موسكو مع التأكيد أنها "مراقِب محايد يحاول التوصل لاتفاق سلام"، وذلك وفقًا لصحيفة "غلوبال تايمز" الصينية.

جاء ذلك بعدما انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين، المزاعم الأمريكية التي وصفها بـ"الكاذبة"، متهمًا إدارة بايدن بنشر الأكاذيب. ورأت تقارير أمريكية أن تصريحات وينبين كانت جزءًا من سلسلة تحركات من جانب الصين، إذ يحاول الزعيم شي جين بينغ، إبقاء العلاقات مع روسيا وثيقة، ولكن أيضًا إصلاح العلاقات مع القوى الغربية.

وفي "اتهام خطير" من قبل جهة رفيعة المستوى، نقلت الصحيفة الصينية عن وينبين قوله: "على العكس من ذلك، فإن الولايات المتحدة متورطة في إراقة الدماء في أوكرانيا.. هي التي تزود ساحة المعركة بالأسلحة باستمرار، وليس الصين."

أخبار ذات صلة
الصين "قلقة" من الحرب في أوكرانيا وتتعهد بتعزيز "حوار السلام"

وتأكيدا على تصريحات وينبين، اعتبرت "غلوبال تايمز"، أن زيارة بايدن لكييف "تعد رمزية للغاية، إذ من المرجح أن تجلب هجومًا شرسًا من قبل روسيا." ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن الزيارة "غير عقلانية وأنانية" نظرًا لعواقبها الوخيمة على أوكرانيا.

وقال المحللون، وفقًا للصحيفة الصينية، إن الرحلة كشفت عن نية الولايات المتحدة في "الاستفادة" من الصراع، إذ إن إدارة بايدن تجاهلت "عمدًا" عواقب رد فعل روسي سيكون أكثر عدوانية، مشيرين إلى أن زيارة بايدن لن يكون لها أي تأثير ملموس على ساحة المعركة.

تأييد إدارة بايدن لبيان مجلس الأمن يعكس إحباطها المتزايد من إسرائيل بشأن النشاط الاستيطاني الذي يقوض مبدأ حل الدولتين الذي تتبناه واشنطن.
جيروزاليم بوست

"الاستيطان" يزيد التوترات الأمريكية الإسرائيلية

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية أن الغضب الأمريكي من سياسات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة قد دفع واشنطن، في خطوة نادرة، إلى "دعم" بيان في مجلس الأمن الدولي يدين النشاط الاستيطاني ويعتبره عقبة أمام السلام.

وقالت الصحيفة إن التوترات بين تل أبيب وواشنطن قد تصاعدت، أمس الإثنين، بعد أن أصدر مجلس الأمن بيانًا نادرًا إجماعيًّا عن "الفزع" و"القلق" بشأن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي، وذلك بعد أن حذرت إدارة بايدن قبل أيام أنها سترد بـ"قوة" على إصدار حكومة، بنيامين نتنياهو، تراخيص لست مستوطنات جديدة بالضفة الغربية المحتلة.

وأوضحت الصحيفة العبرية أنه عادة ما تمنع الولايات المتحدة مثل هذه التحركات عن طريق استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لحماية إسرائيل، لكنها أشارت إلى أن تأييد إدارة بايدن لبيان أمس يعكس إحباطها المتزايد من إسرائيل بشأن النشاط الاستيطاني الذي يقوّض مبدأ حل الدولتين الذي تتبناه واشنطن.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com