تظاهرة دعا لها أحد أحزاب اليمين المتطرف في فرنسا
تظاهرة دعا لها أحد أحزاب اليمين المتطرف في فرنسارويترز

لماذا يخسر اليمين الأوروبي موقعه أمام المتطرف؟

اعتبر تقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية أنّ سياسات اليمين الأوروبي أدّت إلى خسارته المعركة أمام اليمين المتطرف، الذي يعزز مواقعه على أكثر من واجهة، من فرنسا إلى هولندا.

وقال التقرير إنّ اليمين الأوروبي ينتهج إستراتيجية جعلته يخسر أرضه، بينما يعزز اليمين المتطرف مواقعه، مشيرا إلى آخر الأمثلة على ذلك وهو فوز الزعيم الشعبوي خيرت فيلدرز في الانتخابات التشريعية يوم 22 نوفمبر الماضي في هولندا.

أخبار ذات صلة
هل يصل سيل اليمين المتطرف في أوروبا إلى بريطانيا؟

وبحسب ما نقله التقرير عن السياسي الأمريكي الهولندي مود، فإنّ خيرت فيلدرز استفاد من ظروف لم تكن ملائمة لرئيس الوزراء المستقيل، مارك روته، من حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية الذي ينتمي إلى يمين الوسط، واتخذ من الهجرة الموضوع الرئيس للحملة الانتخابية، وهكذا أعطى انطباعا عاما بأن زعماء البلاد المقبلين يجب أن يجعلوا الهجرة أولويتهم، الأمر الذي أعطى لفيلدرز ميزة وأولوية على خصومه.

ووفق التقرير الفرنسي فإنه بالإضافة إلى ذلك فقد فتح ديلان يسيلجوز الذي خلف روته، الباب، في أغسطس الماضي أمام تشكيل ائتلاف مع مرشح اليمين المتطرف، وهو قرار يتناقض تمامًا مع الإجماع الذي كان سائدًا داخل الأوساط السياسية الهولندية.

اليمين المتطرف في فرنسا

وحول الوضع في فرنسا، اعتبر المحلل كاس مود أنّ التجمع الوطني، الذي يمثل اليمين المتطرف، لم يتغيّر بشكل عميق في عهد مارين لوبين، وهي ليست أكثر اعتدالا من والدها جان ماري لوبان؛ بل إن الحزب بدا ببساطة أكثر حداثة، وأوضح أنّه "على سبيل المثال، ليس لديها نفس المفهوم لقضايا النوع الاجتماعي والجنس مثل والدها، ومن ثم فإن التحيز الجنسي يعمل لصالحها، وقد تبدو أكثر اعتدالاً في نظر الناخبين؛ لأن التسامح سمة لا تزال مرتبطة بالمرأة"، وفق تقديره.

وتابعت "لوموند" أنه "عندما يتعلق الأمر بأيديولوجية الحزب، فإن الأمور لا تزال على حالها، ولم يتغير شيء فيما يتعلق بالهجرة أو فيما يتعلق بالإسلام، وادّعى جان ماري لوبين أنه الوحيد الذي تناول هذه المواضيع، واليوم، لا تحتاج مارين لوبان إلى أن تفعل الشيء نفسه فبوسعها أن تسمح للجهات السياسية الفاعلة الأخرى أن تعلن أن الإسلام يشكل تهديداً وأن التعددية الثقافية فاشلة".

ووفق التقرير الفرنسي فإن "تصلب الخطاب العام هو التطور الحقيقي الوحيد لدى اليمين المتطرف، والانتخابات الهولندية هي مثال جيد على ذلك، فقد هيمنت ثلاث قضايا على الحملة الانتخابية: الهجرة ومستويات المعيشة والإسكان، وهذه ثلاث قضايا مختلفة تماما. ومع ذلك، فقد تم التعامل مع الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الهولنديون ومشكلة الإسكان على أنها نتيجة للهجرة، وبذلك اتخذ النقاش طابعا عنصريًّا"، بحسب تعبيره.

المصدر: صحيفة "لوموند" الفرنسية

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com