أردوغان ومرشحه لرئاسة بلدية إسطنبول مراد كوروم
أردوغان ومرشحه لرئاسة بلدية إسطنبول مراد كورومرويترز

"أم المعارك" في إسطنبول.. "صراع" الانتخابات المحلية التركية يحتدم

تتجه الأنظار في تركيا الأحد المقبل إلى الانتخابات المحلية التي تشمل اختيار رؤساء البلديات والإداريين، وتمثل مقياسا حقيقيا لشعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ولمختلف الأطراف السياسية.

وتقع مدينة إسطنبول في قلب هذه المعركة الانتخابية المرتقبة، بالنظر إلى أهميتها وثقلها السياسي والديمغرافي، وتعدّ وحدها 16 مليون نسمة، ويسعى الحزب الحاكم إلى استعادة نفوذه هناك وفي المدن الكبرى الأخرى، بعد خسارة الاستحقاق الانتخابي الذي جرى قبل خمس سنوات.

ومن جانبها تتطلع المعارضة إلى استعادة أنفاسها وبث روح جديدة فيها بعد هزيمتها في انتخابات الرئاسة العام الماضي وما خلفته من إحباط وانقسامات داخلها.

صراع على إسطنبول

وكانت الانتخابات المحلية التي جرت عام 2019 شهدت توحّد قوى المعارضة التركية وفوزها في بلديات العاصمة أنقرة وفي إسطنبول، لتُنهي بذلك سيطرة الحزب الحاكم التي استمرت لربع قرن.

ومثلت خسارة حزب أردوغان حينذاك انتكاسة للرئيس الذي بدأ حياته السياسية عام 1994 كرئيس لبلدية المدينة الإستراتيجية.

وسيخوض وزير البيئة السابق مراد كوروم سباق الانتخابات المحلية في بلدية إسطنبول، ممثلًا عن الحزب الحاكم، في مواجهة رئيس البلدية الحالي أكرم إمام أوغلو، من حزب الشعب الجمهوري (يسار الوسط).

ووفق أحدث استطلاعات الرأي فإن السباق سيكون متقاربًا بين إمام أوغلو وكوروم، إذ وعد كلاهما بـ"مشاريع للبنية التحتية لتعزيز المباني من أجل مقاومة الزلازل، وتخفيف الازدحام المروري الدائم في المدينة".

أخبار ذات صلة
أردوغان: الانتخابات القادمة في تركيا ستكون "الأخيرة لي"

ويواجه أردوغان أيضًا منافسة من حزب "الرفاه" وهو حزب ديني جديد يسعى إلى استقطاب الناخبين المتدينين والمحافظين الذين يقولون إنهم أصيبوا بـ "خيبة أمل" من تعاطي أردوغان مع الملف الاقتصادي في البلاد، ما قد يمنحه بعض الأصوات من مؤيدي أردوغان.

وبالنسبة إلى العاصمة أنقرة يتوقع مراقبون أن تحافظ المعارضة على سيطرتها حيث لا يزال رئيس البلدية الحالي، منصور يافاش، يحظى بشعبية كبيرة.

ويتطلع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى استعادة العاصمة أنقرة، وتولى خلال الأيام الأخيرة عقد تجمعات انتخابية في كثير من المناطق وخاض الحملات الانتخابية نيابة عن المترشحين لمنصب رئيس البلدية، لضمان حظوظ أوفر لهم للفوز.

الاستحقاق الأخير

وسيكون هذا الاستحقاق الانتخابي الأخير للرئيس أردوغان الذي تنتهي ولايته الرئاسية عام 2028، لكن معارضيه يقولون إنه يتطلع إلى انتصار انتخابي يعزز قدرته على إجراء تعديل دستوري قد يفتح له الباب أمام الترشح لولاية رئاسية جديدة.

ولا يملك أردوغان عددًا كافيًا من المقاعد في البرلمان لإجراء التعديل الدستوري، لكن فرضية فوز حزبه في الانتخابات المحلية قد تغيرالمعطيات وتستقطب بعض الجهات المعارضة للانضمام إلى رؤيته الداعية إلى إجراء التعديل، وفق ما يقول محللون.

وفي الجهة المقابلة فإن من شأن فوز حزب الشعب الجمهوري، أكبر قوى المعارضة، في هذه الانتخابات ولا سيما في المدن الكبرى، أن يسمح له بطرح نفسه بديلا لحزب أردوغان الحاكم، أما خسارته فقد تعني نهاية حلم أكرم إمام أوغلو في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بحسب متابعين.

ولهذه الاعتبارات والحسابات ستكون المعركة على أشدّها في إسطنبول وأنقرة والمدن الكبرى الأكثر أهمية، وسيكون لهذا الاستحقاق الانتخابي المحلي تداعياته وأثره على التوازنات السياسية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com