"الغارديان": حماس تدفع إسرائيل نحو "تطرف" أكثر مما تصوّره نتنياهو
في أعقاب هجمات حماس الأخيرة، تواجه إسرائيل أزمة عميقة ومتعددة الأوجه في مشهدها السياسي، حيث أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حربًا واسعة النطاق، وشكل حكومة طوارئ وطنية، وهو ما تم وصفه بتوقف مؤقت في الانقسامات العميقة في إسرائيل.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الغارديان"، اتسم المشهد السياسي في إسرائيل منذ فترة طويلة بانقسام عميق بين الفصائل المؤيدة والمعارضة لنتنياهو.
فعلى الرغم من الانتخابات العديدة، شهدت البلاد جمودًا سياسيًا حتى بعد تشكيل الحكومة بقيادة نتنياهو وسط لوائح اتهام بالفساد، لكن هذا الانقسام قد تلاشى خلال الأزمة الحالية.
وفي تصور لمرحلة ما بعد الأزمة، توقعت الصحيفة مشهدين في البلاد: الأول، أن يتفاقم الانقسام القائم ليصبح كل طرف أكثر رسوخًا في مواقفهما، حيث يصر المعسكر المؤيد لنتنياهو على مزيد من التحول نحو اليمين، بينما يطالب المعسكر المناهض لنتنياهو باستقالته.
أما المشهد الثاني فيشمل حدوث تحول كبير نحو اليمين في الأيديولوجية السياسية الإسرائيلية، وهو ما يدعمه ظهور كتابات تدعو إلى تدمير غزة في مناطق يسار الوسط التقليدية في تل أبيب.
تاريخيًا، لطالما ساهمت الهجمات الفلسطينية إلى زيادة المشاعر اليمينية بين اليهود الإسرائيليين، فقد أدت الانتفاضة الثانية، في العام 2000، والتصعيد اللاحق مع حماس إلى زيادة عدد الإسرائيليين اليمينيين.
واعتبرت الصحيفة بأن الجناح اليساري في إسرائيل، وهو جناح صغير نسبيًا، يتعرض لضغوط شديدة بسبب الخسائر الناجمة عن الأزمة مع حماس، الأمر الذي قد يدفعه نحو مواقف أكثر يمينية.
مما لا شك فيه أن إرث نتنياهو السياسي لا يلقى الموافقة بالأغلبية، ولكن حماس ربما تكون قد دفعت الإسرائيليين إلى مكان سياسي أكثر تطرفًا مما كان يتمناه نتنياهو.
المصدر: صحيفة "الغارديان" البريطانية
