زيارة روحاني لنيويورك تفتح صفحة "دموية" من تاريخ النظام الإيراني
زيارة روحاني لنيويورك تفتح صفحة "دموية" من تاريخ النظام الإيرانيزيارة روحاني لنيويورك تفتح صفحة "دموية" من تاريخ النظام الإيراني

زيارة روحاني لنيويورك تفتح صفحة "دموية" من تاريخ النظام الإيراني

أعاد ظهور الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، إلى أذهان عائلات وأقارب ناشطين سياسيين إيرانيين، أعدمتهم إيران في محاكمات شفوية قصيرة فيما يعرف بـ"أحداث 1988" الدموية، تلك المجزرة، التي راح ضحيتها الآلاف معظمهم من عناصر منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة.

وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن "النظام الإيراني يحاول محو هذه المجزرة من تاريخه"، لافتة إلى أنها استمعت في العام 2012 إلى شهادة شقيقة أحد الضحايا، وتدعى مريم أكبري منفرد، أثناء احتجازها في سجن "إيفين" في طهران.

وتوضح منفرد "أحضروا أمتعة أخي، حقيبة تحتوي على ملابسه الممزقة من أثار التعذيب وتغطيها الدماء".

وتضيف "لن أنسى أبدًا تلك اللحظة، ذهب والداي لزيارته، وبدلًا من ذلك عادا بآثاره، لم يتمكنا من الحديث كما لو أنهما لا يستطيعان أن يجدا الكلمات لوصف هذا المشهد الرهيب".

بحلول العام 1988 كان شقيقها قد بقي سجينًا لمدة ثمان سنوات، وقالت إنه تم القبض عليه في سن الـ17 لتوزيع صحف المعارضة لمجاهدي خلق.

النظرة التي تبدو على وجه "مريم" تنقل المشهد بأكمله ،الأم والأب المتجهمان، لا وجود لجثة ليتم دفنها أو قبر للبكاء عليه، وقالت بهمس: "لن ننسى ذلك".

ويحاول نظام  الملالي إجبار الإيرانيين على نسيان أحداث 1988، إلا أن الجرائم المرتكبة جعلت من هذا أمرًا مستحيلًا، فما يقدر بـ30 ألف شخص، معظمهم من ناشطي منظمة مجاهدي خلق، أعدموا بعد "محاكمتهم" في بضع دقائق.

ولا تزال مواقع الدفن الجماعي للقتلى غير معروفة إلى حد كبير، ومنع الجمهور من زيارة أي مقبرة يتم اكتشافها، مثل تلك الموجودة في منطقة "خاوران" في طهران. ومع ذلك، فإن الأمهات والآباء والأخوات والأخوة لا يزالون يقومون بذلك طوال السنوات الـ29 الماضية.

"لجنة الموت"

وتمثل المذبحة قسوة رجالات النظام الإيراني ودمويتهم، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى أن الكثيرين منهم لا يزالون يتولون السلطة اليوم.

وكان مصطفى بورموهامادي، وزير العدل خلال الولاية الأولى للرئيس روحاني، عضوًا في "لجنة الموت" في طهران عام 1988. ووزير العدل الحالي، علي رضا أبيي، كان أيضًا في اللجنة ذاتها في مقاطعة "خوزستان" الجنوبية الغربية.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لهذا النظام، فإن تحريم مناقشة المذبحة بدأ يضعف شيئًا فشيئًا، لدى الشباب الذين لم يكونوا قد ولدوا حتى العام 1988.

وتماشيًا مع دعوة زعيمة "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" التابع لمنظمة مجاهدي خلق، مريم رجوى، نشر ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء البلاد، بالكتابة والحديث وطرح الأسئلة حول "فصل الصيف الدموي"، حيث بدأت الأسر التي ظلت صامتة خوفًا من الأعمال الانتقامية بالحديث عن الضحايا وكشف مواقع المقابر السرية.

وازدادت هذه الحركة الاجتماعية سرعة في العام الماضي عندما ظهر ملف صوتي لاجتماع عام 1988 بين "لجنة الموت" وحسين علي منتظري، الذي كان آنذاك الوريث الظاهر للزعيم الأعلى الإيراني في طهران. وقد شجب منتظري ما أسماه بـ"أسوأ جرائم النظام"، قائلًا للجناة بأنهم سيسجلون في التاريخ كقتلة.

ومع تصاعد وتيرة الحديث عن دموية الذكرى، يطالب الشعب الإيراني بكسر حاجز الصمت والتوقف عن رفض الاعتراف بأعمال الملالي الوحشية.

ويمكن أن يؤخذ الحديث عن عهد جديد في إيران على محمل الجد فقط عندما تتحمل قيادات طهران المسؤولية، في حين أن الخطوة الأولى هي إجراء تحقيق دولي مستقل في المذبحة التي وقعت قبل 29 عامًا وتقديم الجناة إلى العدالة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com