حرب عصابات في أحد سجون البرازيل
حرب عصابات في أحد سجون البرازيلأ ف ب - أرشيفية

كيف تحولت سجون أمريكا اللاتينية إلى "مراكز" لتجنيد العصابات؟

أكد تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن السجون في أمريكا اللاتينية تقع تحت سيطرة العصابات، بدلاً من حراسها المكلفين بإدارتها وحمايتها.

وقال التقرير إن سياسات هذه الدول الهادفة إلى مكافحة الجريمة أفضت إلى جعل سجونها ملاذات آمنة ومراكز تجنيد للعصابات؛ ما أدى إلى تصاعد أعمال العنف.

وبحسب التقرير، فإن الجماعات الإجرامية، داخل السجون في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، تمارس سلطة على السجناء لا ينازعها فيها أحد، وتنتزع منهم الأموال مقابل الحماية أو الضروريات الأساسية، مثل: الطعام.

وتعد السجون أيضًا ملاذًا آمنًا لقادة الإجرام المسجونين لإدارة مشاريعهم الإجرامية في الخارج عن بعد، بما في ذلك إصدار أوامر القتل، وتنظيم تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا، وتوجيه عمليات الاختطاف وابتزاز الشركات المحلية، وفقًا للصحيفة.

ونقل التقرير عن ماريو بازمينيو، العقيد المتقاعد والمدير السابق للاستخبارات في الجيش الإكوادوري، ومحلل الشؤون الأمنية، قوله إن "مركز الثقل الرئيس، وهو حلقة الوصل للسيطرة على الجريمة المنظمة، يقع داخل مجمعات السجون".

مركز الثقل للسيطرة على الجريمة المنظمة يقع داخل السجون
مسؤول أمني سابق في الإكوادور

وأضاف بازمينيو: "هذا هو المكان الذي توجد فيه المناصب الإدارية، مناصب القيادة. إنه المكان الذي يصدرون فيه الأوامر للعصابات لإرهاب البلاد".

ولفت التقرير إلى أن عدد نزلاء السجون في أمريكا اللاتينية ارتفع بنسبة 76% في الفترة من 2010 إلى 2020، وفقًا لبنك التنمية للبلدان الأمريكية، وهو ما يتجاوز بكثير الزيادة السكانية في المنطقة التي بلغت 10% خلال الفترة نفسها.

وقال إن حكومات أمريكا اللاتينية أعطت الأولوية للاستثمار في قواتها الأمنية كوسيلة لتضييق الخناق على الجريمة و"استعراض عضلاتها" أمام عامة الناس، بدلًا من الإنفاق على السجون.

وبالمقارنة مع الولايات المتحدة التي أنفقت، في عام 2022، نحو 117 دولارًا لكل سجين يوميًّا، تُنفق حكومة البرازيل ما يقرب من 14 دولارًا أمريكيًّا لكل سجين يوميًّا، في حين تنفق المكسيك نحو 20 دولارًا.

ويحصل حراس السجون في أمريكا اللاتينية على رواتب هزيلة؛ ما يجعلهم عرضة للرشاوى من العصابات لتهريب البضائع المهربة أو مساعدة المعتقلين البارزين على الهروب.

أخبار ذات صلة
تقرير: اعتماد نهج السلفادور مع العصابات يقود الإكوادور لدوامة عنف

وأشار التقرير، نقلًا عن خبراء، إلى أن العصابات تسيطر بشكل كامل أو جزئي على أكثر من نصف سجون المكسيك البالغ عددها 285 سجنًا، بينما في البرازيل تقوم الحكومة غالبًا بتقسيم السجون على أساس الانتماء للعصابات في محاولة لتجنب الاضطرابات.

وفي الإكوادور، تخضع معظم سجون البلاد البالغ عددها 36 سجنًا لدرجة معينة من سيطرة العصابات.

كما لا تختلف الحال كثيرًا في سجون باقي دول أمريكا اللاتينية، مثل: السلفادور، والأرجنتين، وتشيلي، لكن بدرجة أقل وضوحًا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com