هل تقوض الاحتجاجات الطلابية مصداقية أمريكا في العالم؟

لم تحتج الصورة في أمريكا أكثر من أيام احتجاجات قليلة، حتى تبرهن للعالم أجمع بأن بلاد حرية التعبير يُسمح فيها التعبير فقط إن كان على هوى الحكومة الأمريكية، وإن حدث عكس هذا فيسجرك صوتك إلى مهانة علنية وثقتها العدسات وما زالت.

احتقان شعبي لم تعرفه أمريكا منذ حرب فيتنام قبل 6 عقود تقريبا، تلك الفترة التي أكدت فيها التجربة أن الحركات الطلابية على مر التاريخ خُلقت لِتصنعَ التغيير، حيث إن طلاب جامعة كولومبيا آنذاك وباحتجاجهم ضد موقف البيت الأبيض من الحرب صاغوا رأيا عاما أنهى على إثره الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون تصعيدا خطيرا، وانصاع بعد أقل من عام لرأي الشارع بسحب القوات الأمريكية من فيتنام وصياغة اتفاقيات بعيدة عن لغة النار، التي ولو قلبنا كتب تاريخ الشارع الأمريكي، سنجدها حاضرة بقوة في احتجاجات عدة شهدتها الولايات المتحدة ولنا في مثال حراك جامعة ولاية كينت دليل من بين كثر، حينما فتح رجال أمن أمريكيون النار على طلبة رفضوا حرب فيتنام وقتلوا أربعة منهم عام 1970، والأمثلة كثيرة.

إن قاعدة الاحتجاج لدعم الغزيين تتوسع كفكرة، وهنا لا نتحدث عن كم الجامعات أو الشوارع التي نالت من الاحتجاج نصيبًا وكشفت زيف الديمقراطية المزعومة، وإنما عن جنسيات مختلفة دخلت حيز الاحتجاج وباتت تنادي بما اقتنعت مع الأصوات الفلسطينية والعربية في جامعات أمريكا وأوروبا وكندا والهند وغيرها؛ الأمر الذي يعطي المرحلة انعطافا خطيرا بحكم أن أصواتها تخرج من مواطن العلم، فضلا عن فوضى تعيشها كبرى جامعات العالم بسبب الاحتجاج الذي يكبر يوميا، وهذه جامعة السوربون الفرنسية العريقة كمثال حي.

أما وعن الرئيس بايدن فهي شرارة تستعر نيرانها بوتيرة لا تسمح له إلا بالتفكير في مستقبله الرئاسي، وهو الذي مثلت احتجاجات أمريكا امتحانا حقيقيا له، فشل فيه حتى اللحظة، بحكم أن لغة القمع والوحشية لا يمكن إطلاقا أن تفرش طريق الرئاسة بالورود، لكن هذا يخولها القول بكل سهولة للعالم وبالفم الملآن، لا حرية في أرض الحريات، فهنا حضر الكلام لعقود وغابت الأدلة في أسابيع.

شاهد أيضا

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com