اعتقال طالبة مشاركة في الاحتجاجات
اعتقال طالبة مشاركة في الاحتجاجات أ ف ب

إطلاق نار وقتلى.. تاريخ من العنف الأمريكي تجاه الاحتجاجات الطلابية

أعادت مشاهد اقتحام الشرطة الأمريكية للجامعات، ووضع الأصفاد في أيدي أساتذتها، والاعتداء على الطلبة المحتجين، التذكير بتاريخ من "القمع" الذي شهدته "بلاد الديمقراطية"، ووصل حد إطلاق النار على طلاب وقتل عدد منهم.

كثير من تفاصيل ما تشهده الجامعات الأمريكية منذ نحو أسبوعين يذكر بما شهدته البلاد قبل عقود، وتحديدًا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، والعنف الذي فاجأ الأمريكيين وهم يرون شرطة بلادهم تقتحم الجامعات وتعتدي على الطلبة والأساتذة، لم يكن استثناء، إذ سبق أن قابلت الشرطة المحتجين بوسائل أكثر عنفًا.

الأكثر دموية

تقول المؤرخة في جامعة هارفارد، جولي روبن، إن ما تشهده الجامعات الأمريكية اليوم يمثل تطورًا غير مسبوق منذ الاحتجاجات على "حرب فيتنام"، وتضيف لوكالة "فرانس برس" أن مديري الجامعات في الستينيات اصطدموا بجرأة الطلبة على تنظيم المظاهرات، وأن "القمع كان قاسيًّا".

لكن القمع القاسي مع المظاهرات كان يؤدي، بحسب روبن، إلى توسيع نطاقها، لذلك بدأت المؤسسات تدرك أن عليها السماح بالمظاهرات.

أخبار ذات صلة
هل تقوض الاحتجاجات الطلابية مصداقية أمريكا في العالم؟

هذا "القمع القاسي" تجسد عام 1970 بالحادث الأكثر دموية في الولايات المتحدة، فكما أن حرب غزة شكلت محور الاحتجاجات الطلابية الراهنة، كانت حرب فيتنام أبرز الأحداث التي حركت غضبًا عارمًا في الجامعات، وأدت في المقابل إلى قمع شديد توجته الشرطة بإطلاق النار على آلاف المحتجين، في جامعة كينت الحكومية، بولاية أوهايو، وقتلت 4 منهم، وأصابت 9 بجروح، وذلك في 4 مايو 1970، حسبما يرد على موقع الجامعة الإلكتروني.

تضيف الجامعة أن "تأثير إطلاق النار كان دراماتيكيًّا، وأدى إلى إضراب طلابي على مستوى البلاد، ما أجبر مئات الكليات والجامعات على إغلاق أبوابها".

ولم تقف الآثار عند ذلك، بل إن تداعيات الأمر امتدت لتحطم إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون، حسبما ينقل موقع الجامعة عن أحد كبار مساعدي نيكسون.

وبعد نحو أسبوع كانت جامعة جاكسون ستيت في ولاية ميسيسيبي على موعد مع حادث مشابه، إذ قتل اثنان وجُرح 15 طالبًا عندما فتحت الشرطة النار على محتجين ضد الحرب في فيتنام، والتمييز العنصري، واستمر إطلاق النار مدة 30 ثانية، حسب رواية الجامعة في موقعها الإلكتروني.

تمييز عنصري

إضافة إلى الحرب في فيتنام، شكل الاحتجاج على التمييز العنصري، سواء داخل الولايات المتحدة أم خارجها، أبرز المعارك التي خاضها الطلبة مع الشرطة، ومنذ منتصف أربعينيات القرن الماضي، بدأت حركة طلابية تنشط لإلغاء نظام الفصل العنصري في الجامعات، وهو ما توج عام 1954 بإلغاء سياسة الفصل العنصري في المدارس والجامعات الأمريكية، لتدخل الاحتجاجات الطلابية بعد ذلك بنحو 10 أعوام حقبة جديدة من محاولات الضغط لوقف الحروب، ورفض التضييق على الأنشطة السياسية.

وهي معارك لم تكن الشرطة تكتفي حيالها بـ "حماية المتظاهرين السلميين" بل واجهتها بالقمع والاعتقالات، التي طالت مئات الطلبة.

وفي 1969 تدخلت الشرطة في جامعة هارفارد، لتفض اعتصامًا للطلبة، واعتقلت نحو 300 منهم.

وكما أن جامعة كولومبيا كانت منطلق الاحتجاجات الطلابية الراهنة، كذلك كان لها دور رئيس في الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام، وكانت أيضًا من أوائل الجامعات التي شهدت تجمعًا احتجاجيًّا على الحرب في غزة، إذ تجمع المئات من طلابها بعد نحو شهر على تلك الحرب، ليحتجوا على قرار إدارة الجامعة تعليق مجموعتي "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام".

وذلك قبل أن تشهد اعتصامًا طلابيًّا واجهته الشرطة بالعنف، إلا أنه امتد ليشمل عشرات الجامعات الأمريكية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com